عبد الغني كرم الله يكتب:كيف لم اعرفك “ايها الحكيم” دينق قوج؟!.
ما احزن بلادي، ان لا تعرف ان هناك شمس قربك، السراج لا يوضع تحت المكيال، انما فوق الجبل، بلاد تظهر القبح والعويل وتدفن الالحان والحب، اعرف الاف القتلى، وبائعي الشؤم، ولم اقابل دينق، سوى نعيه، اصبح حمامة، غابت في سماء الجمال الالهي، خفاء عن الحواس، سوى عين القلب ودفء ذكريات صحبه، ولا ذكرى عندي، ما اعظم الندم.
ادقق نظري، اعوض عرس حياة فاتني، اتفرس ملامحك، كيف كنت نبيا دون انجيل وقرآن؟!، بسمة مشعة، تنير اعماق الخواطر بالرضا، كيف اهرب من وجهك، يقابلني في صفحات مامون التلب، فيصل محمد صالح، استيلا، اي صوان عزاء بحجم الوطن، بحجم القلب، كيف اسديت معروف لكل هولاء؟ لك ألف يد؟ سارة الجاك، قصي همرور، كيف نلت مقام لا يشغله شأن عن شأن، “راجل المسيد لحاق بعيد”، من انت حتى تبتسم للحصى والحلم والاطفال والمعزة، ولو كنت نائما.
كيف اصبحت ابتسامتك شمس سمراء، لا يشقى جليسك، وجمال فطري ينشد صبحك: (وجهك المأمول حجتنا يوم يأتي الناس بالحجج)،.
كيف غيب القبح هذا الجمال والتفاني والفهم والبساطة وقد اسرج صهوة الوطن البلهاء، عشاق النعيق، والكذب، اصحاب قلوب من حجارة، ونفوس سخط وانتقام وحشي، وانت غمامة صيف تظلل حتى احزان النساء والشعراء واحلام الاطفال، اختارك ملاك الموت بعناية وحب، كما ينتقي آكل التمر أطايبه.
عرفتك بعيد عن بعيد، لكن روحك ستظل فينا للابد، طبت جميلا هناك، كما كنت هنا، مرؤة وحب وبشاشة وقضاء حوايج الناس، يمسك ما يمسهم.
اعتذر نيابة عنا، عن الملاييين الذي قتلوا لشهوة طمع، ورحلوا بلا جريرة سوى الحلم بالحرية والكرامة، سيحتلفوا بك هناك، عرس أبدي، في عرش الله.
محبتي، من اعماق قلبي، فقد حكى الاستاذ محمود، لتلميذه النجيب عبدالله فضل الله (ياعبد الله اي زول ممكن تشوفو من وراء المسافات بالهمة، وتعتذر له، واعتذارك بيصل ليهو)، اعتذر لك كما ينبغي لجمال روحك وصفاء قلبك،.
طبت هناك، كما كنت هنا واحة حب ونبع جمال،
ملوحظة اخي دينق:
تاملت صورتك قرب الخيمة؟ بيدك غليون، قرب عش خيمتك، وحولك خرافك ومعزاتك الوديعة ايها المسيح الاسمر، سخلة تحك كرسيك، اي عش قلبك هذا؟ بنات وخراف ومعزة، ترعى في سوحه، في قلبي حديث النبي، امير السلام الداخلي “ما من نبي وإلا ورعى الغنم”، الغنم، أهن أمهات رضاعة طويلة مثل الابقار والنعاج؟ حين يفطم الاطفال بعد عام وبعض عام من ثدي الام ؟ أيظلن امهات مدى الحياة، للصغار والكبار؟، عندك الاجابة لا محال أخي دينق، يا من تعرف ما وراء الكلمات، أيها الحكيم الاسمر،.
محبتي
اخوك كرم الله
