المقالات

عبدالله مسار يكتب: حكم السفارات للسودان 

تسامح نيوز- الخرطوم

 

السودان الدولة الكبيرة والعظيمة والفخيمة والتي قادت كل حركات التحرر في افريقيا والعالم العربي طيلة القرنين الماضين وقاوم الاستعمار طيلة الفترات السابقة بل دفع من اجل ذلك دماء وشهداء وتعرض الشعب السوداني الي مذابح ومجازر ومنها مجزرة كرري التي دفع الشعب السوداني فيها ارواح اثني عشر. الف قتيل وثلاثة عشر الف جريح وخمسة الف اسير وجميع هولاء قتلهم كتشنر قائد جيوش بريطانيا الامبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها وهم يدافعون عن وطنهم وفي ارضهم وكانوا يتدافعون و يندفعون نحو العدو وتحصدهم المدافع وكلهم ينادي (سدو الفرقة ) كلما سقط شهيد. مليء فرقته شهيد

تاريخ السودان كله نضال في نضال منذ الاستعمار الاول (بريطانيا وشركائها) وحتي الاستقلال

السودان دولة جبلت علي الحرية والسيادة والعزة والكرامة وشعبها شعب وطني ويحب بلاده شعب عالي الهمة ورافع الراس دوما في تاريخه قاده رجال عظماء حافظوا علي استقلال بلادهم. ولم يستكينوا حتي في فترات الاستعمار وساهموا مساهمة كبيرة في قيادة التحرر لدول القارة الافريقية حيث دعموا الثوار في جنوب افريقيا وفروا لهم الغطاء الدبلوماسي طيلة حربهم ضد التمييز العنصري وكذلك دعموا ثوار الجزائر وثورتهم ضد المستعمر الفرنسي. وكذلك وقف السودان في قضية العرب الاولي القضية الفلسطينية حربا ومدافعة واشترك في كل الحروب العربية ضد الصهاينه في ١٩٤٨ و١٩٦٧ وحرب اكتوبر ١٩٧٣م وكان هو جابر الامة العربية في مؤتمر اللاءات الثلاثة في الخرطوم حيث اصلح بين الرئيس ناصر والملك فيصل

انها الخرطوم التي لم تسلم زمامها لاي مستعمر وانه السودان الذي قاوم كل استعمار. وفي كل ركن وموقع فيه شهيد

وهو من مؤسسي دول عدم الانحياز وكان لاعب اساسي في مؤتمر باندونغ

هذا التاريخ الناصع المبهر جاء علي قدر كبير من التضحيات

وحافظ عليه شعب عظيم وقيادات وطنية خالصة ومخلصة وامينة ومؤتمنه علي الوطن

ولكن هذه الايام باع كثير من ابناء السودان هذا الوطن الشامخ البازخ. وضعف السودان حتي صار محكوما بسفارات بعض الدول وصار سفراء بعض الدول الامرين الناهيين وصارت بعض السفارات مزارا من بعض ابناء السودان ساسة هذا العصر

عجبا لهذا الوطن العملاق الذي قزمه ابنائه الذين تسلموا مقوده وجعلوه تحت جزم هولاء السفراء

لقد ضاع السودان المستقل الدولة ذات السيادة وصارت كل القرارات تطبخ في هذه السفارات وآخر ذلك الرباعية التي تتدخل حتي في اختيار حكومة السودان تدعو هذا وتقربه وتبعد هذا وهكذا صنعت ساسة اذيال يتبعون سكان هذه السفارات وضاع القرار الوطني

ايها السودانيون ماذا حل بنا حتي نرهن قرارنا الوطني بل نرهن دولتنا كلها لهذه السفارات التي لا مصلحة لنا فيها غير اسعافنا ونهب مواردنا والاستخفاف بنا بوطننا

ايها السودانيون نحن دولة عظمي لماذا نقزم انفسنا

حان الوقت ان نجتمع مع بعض ونجمع امرنا ونبرز قرارنا الوطني ان نوقف التدخل الاجنبي في امر بلادنا انهم سوس ينخر في جسد بلدنا

هل نستطيع نحن ان نتدخل في امر امريكا او بريطانيا او السعودية او الامارات اول دول الترويكا او الدول الاوربية

ما هذا الهوان وهذا الضعف

الي السفراء المقيمين في الخرطوم. كفوا عن التدخل في شان السودان واعلموا حدود واجباتكم وعملكم وحدود تفويضكم والتزموا بالقوانين والاعراف الدولية التي تنظم علاقتكم بالدول التي تقيمون فيها وابتعدوا ان التدخل في شئون السودان الداخلية كفوا ايديكم عن التدخل في امور السودان واخشوا غضبة الحليم

اوقفوا اعمالكم التي تفرقون بها بين ابناء الوطن الواحد

يا ابناء السودان كفي ضعفا وهوانا كفي صراعا واقتتالا كفي بيع وطن مثل السودان لهذه السفارات

تعالوا نجلس مع بعض ونتنازل بعض ونتراضى علي حكم بلادنا بما نريد وكيفما نريد

لا خير في هذه السفارات انها تخدم مصالح بلادها ولا تخدم اغراض اهل السودان كفانا اهانة لوطننا واهلنا

الفريق اول البرهان واخوته اكربوا قاشكم. اوقفوا هذا العبث قبل انه يوقفه الشعب السوداني

ايها الثوار مصلحتكم في وطن سوداني حر مالك لقراره ليس وطن يدار من وراء البحار

انها صيحة في وادي الوطنية والقرار الوطني لامة حرة ودولة ذات سيادة مفعمة بالتاريخ الوطني والنضالي غال الثمن

تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى