المقالات

عبد الشكور حسن أحمد يكتب : إغتراب شجرة الهشاب  

الخرطوم /تسامح نيوز

بطريق الموت الي القارة العجوز (اوربا ) ضاعت ارواح واموال .وذاك بفعل نشاط عصابات المافيا التي جندت كل طامع وطامح للغني السريع الفاحش دون ترتيب او تنظيم للسفر والاغتراب دون عودة للأهل والصحبة.

تهريب البشر من اخطر الجرائم المنظمة التي ضربت القارة السمراء بشدة للفاقة والعوز والجهل والحروب والدمار والفتن التي تحاك بها .

كل تلك جعلت انسانها يجازف بحياته وامواله للمغادرة عبر طريق الموت الي خارجها كارها و تاركا لها عدم الاستقرار والفوضي التي باتت تنهش في عظامها النخرة. وتأثيرات أخرى في نظم الحكم والتفرقة العنصرية واضطهاد الأديان.

طريق الموت لا يرتاده الا كل مجازف او ساذج وهو الطريق الذي يبدا من منتصف القارة الافريقية مرورا بالسودان حتي الصحراء اللبيبة ومنها الي البحر الابيض عبورا له بقوارب صيد متهالكة او قوارب مطاطية لتصل – او لا تصل – الي السواحل الايطاليا او السواحل اليونانية أو إلى مالطا التي غدت دون مؤذن.

وان كانت هنالك طرق اقل وعورة ولكنها شائكة بعصابات الاتجار بالاعضاء البشرية هو طريق الاربعين من صحراء السودان الي مصر الي جزيرة سيناء عبورا للبحر المتوسط او مرورا الي اسرائيل و بها اخطر العصابات المتجارة في قطع الغيار البشرية .. هي اكثر شراسة من العصابات الليبية لانها بعيدة تماما عن الاعلام العالمي لوجود عمليات الجيش المصري في جزيرة سيناء وتلك العمليات ساهمت في نزوح المصريين الي ايطاليا كرافد اساسي للتهريب.

اما طريق الساحل الغربي الافريقي الي اسبانيا او طريق المغرب العربي الي اسبانيا شبه مستحيل لكثافة عمليات الاتحاد الاوربي ولقصر وضيق الامكنة للعبور الآمن.
عصبات المافيا وجدت السياسة العالمية ارضا خصبا لزرع جريمة تهريب الاشخاص والاتجار بهم ليثمر ذاك الزرع في وطننا العزيز السودان

ايطاليا كدولة عبور او ممر يوجد بها اكثر من مليون مهاجر افريقي يعيثون فيها فقرا وفاقة وفسادا وتجارة للمخدرات وهم بين سندان الغلاء ومطرقة الشرطة الإيطالية وخلفها المافيا صيادة البشر والاموال

هناك العملة هي اليورو كعملة مبرئة للزمة فلا عملة غيرها مما جعل الغلاء رمزا لإيطاليا وللاتحاد الاوربي .

.
ظهور اليمين المتطرف والعنصرية جعلت الافارقة هدفا واضحا للكراهية وسوء المعاملة قد تصل الي التعدي البدني و مرحلة القتل كحادث كاولو روجني

فقد الطليان كل تعاطف تجاه الافارقة وباتت العنصرية سمة اساسية وعنوان للتعامل في كل مناحي الحياة حتى في الموت لاتجد من يستر تلك الجثامين السمراء
التسول والجريمة والتشرد والضياع مصير كل من جازف بحياته ووصل للقارة الاوربية
ظاهرة عامة في ايطاليا لادعم ولا تعاطف ولا تعامل وضياع كل حقوق الانسان بل وصلت الظاهرة الي اخطر من ذلك .تفشي العنصرية بصورة واضحة لا لبس فيها ولا غموض

وجود غير القانوني لبعض الشباب السوداني هناك – واملهم في مغادرة الاراضي الايطالية كبير – ذاك التواجد جعل منهم الاكثر عرضة للكراهية والحقد من قبل الطليان .لشمولهم بالافرقة التامة قد يجد المصري او السوري او العربي بعض التعاطف للون البشرة .. اما للسواد من السواد الاعظم هو العنصرية والبغض والكراهية لذا يجب مراعاة القانون تماما عند السفر بهجرة شرعية ومراعاة كل القوانين ولوائح الهجرة لدولة المقصد .. وياروح مابعدك روح
وفي ذاك المطب وقع كل من هب ودب.
شجرة الهشاب لاتنمو دون مناخها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى