عبدالله مسار ✍️.. بناء الانسان السوداني

بسم الله الرحمن الرحيم
عبدالله مسار يكتب
بناء الانسان السوداني
نشر الكاتب البرازيلي الشهير (باولو كويلو) قصة قصيرة مفادها ان ابا يحاول ان يقرأ الجريدة ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته وحين تعب الاب منه قام بقطع ورقة في الصفحة كانت مرسوم عليها خريطة العالم وقطعها الي قطع صغيرة وقدمها لابنه وطلب منه اعادة تجميع الخريطة ثم عاد الي القراءة ظنا منه. ان الطفل سيبقي مشغولا بقية اليوم الا انه لم تمر دقايق حتي عاد الابن الي ابيه وقد اعادالخريطة بدقة فتسال الاب. مذهولا هل ساعدتك امك ؟
رد الطفل قائلا كلا ولكن كانت هنالك صورة لوجه انسان علي الجهة الثانية من الورقة وعندما اعدت بناء الانسان. اعدت بناء العالم
كانت هذه العبارة عفوية ولكنها ذات معني عميق حيث قال الطفل (عندما اعدت بناء الانسان اعدت بناء العالم )
وهذه الحال هي واقع السودان الان حيث حدثت ثورة مكثت الان اكثر من ثلاثة سنوات ارجعت السودان وطن ودولة وشعب الي العصر الحجري. حيث نفثت في السودان كل الامراض وغشت السودان كل رزيلة حتي انسان السودان صار اكثر جهلا وتخلفا حتي في مناطق الحضر والحضارات بل صار الانسان السوداني في حال وظرف عجيب حتي القبيلة التي هي للتعارف صارت موسسة حزبية حاكمة وموثرة جدا. والاحزاب السياسسيه صارت مواعين فارغة وخاوية بل صارت مقاده بدل ان تقود الشعب وصار الشارع هو الذي يحدد شكل وقيادة الدولة وكثر الهرج والمرج وصرنا جميعا نتحدث ونقول السودان الي اين
حيث كثرت المشاكل في السودان اقتصادية وامنية واخلاقية بل كثر في السودان التعصب القبلي والجهوي والعنصري ومات القرار الوطني وضاع وسط زحمة التدخل الاجنبي
اذن الامر فعلا يحتاج لبناء الانسان السوداني علي شاكلة خريطة العالم بل نحتاج ان نقول اعيدوا السودان الي ماقبل ابريل ٢٠١٩م لاننا الان لم نحصل علي ثورة ولم نحافظ علي وطن ومقدمين علي ان لا تكون هنالك بقعة في العالم اسمها السودان ناهيك ان يكون هنالك شعب اسمه الشعب السوداني
اذن فلنطبق
العبارة العفوية لهذا الطفل
(عندما اعدت بناء الانسان اعدت بناء العالم )
تحياتي