أخبار

عاصفة بسبب لقاءات الموساد ب / حميدتي و الخرطوم تلتزم الصمت

الخرطوم /تسامح نيوز 
كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسائل غاضبة من رئيس المجلس السيادي في السودان / عبد الفتاح البرهان ، و رئيس الحكومة السودانية الانتقالية / عبد الله حمدوك ، بسبب إتصالات يجريها قادة الموساد جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي ، من وراء ظهرهم ، مع قائد قوات الدعم السريع / محمد حمدان دقلو ، الملقب ب / حميدتي .
و قالت المصادر إن / البرهان و / حمدوك إعتبرا هذه الإتصالات تآمرا من الموساد على السلطات الشرعية في السودان ، التي أبرمت إتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل ، العام الماضي . و لم تعقب الخرطوم على هذه المعلومات التي نشرها موقع واللا الإخباري في تل أبيب ، حتى مساء أمس ، كما لم يتسن للشرق الأوسط ، الحصول على تعقيب من المجلس السيادي أو الحكومة في هذا الصدد .
و ذكر موقع واللا في تقرير له يستند إلى جهات دبلوماسية إسرائيلية ، أن طائرة خاصةً قادمة مباشرة من تل أبيب حطت في الخرطوم ، الإسبوع الماضي . و قالت مواقع تتابع حركة الطيران أن هذه الطائرة هي نفسها التي كان إستخدمها عدة مرات رئيس الموساد السابق / يوسي كوهين ، في زياراته السرية إلى السودان و غيرها من الدول . و قد حملت هذه المرة عدة مسؤولين من الموساد ، الذين عقدوا لقاءات مع جنرالات موالين ل / حميدتي ، و ربما معه نفسه .
و أكد الموقع أن / حميدتي ، و منذ بداية عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل و السودان ، حاول إقامة قنوات إتصال مستقلة مع إسرائيل ، من أجل دفع أجندته المستقلة في السودان . و قام بذلك من خلال الإلتفاف على / البرهان و / حمدوك .
و عاد الموقع الإسرائيلي ليذكر بمعلومات كانت نشرت في شهر أغسطس الماضي عن لقاء عقده / حميدتي مع رئيس الموساد السابق / يوسي كوهن ، في أبوظبي . و حسب المصدر الإسرائيلي فإن هذه العلاقات تواصلت و توطدت ، منذ ذلك الحين ، رغم أن / البرهان عبر عن إستيائه من هذه الإتصالات أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق / بنيامين نتنياهو ، و مبعوثيه .
و وفقاً لواللا ، فإن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الجناحين العسكري و السياسي في الحكومة السودانية على السواء لم يعلما بزيارة قادة الموساد للسودان ، الإسبوع الماضي ، و لقائهم مع / حميدتي و:العناصر الموالية له ، و إكتشفوا ذلك لاحقا . و قالت إن مسؤولين في الحكومة السودانية توجهوا بالشكوى و التذمر إلى القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم ، قبل عدة أسابيع ، و عبروا عن إستيائهم من الإتصالات مع / حميدتي ، و طلبوا أن تنقل إدارة الرئيس الأميركي / جو بايدن ، رسالة حول الموضوع إلى إسرائيل .
و نقل واللا عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه في أعقاب الشكوى السودانية ، طلبت إدارة / بايدن من إسرائيل البدء بإتصالات مع الجناح المدني للحكومة السودانية كجزء من عملية التطبيع بين الدولتين . و قال مسؤول سياسي إسرائيلي إن الأميركيين لم يطلبوا منا وقف العمل مع الجناح العسكري للحكومة السودانية لكنهم طلبوا أن نبدأ بالعمل مع الجناح السياسي .
يذكر أن رئيس المجلس العسكري السوداني / البرهان ، كان قد إلتقى مع / نتنياهو في أوغندا في شهر فبراير 2020 ، و في أكتوبر من السنة نفسها ، أعلن الرئيس الأميركي / دونالد ترمب ، عن بدء علاقات إسرائيلية سودانية رسمية و عن إنضمام السودان إلى إتفاقيات أبرهام للسلام ، التي أدت إلى علاقات سلام بين إسرائيل و بين كل من الإمارات و البحرين و لاحقا المغرب . و لكن هذه العلاقات ووجهت بمعارضة في السودان ، على الصعيد الشعبي و حتى داخل مؤسسة الحكم في السودان . و حسب مصادر إسرائيلية فإن هذه المعارضة كبلت أيدي / البرهان و حكومته فراح يبطئ مسار تطبيع العلاقات . و حتى اليوم لم يوقع قادة البلدين على إتفاق رسمي لإقامة العلاقات الدبلوماسية و فتح السفارات . و لم ترد السودان على مسودة إتفاق بهذا الخصوص أعدتها إسرائيل . و تريد السودان أن ترعى الولايات المتحدة إتفاقا كهذا ، و لكن بوتيرة منخفضة و بالتدريج . و هذا يغيظ الإسرائيليين . فراحوا يفتحون قنوات أخرى .
و أعاد هذا التقرير الخلافات الكامنة داخل الطاقم الحاكم في الخرطوم ، على ملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى السطح و الواجهة مجددا ً.
و لمح رئيس الوزراء / عبد الله حمدوك في المبادرة التي تقدم بها الأسبوع الماضي ، إلى خروقات في ملف العلاقات الخارجية ، و قال إن التجربة أكدت عدم تجانس الجهات التي تعمل في ملفات السياسة الخارجية ، و إعتبر ذلك تهديدا للسيادة الوطنية و المصالح العليا للبلاد .
و قال / حمدوك : –
الأمر يستدعي تشكيل آلية واحدة بين الأطراف المكونة للمرحلة الانتقالية للإشراف على ملف العلاقات الخارجية ، و توحيد الرؤى و تمتين علاقاتنا الإقليمية و الدولية .
و دأبت السلطات السودانية على ممارسة الصمت بشأن الكثير من القضايا ، خاصةً ملف العلاقات السودانية الإسرائيلية ، و لم يكشف / البرهان عن لقائه / نتنياهو في عنتيبي بأوغندا إلا بعد كشف وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل اللقاء المهم .
و مارست قوى سياسية و مجتمعية ضغوطا عنيفة على / البرهان ، غداة لقائه / نتنياهو ، اضطرته للاعتراف بحدوث اللقاء ، و القول إنه التقى الرجل بحثا عن مصالح السودان ، فيما جاءت ردة فعل الجهاز التنفيذي و رئيس الوزراء بعدم علمهم بتفاصيل الزيارة ، و قال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة وقتها / فيصل محمد صالح إن الحكومة علمت بالاجتماع عبر وسائل الإعلام ، و إن / البرهان لم يستشر أو يخطر مجلس الوزراء بشأن اللقاء .
و لاحقاً ، قال رئيس الوزراء /:عبد الله حمدوك ، إن قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، ستنتظر تكوين المجلس التشريعي للبت فيها ، لكن المجلس المذكور لم يتشكل بعد ، و إضطر / حمدوك استجابة لضغوط من إدارة الرئيس الأميركي السابق / دونالد ترمب ، لتوقيع بيان مشترك مع / البرهان و / نتنياهو و / ترمب اتفاقات تعاون ، كشرط لحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .
وفي أبريل الماضي ، أجاز مجلسا السيادة و الوزراء مجتمعين ، مشروع قانون ألغيا بموجبه قانون مقاطعة إسرائيل 1958 ، و هو قانون كان يجرم إقامة أي علاقات فردية أو مؤسسية مع الدولة العبرية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى