المقالات

عثمان جلال يكتب : المعارك الوجودية يقودها المجتمع

الخرطوم _تسامح نيوز

(١).

أسرة آل دقلو التشادية اعدت كل العناصر والادوات لابتلاع الدولة السودانية وتشييد مملكة الجنيد يتوارثونها جيلا بعد جيلا فابتنت القوة العسكرية الضاربة وسرقة ذهب ابناء السودان وشيدت امبراطورية مالية ضخمة ، ونسجت منوال العلاقات الاقليمية والدولية واشترت بعض قادة دول الجوار والاتحاد الافريقي بالمال والذهب، وتعهدت لاثيوبيا وجنوب السودان بالتنازل عن المناطق الحدودية المتنازع حولها ، الفشقة وابيي ،وحاولت تحييد مصر الشقيقة مقابل التنازل عن حلايب وشلاتين واشترت اعضاء البعثات الاقليمية والدولية ،وتعهدت للقوى العالمية ذات الاجندة الايديولوجية بتحويل السودان لدولة علمانية لائكية ،ومتحالفة مع اسرائيل ، وتصفية كل التيارات والجماعات الاسلامية وتعهدت لدويلة الشر الامارات بتسليمها موانيء السودان البحرية، وتحالفت مع قيادات قوى الحرية والتغيير البرجوازية واغدقت عليهم الاموال،ونسجت مع بعضهم الشراكات التجارية ووعدتهم بالمناصب الوزارية والاستشارية، وتحصنت بامتداداتها الاثنية والقبلية محليا واقليميا وهيجت فيهم نزعات الجاهلية الاولى وما انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد وتداعى اعراب الشتات من كل فج لطمس الميراث الحضاري للدولة السودانية المتراكم منذ سبعة الاف من السنين .

(٢).

هكذا تدير اسرة آل دقلو التشادية معركتها المصيرية ضد الدولة السودانية ، أمة وهوية وتاريخا وحاضرا ومستقبلا وهدفهم الاستراتيجي الذي لن يتزحزحوا عنه هو تصفية الجيش السوداني ، واختطاف الدولة ، وتحويل كل الشعب السوداني الى محض رقيق واتباع في مملكتهم ، ولكن هيهات فهم اهون واضعف واقل عددا بتعبير عمرو ابن ابي سالم الخزاعي للنبي صلى عليه وسلم عندما اغارة قبيلة بكر حليفة قريش على خزاعة حليفة المسلمين بدعم سري من قريش نقضت به عهد الحديبية وتوج ذلك بفتح مكة الاعظم.

(٣).

ان تحطيم مشروع اسرة آل دقلو التشادية والارهابية سيتحقق عندما يدرك وعي المجتمع السوداني ان هذا المشروع النازي العنصري يستهدف ارثه وقيمه الثقافية والدينية والهوياتية والسياسية ،وينهض هذا المجتمع في كل الولايات والمدن والقرى والاحياء والبيوت وفي دول الاغتراب والمهجر ويتصدى لقيادة التعبئة العامة بأبعادها السياسية والاعلامية والثقافية ويقود عمليات الاستنفار وتجهيز وتمويل معسكرات التدريب واسناد الجيش في تمويل شراء العتاد والسلاح وتجهيز معينات المقاتل من الطعام والكساء وصولا الى مرحلة تجييش كل الشعب السوداني تحقيقا لشعار جيش واحد ، شعب واحد.

لقد صنع الجيش الاسلامي في دولة المدينة الانتصارات والبطولات عبر النفرة الفردية فكان الفرد المقاتل يجهز نفسه بالمال والزاد والسلاح والعتاد وكذلك عبر التعبئة والاستنفار العام للمجتمع، من جهز غازيا فقد غزا ، وما ضر عثمان ما صنع بعد اليوم ، لقد جهز عثمان بن عفان جيش العسرة لمنازلة جيش الروم العرمرم في تبوك حتى تقهقر.

فيا أحفاد الامام المهدي ودقنة والنجومي وود حبوبة وابوقرجة ساندوا جيشكم الوطني الباسل بالمال والرجال لتحطيم المليشيا البربرية الهمجية والتي لا تؤمن إلا بالقوة ولغة العنف ولا يفل الحديد الا الحديد .

السبت / ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى