المقالات

عثمان جلال يكتب: تشريح قرارات الأمانة العامة بحزب المؤتمر الشعبي 

الخرطوم_ تسامح نيوز

(١).

اخطر ما في قرارات الامانة العامة للمؤتمر الشعبي المنتهية ولايتها والقاضية بفصل مجموعة من صناع الحزب انسجامها مع رؤية المشروع الصهيوأمريكي وأداته الاقليمية دويلة الشر الامارات وأدواته المحلية مليشيا أسرة آل دقلو الارهابية وقحت المجلس المركزي والهادفة الى فض حالة التلاحم بين كل المجتمع السوداني والجيش في معركة الكرامة الوطنية لاضعاف الجيش وحسم المعركة لصالح المليشيا الارهابية وانفاذ المخطط الصهيوامريكي القديم وهو تصفية الجيش الوطني باعتباره الحارس للهوية السودانية التاريخية ، والدرع الواقي من تفكك وانهيار الدولة السودانية وتكوين جيش جديد عقيدته موالية للمشروع الصهيوني في المنطقة العربية والافريقية

ثم تصفية التيار الاسلامي الوطني ، وتشييد نظام سياسي استبدادي من احزاب الاقليات اليسارية والعلمانية القحتاوية ورافعته بندقية مليشيا آل دقلو الارهابية ، ومن ثم تمكين اسرائيل ودويلة الامارات من الاستحواذ على موارد السودان المعدنية والزراعية والموانيء البحرية.

(٢).

ان العقل الاستراتيجي داخل المؤتمر الشعبي كان على ادراك ووعي بهذا المخطط الشرير لذلك اختار آليات التدافع السياسي والفكري السلمي الصبور والدؤوب وسط المجتمع والتحالفات مع القوى السياسية الوطنية لانجاز قضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي وذلك بعد التمايز الى حزبي المؤتمر الوطني ، والشعبي عقب مفاصلة الاسلاميين المؤسفة في عام ١٩٩٩م، والنأي عن المغامرات الانقلابية ، او التحالف مع الجماعات المسلحة لأن ثمرة ذلك هو اضعاف المؤسسة العسكرية واستبدال استبداد باستبداد ، او تفكيك الدولة السودانية الهشة على اساس صراع الهويات القاتلة، ولذلك ألغى المؤتمر الشعبي التنظيم الخاص، وأبعد كل المجموعات التي ارتأت أن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وتدافعت أفواج مجاهدي المؤتمر الشعبي لوأد الفتنة عقب وفاة الدكتور جون قرنق في يوليو ٢٠٠٥، وفي الدفاع عن العاصمة الخرطوم إبان عملية الذراع الطويل التي نفذتها حركة العدل والمساواة في مايو ٢٠٠٨م. وكذلك شاركوا في تحرير هجليج عقب احتلالها من قوات دولة جنوب السودان عام ٢٠١٢.

وفي التلاحم والاصطفاف مع الشعب والجيش في معركة الكرامة الوطنية ضد تحالف قحت ومرتزقة آل دقلو الارهابية.

هذه الجسارة في المواقف الوطنية والاخلاقية تنم ان التفكير الاستراتيجي الجمعي داخل المؤتمر الشعبي كان دوما يسعى لتحقيق معادلة السلام والوفاق الوطني والتحول الديمقراطي بالوسائل والادوات التي تعزز من قوة مؤسسات الدولة السودانية وفي طليعتها الجيش ، وقوة مؤسسات المجتمع وفي طليعتها الاحزاب السياسية ،لأن بناء النموذج الوطني الديمقراطي وفق هذه الرؤية الاستراتيجية سيفرز التحديات التي تدفع في تجاه وحدة التيار الاسلامي الوطني من جديد. فالمفاصلة حالة طارئة والوحدة الخيار الاستراتيجي.

(٣).

لما يئست قيادة المؤتمر الشعبي من التحالف مع الاحزاب اليسارية والعلمانية في تجربة قوى الاجماع الوطني وذلك بعد ان استبان لها عقب انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣م ان هذه الاحزاب الجزافية تنزع الى عزل واقصاء كل احزاب التيار الاسلامي من الحياة السياسية الوطنية _وتجلى ذلك فعليا عقب انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨م-

عودا على بدء فبعد انتفاضة ٢٠١٣ شرع الدكتور الترابي في طرح رؤية الحوار الوطني والمنظومة الخالفة وهي ايضا مبادرات تصب في تجاه انجاز قضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي المستدام بالوسائل الناعمة التي تقوي سبيكة الوحدة الوطنية ، وفي اطار الحوار السوداني/ السوداني وابعاد الاجندة الخارجية الخبيثة، وايضا تعزز المصير المشترك للتيار الاسلامي الوطني.

(٤).

ان قرارات مجموعة الامانة العامة للمؤتمر الشعبي المنتهية ولايتها تتماهى وقع الحافر على الحافر مع رؤية مجموعة اليسار الجزافي بقيادة الهارب ياسر عرمان والهادفة ايضا الى تصفية الجيش السوداني، وتفكيك محرمات الهوية الثقافية الوطنية. واستنساخ نموذج علماني لائكي في الحكم اشبه بالنموذج الفرنسي ،بالتالي فإن هذه المجموعة المنبتة عن قاعدة الحزب مثل حصان طروادة سيتم ركلهم عند نضوج هذا المخطط الهدام وهذه الحالة تمثل أشنع ادوار التبعية وهي تمرير اجندة ايديولوجية في حالة اللاوعي او من اجل المغانم الشخصية وهي تتصادم مع الأصول والهوادي الفكرية المؤسسة للحزب

(٥).

الحمد لله الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ، والحمد لله فقد ماز الخبيث من الطيب ، وتداعى الخبثاء في صعيد ، والشرفاء في صعيد فمعركة الكرامة الوطنية الحالية صفرية لا تحتمل أنصاف الحلول والمواقف . ونثق في أن مجلس شورى المؤتمر الشعبي سيتخذ القرارات الوطنية والحكيمة والتي تحقق فاعلية وجماعية القيادة، ومؤسسية الحزب، وتأكيد تلاحم الحزب قيادة وقاعدة مع الشعب والجيش في معركة الشرف الوطني، ووضع المحددات الفكرية والسياسية والتنظيمية لاستعادة الفريضة الغائبة وهي وحدة التيار الاسلامي الوطني في الحزب الطليعي الجديد

فعبرة مسيرة الاسلاميين في كل منحنيات الصعود والهبوط عززت من أن وحدة التيار الاسلامي مصدر إلهام لوحدة وتماسك الدولة السودانية، وتماسك النسيج المجتمعي، وصيانة الهوية الوطنية، وإثراء التدافع الفكري والسياسي وفاعلية الاحزاب السياسية ، وسودنة قضايا البناء الوطني والديمقراطية المستدامة وصيانتها من مخاطر الاستلاب والاختطاف الخارجي

فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض

السبت/ ٢ ديسمبر ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى