طارق محمد عمر يكتب:من شرفة المخابرات / إطلالة على الراهن السياسي :

طارق محمد عمر يكتب:
من شرفة المخابرات / إطلالة على الراهن السياسي :
منذ إسقاط نظام البشير بايدي بنيه .. تشهد الساحة السياسية عمليات شد وجذب محلية وأجنبية حول الفترة الانتقالية .. البسار ممثلا في الشيوعي والبعث آيس من الفوز في الإنتخابات العامة عقب الإنتقالية لقلة عضويته ومناصريه .. لذلك حرص على الاستوزار .. وشهوة الحكم جبلة إنسانية .. كذلك حرص البسار على الإنتقام من غرمائه الإسلاميين لأسباب تاريخية تتعلق بمساعدة الاسلاميين للغرب في الحد من الإنتشار الشيوعي والبعث .. ومشاركتهم في تحرير افغانستان من الحكم العسكري السوفيتي .
الآن وقد ظهرت مبادرة السيخ العالم الورع / الجد .. ووجدت تجاوبا كبيرا من قطاعات الشعب السوداني انزعج الغرب لأن المبادرة تحقق وفاقا وطنيا للسودان واستقلالا لقراره السياسي والاقتصادي .. وهو ماتخشاه المخابرات الغربية وحكومات بلدانها .. إنهم يحرصون على وضع السودان داخل دوائر هيمنتهم كونه مهم اقتصاديا وجغرافيا وسياسيا ومؤثر فاعل على الجوار والمحيط الإقليمي .. ولان المبادرة تمكن الإسلاميين من العودة للفعل السياسي وربما اكتساح الإنتخابات العامة لجاهزيتهم .. هذا لايحبذه الغرب للعلاقة الوثيقة بين الإسلاميين والصين وروسيا .
دول الخليج ممثلة في السعودية والامارات تابى عودة الإسلاميين لدوائر الحكم بسبب الفوبيا التي غرستها المخابرات المصرية في نفوس حكام الدولتين .. وهي أمر متوهم وانا أعلم الناس بنوايا الإسلاميين الطيبة تجاه الدولتين وبقية دول العقد الفريد .
تشدد البسار ورفضه المبادرة بعضه بتاثير اجنبي ذلك ان الغرب يعلم بالخلافات التاريخية بين الشيوعية البلشفية الليلينية والتي يهتدي بها الشيوعي السوداني والشيوعية الصينية بقيادة الزعيم الراحل ماو تسي تونغ والغرب يزكي نار هذا الخلاف .. فضلا عن أهمية الدور الاستخباري الذي يضطلع به اليسار الشيوعي لصالح واشنطون ولندن ومخابرات الإتحاد الأوروبي .
تردد السيادي في إستكمال مشروع التطبيع مع إسرائيل أقلق الأخيرة وهي سيدة الغرب .
رفض بعض قادة حزب الأمة للمبادرة ( رغم دعمها بواسطة الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي ) يأتي بضغط أمريكي بريطاني اسرائيلي .. وبشي بوجود انقسام جديد في الحزب بين تيار وطني إسلامي وعلماني غربي .
استجابة الإتحادي الأصل للمبادرة تمثل قناعات مصرية داخلية .. كما أن الإتحادي يعتقد أنه سيكسب الإنتخابات العامة ويتفوق على غريمه الأمة .
الحل في تشكيل حكومة انتقالية ( تكنوقراط ) تحدد مهامها باعداد مسودة لمشروع دستور دائم والعمل على بسط الأمن وتخفبف الضائقة المعيشية وتنظيم الانتخابات العامة .. والتعجيل بمحاكمة رموز النظام السابق .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الإثنين 8 أغسطس 2022 .