المقالات

عبد الله مسار يكتب.. رسالة إلى د. حمدوك

تقول القصة ان ملكا قرر منع النساء من لبس الحلي والزينة والذهب
قامت النساء بردة فعل كبيرة وعنيفة بالتذمر والسخط والاحتجاج وامتنعن عن الطاعة وبالغت النساء في لبس الزينة والحلي والذهب
احتار الملك وعقد اجتماع لمستشاريه واقترح احدهم للملك التراجع عن القرار للمصلحة العامة واقترح اخر عدم التراجع لان في ذلك ضعف وخوف وانقسم الجمع بين مؤيد ومعارض

طلب الملك حكيم المدينة وطرحت عليه المشكلة
قال الحكيم للملك لن يطيعك الناس اذا كنت تفكر فيما تريد انت لا فيما يريدون هم
قال الملك وما العمل. اتراجع اذن

قال الحكيم لا. ولكن اصدر قرار الحاقي بمنع لبس الذهب والحلي والزينة للجميلات لعدم حاجتهن للتجمل
واستثناء القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب والحلي. لحاجتهن ستر قبحهن ودمامة وجوههن
وصدر القرار
وماهي الا سويعات حتي خلعت النساء الزينة واخذت كل واحدة منهن تنظر لنفسها علي انها جميلة لا تحتاج الزينة والحلي

عندها قال الحكيم للملك لقد اطاعك الناس عندما فكرت بعقولهم وادركت اهتماماتهم من نوافذ شعورهم
لذلك اخي دحمدوك ادعو الناس من خلال ربط المطلوب منهم بالمرغوب لهم مع مراعاة المفروض عندهم
قبل طرح المفروض عليهم
عليه يجب ان يشعر المتلقي بمدي الفائدة التي سيجنيها من خلال المطلوب او الامتناع عنه

لا شي يخترق القلوب
كلطف العبارة
وبذل الابتسامة
ولين الخطاب
وسلامة القصد
وبذل الجهد في تحقيق رغبات المواطنين
والعدل والاحسان
والتساوي بين الناس في المكره والمنشط
لا تاخذ حق بباطل ولا تمنع حق بظلم
المواطنين كالاطفال حاكمهم اب رءوف والام روءم

قال تعالي
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
الحاكم الراعي الواعي يتحسس رغبات الناس من غير ان يقولوا ويدرك كنها قبل. ان يتظاهروا او يتمردوا ويعمل لحل مشاكلهم قبل ان يجبروه عليك
رضي المواطنين غاية كل حاكم وسخطهم وتعسهم منقصة كل حكم
اخي دحمدوك اختار معاونين يخافون الله قبل ان يخافونك
لان اعمالك واعمالهم تعرض بين يدي جبار منتقم
واعلم اخي الحاكم الظالم سيف الله في الارض يقتص به ثم يقتص منه
كن حكما عدلا عاملا في مصالحة الرعية لانك تحكم شعب كلهم اسود

وفق الله الجميع لخدمة البلادوالعباد
تحياتي
عبدالله مسار
الخرطوم
السبت
2021/1/9

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى