طارق محمد عمر يكتب : مصر تتمدد جغرافيا واستخباريا
تسامح نيوز- الخرطوم
مصر دولة مؤسسات مستقرة وقانون وشعب مرتبط بارضه مخلص لدولته .. يعرف حقوقه وواجباته .
نخبة من العلماء المفكرين تقود مصر تخطيطا وتوجيها يستند على الإبتكار وتجارب الآخرين .
منذ عهد مبارك حاول النظام تهجير ملايين المصريين إلى الدول الأفريقية لخفض الكثافة السكانية وخلق فرص عمل وتمتين أواصر العلاقات المصرية بافريقيا وتهجين إنسانها .. لكن لم تتمكن من تنفيذ ذلك المخطط لعوائق سياسية وأمنية اقليمية وعالمية .
الآن لجات مصر للخطة ب وهي التوسع التدريجي نحو الجوار .. وهذا التوسع يلزمه إنتشار استخباري مكثف .. وكانت البداية بليبيا حين سقط القذافي رغم اضطراب الأحوال .
ثم اتجهت جنوبا نحو السودان فشادت آلاف البنايات ومئات المؤسسات والمشاريع الزراعية والصناعية جنوب الفيوم واسوان وتوشكي وخور العلاقي وشلاتين وحلايب ووفرت لها الخدمات ثم هجرت لها ملايين المصريين .. وسبق ذلك إنشاء قاعدة عسكرية هي الأكبر في المنطقة واستفادت من وجودها الاستخباري القديم في السودان وشبكات العملاء والجواسيس الموالية لها في مؤسسات ومجتمع السودان .
وجدت مصر دعما ماليا من مختلف دول العالم رغم تناقضه فقد حصلت على منح وقروض من الصين والعالم الغربي .. ومن السعودية والإمارات وقطر .. وهادنت تركيا .
تعمل مؤسسات مصر على تمصير السكان السودانيين في تلك المناطق بالتعليم والتثقيف ومنحهم الجنسية المصرية واستيعابهم في مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية والشرطية والمدنية .. وغضت الطرف عن هجرة مايربوا عن 10 ملايين سوداني وسمحت لهم بالإقامة والعمل .. ولم يهتز اقتصادها .
ستتمدد مصر في شمال وشرق السودان بذات الطريقة طالما نحن في حال اتشغال بلعبة الكراسي والبغي على بعضنا البعض ظلما وعتوا .. والكثير من توافه الأمور .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 .
