المقالات

*عثمان الأحمر / أفول نجم بعد التماع :*

الخرطوم: تسامح نيوز 
عثمان محمد إبراهيم الأحمر ينحدر من أصول جعلية .. وقد استقرت عائلته من قديم بحي ود ارو الأم درماني .. ارتحل والده الى منطقة الحاج عبد الله بالجزيرة لاغراض التحارة .. عاد عثمان الى ام درمان لمواصلة الدراسة فالتحق بمدرسة ام درمان الأميرية الوسطى ثم المؤتمر الثانوية العليا .. ومنها الى الكلية الحربية في العام 1958 ليتخرج في العام 1960 ضمن الدفعة 13 .. اول مراحله العملية كانت بسلاح الهجانة بمدينة الأبيض ثم عمل في مدينة كادقلي عاصمة جنوب كردفان .. ومريدي وجوبا .. ومنها الى ادارة الاستخبارات العسكرية بالخرطوم .. لتفوقه اختير للدراسة العسكرية بالهند ثم انجلترا ذلك في العام 1964 .. وكان معه العقيد / اسحق محمد ابراهيم الذي اصبح رئيسا لهيئة الاركان فيما بعد .. فكان ذلك سببا لصداقة شخصية واسرية استمرت لعشرات السنين .. كانا ينتظران عطلة نهاية الاسبوع بلهفة ليقضياها بالبيت السوداني بحي رتلند قيت وهو من اعرق وافخم الاحياء اللندنية اذ ذاك .. كانا يلتقيان عثمان سفارة اقدم موظفي السفارة السودانية بانجلترا وهو من قرية اوربي شمالي السودان فكان يقدم لهما اطباقا من الطعام السوداني الشهي ليخفف عنهما عناء الغربة .. وفي العام 1971 انتدب عثمان الى دولة الامارات رئيسا للجنة العسكرية الخاصة بتنظيم الجيش الاماراتي وتسليحه .. كانت تلك فرصة عظيمة عرفته على قادة الجيوش الغربية ومصانع السلاح .. ولان عثمان والامانة صنوان اشترى افضل انواع السلاح للامارات بما يتناسب وبيئتها الحغرافية والسياسية فكان ذلك سببا لشهرته .. وفي العام 1974 ترك الخدمة في الجيش السوداني ليتفرغ لتحارة السلاح في السودان ومختلف دول العالم .. حظي بثقة اصحاب مصانع السلاح في الدول الغربية ورؤساء وقادة الجيوش في الدول العربية والافريقية .. واينما حل كان محل حفاوة وتقدير .. حفظ عثمان أسرار رؤساء الدول وجيوشها فارتقى في اعينهم .. ولأن الشان العسكري سيادي وماس بالأمن القومي للدول فقد احيط بدرجات عالية من السرية .. قال لي : كنت اجتمع متفردا مع قادة الدول في مكاتب سرية بعيدة عن الأعين واحيانا في منازلهم .. واعرض لهم اكثر من خيار من حيث النوع والثمن ومايناسب البيئة فكان ذلك يدهشهم ويثير إعجابهم .. وعلى المستوى الشخصي والاجتماعي عرف عثمان الأحمر بتفقد الاصدقاء والاقارب ويدعمهم سرا .. حكى لي احد الضباط الذين عملوا معه في الحيش قائلا : عثمان كان يدعمنا بمبالغ مقدرة داخل مظاريف في كل المناسبات العامة والخاصة ولايتحدث بذلك ابدا .. انه رجل أصيل لم تغيره الدنيا .. كان عثمان مهتما بتسليح احهزتنا الأمنية من شرطة ومخابرات ولطالما اسر لي بانواع متقدمة من السلاح تناسب الأجهزة الأمنية وباسعار معقولة فهمه الوطن المحاصر في المقام الأول .. وللحقيقة والتاريخ كان عثمان كنزا معرفيا في مجال السلاح والعلاقات الدولية ولم تستفد منه البلاد الاستفادة القصوى .. وقد ملكني الكثير من المعارف التي لم يحن بعد موعد نشرها .. بالامس نعى الناعي الرحل الرقم عثمان الأحمر الذي لقي ربه بالأمس في العاصمة البريطانية لندن .. تغمده الله بواسع رحمته وجعل البركة في زوجه وابنائه وأهله واحسن عزاء معارفه في السودان وخارجه . أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثنما قطنوا . د. طارق محمد عمر . الخرطوم في يوم الجمعة 7 يناير 2022 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى