المقالات

عثمان جلال يكتب: خطاب حميدتي وانحطاط قضايا البناء الوطني

الخرطوم تسامح نيوز

 

(١).

كتبت في مقال سابق وعنوانه آل دقلو وقحت المجلس المركزي هم في الناس أموات وذكرت في متنه إن كان الإرهابي حميدتي حيا أو ميتا وشب كالبعاتي منخنخا وظالعا متعثرا ، فهم قد خرجوا الى الأبد من الوجدان الجمعي للشعب السوداني ولسان حال الشعب يقول لهم:_ ابادلك العداوة ما حيينا وإن متنا نورثها بنينا.

ولن يتردد ابناء السودان في رجم آل دقلو وهم في قبورهم كما رجمت العرب قديما قبر أبو رغال الذي جاء دليلا مع ابرهة لهدم الكعبة وكلاهما اخترقا كل المحرمات الدينية والاخلاقية وقيم المروءة والعرفان والشرف.

(٢).

لكن المؤسف قصة ترقب الشعب السوداني زهاء يوم لخطاب البعاتي الجاهل والعيي الفدم من بيت شعر صفة الطلول بلاغة الفدم . وهو ذات الشعب الذي كان ينتظر خطابات رئيس الوزراء وأبو الوطنية الزعيم اسماعيل الازهري خريج الجامعة الاميركية ببيروت واستاذ مدرسة حنتوب وكلية غردون ومؤلف كتاب الطريق الى البرلمان ، ووقتها كان من يتعهد الخطاب بالتحليل والنقد والمراجعة والتقويم المهندس والاديب والدبلوماسي والمحامي محمد احمد محجوب صاحب كتب نحو الغد ، وموت دنيا والديمقراطية في الميزان والحركة الفكرية في السودان الى اين يجب ان تتجه، وذات الشعب الذي كان ينتظر خطابات قادة الجيش السوداني الرؤساء عبود ونميري والبشير ابناء الكلية الحربية السودانية وهم يرسمون خطط ومشروعات النهضة السياسية والاقتصادية والتعليمية والصناعية والزراعية والبنية التحتية ومعهم في الكابينة التنفيذية والاستشارية خبراء وعلماء افذاء امثال جعفر محمد علي بخيت ، ومنصور خالد ومحي الدين صابر ،واحمد خير المحامي وعوض الجاز ، وابراهيم احمد عمر، وهو ذات الشعب الذي كان يتابع حوارات الافكار والاطروحات البنيوية في دور الاحزاب السياسية والساحات العامة والميدان الشرقي لجامعة الخرطوم بين الزعيمين عبد الخالق محجوب وهو ينادي بالفلسفة الماركسية ذات الخصوصية السودانية والمفكر الترابي وهو يبشر بمشروع أوبة السياسة والاقتصاد والثقافة والفن مع قيم وهوادي الدين المطلق واستنهاض طاقات المجتمع باعتباره الاصل في صناعة مشروعات التنمية والنهضة الحضارية الشاملة.

وهو ذات الشعب الذي كان يتابع الامام الصادق المهدي فتى جامعة اكسفورد وهو يطرح خطط وبرامج الاصلاح والتنمية الشاملة في برلمان الديمقراطية الثالثة ويتعهدها بالنقد والتحليل والتقييم والبدائل البناءة زعيم المعارضة الاستاذ المحامي ورئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم علي عثمان محمد طه وهو ذات الشعب الذي كان يناجز الدكتور جون قرنق بالسنان في الميدان، ويثري بالحوار والنقد الفكري اطروحاته السياسية حول الهوية وعلاقة الدين بالدولة وقضايا التهميش وجدلية العلاقة بين المركز والهامش ،والديمقراطية .

وقد كان الدكتور قرنق يطرح هذه القضايا في هجير الشمس اللافحة تحت ضل شجراية ويتقاسم النبقة مع جنوده وظل يقاتل بشراسة ، ثم تراجع عن افكار القطيعة التاريخية مع ميراث الدولة السودانية، ووقع سلام الشجعان في نيفاشا ٢٠٠٥ وظل يبشر بثقافة السلام والوحدة والديمقراطية والتنمية المتوازنة، حتى اغتالته يد المشروع التدميري للدولة السودانية.

(٣)

لقد انحطت قضايا البناء الوطني والديمقراطي عندما نصبت احزاب قحت المجلس المركزي المرتزق الارهابي والارستقراطي حميدتي ايقونة لها .

لقد تبذل وتفسخ المشروع الوطني الديمقراطي عندما تكففت قحت المجلس المركزي بندقية المجرم حميدتي ودراهم دويلة الشر الامارات طمعا في مغانم السلطة.

لقد اختطف الارهابي حميدتي رمزية وشعارات الاحزاب التاريخية وأحال رموزها وقياداتها الحالية الى محض رقيق سياسي وأرجوازات في امبراطوريته المرصعة بالذهب والملطخة بالدماء حتى تململ الآباء المؤسسين في قبورهم.

لقد ابتذل اللص حميدتي قضايا الهامش والمهمشين وهو الذي راكم امبراطوريته المالية من اشلاء ودماء وفتات قوت ابناء وبنات الهامش حتى اصبح من اثرياء العالم.

(٤).

ان الدولة والامة السودانية تمران بمنحنى تاريخي مفصلي ولكن مبعث الأمل والتفاؤل لإعادة الاستقامة والاخلاق والشرف لقضايا البناء الوطني والديمقراطي ان الكرة لا زالت في يد ذات الشعب السوداني الذكي والواعي ، فإما أن يصطف مع جيشه الباسل لمنازلة مليشيا ال دقلو حتى تصفيتها من جذورها، او يتخاذل ، وتنحط وتتفسخ للابد قضايا البناء الوطني والديمقراطي وذلك باختطاف عصابة آل دقلو الارهابية للدولة السودانية وتحويل كل الشعب السوداني رقيق واتباع في مملكة الهدم والدم الدقلوية.

السبت ٤ نوفمبر ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى