طارق محمد عمر ✍️…طبخة إنقلاب على نار هادئة

التاريخ يعيد نفسه مقولة حكيمة.. لحفز الحزب الشيوعي لتدبير انقلاب عسكري ليكون سببا في إعدام قادته وسجن وتشريد عضويته.. كان لابد من إيجاد المبرر .. المخابرات الأمريكية مستعينة بالمصرية رتبت حادثة الطالب الصفيق الذي أساء لبيت النبي محمد… وحرضت الأحزاب على مهاجمة دوره وحله وطرد عضويته من الجمعية التأسيسية.
القاضي/ صلاح حسن قضى ببطلان قرار الحل والطرد .. لكن الحكومة وقادة الأحزاب والجمعية بايعاز أمريكي رفضوا الأذعان لقرار القاضي واستمرو ا فيما كانوا عليه.
امتعض القضاء وأعلن رئيسه بابكر عوض الله إضرابا شاملا عن العمل في محاكم السودان كافة.. فاتصلت به القيادة المصرية مؤازرة وعرضت عليه تولى رئاسة الوزراء حال تنفيذ الانقلاب فوافق… فوقع انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩.
الآن تشهد أروقة المحاكم طعونا إدارية في قرارات أصدرها السيد البرهان تتعلق بمتقاعدي المخابرات والشرطة والجيش الذين فصلوا تعسفيا في عهد البشير بضغط أمريكي غربي .. لكن المفاجأة حدثت بعدم اذعان الجهاز لطلبات القاضي المختص بتسليمه صورة القرار مثلما حدثت ذات المراوغة من الإدارة المعنية في القصر الجمهوري مما اضطر القضاء لإصدار اوامر قبض بحق نفر من الممانعين.. كذلك حدثت ممانعة من قبل الشرطة في الأذعان لقرار المحكمة بإعادة بعض المتقاعدين تعسفيا للخدمة.. فاختار القضاء لصدار أوامر قبض وغرامة بحق بعض الضباط..
إذا استمر هذا الحال سيدخل القضاء في إضراب عن العمل وستتبعه النيابة والمحاماة وتتوقف أعمال الشرطة.. لحظتها سيحدث انقلاب عسكري بترتيب أمريكي مصري للإطاحة بالعسكريين الذين فضلوا التعاون مع روسيا والصين عوضا عن الغرب ووجدواحاضنة جماهيرية من مختلف التيارات الدينية
.
مالم يتدخل السيادي ممثلا في البرهان لتنظيف القوات النظامية من عملاء المخابرات المصرية والأمريكية فإن الانقلاب واقع لامحالة.
اخلص إلى أن مشروع الانقلاب هذه المرة يرتكز على استفزازات تبدر من مندسين في القوات النظامية تجاه القضاء لدفعه نحو الإضراب.
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢.