
متابعات | تسامح نيوز
(1)
ومن لطائف الهجرة النبوية عندما تاه الطريق إلى المدينة حتى على الخريت الماهر عبد الله بن أريقط ، وتوتر أبوبكر على مصير حركة الإسلام وهي في صراع الرؤى والتكوين وفي خضم حالة القلق والصمت،مرت قافلة الهجرة النبوية بنفر من العرب البدو وسألهم النبي من أي القبائل أنتم؟ قالوا: من بني سهم، فقال النبي مبشرا الصديق ابوبكر: خرج سهمك. وسألهم من أي بطن في بني سهم ، فقالوا : من بني أسلم، فقال النبي لأبي بكر : سلمت يا أبابكر . وسأل الرجل الذي يحاوره عن اسمه فقال: سعد، فقال النبي: سعدت يا أبابكر، فقال سعد الأسلمي
الدخول إلى المدينة عبر طريقين أقصرهما فيه اثنان من عتاة اللصوص يسمان (المهانان) . والطريق الآخر الأطول والآمن فسلك النبي الطريق الاقصر والتقى باللصين المهانين وعرض عليهما الاسلام فأسلما وسماهم(المكرمان).
(2)
غرد خالد سلك معلقا على الفيديو الصادم الذي دهس فيه أحد مجرمي مرتزقة آل دقلو الارهابية بطل من جنود معركة الشرف الوطني:- (إن استمرار هذه الحرب ينزع عن بلادنا كل حسن فيها ويجعل الكراهية والإجرام يفترسانها بلا رحمة. الموقف ضد هذه الحرب والسعي لايقافها اليوم قبل الغد هو طريق الحس والعقل السليم، فمن يستحسن استمرار الحرب ويتكسب منها هم فئة قليلة ، سيزول باطلهم لا محالة ، وتخرج بلادنا من هذه المحنة معافاة مما حاق بها من كرب وأذى ، لا للحرب).
هذه الكلمات الناعمة والمفخخة صدرت من ذات سلك الذي يئس من الثوار وشعاراتهم واختار التحالف مع المكون العسكري من أجل شهوة السلطة. وهو ذات سلك الذي صرح بأن الانتخابات ما بتجيبنا ، وناشدت قيادة حزبه حميدتي بتمديد المرحلة الانتقالية عشر سنوات . وهو ذات سلك الذي وقع على الإتفاق الإطاريء الذي منح الدعم السريع مشروعية ممارسة النشاط التجاري والاقتصادي والسياسي بمنطق أن الدعم السريع يمتلك حاضنة اجتماعية. بل أراد سلك ومجموعة قحت أن تتم عملية دمج الدعم السريع في الجيش بعد عشر سنوات، بينما ذات وثيقة الاطاريء المشؤومة حرمت الجيش السوداني من النشاط التجاري والاقتصادي والسياسي. وبالطبع ستكون النتيجة الحتمية بعد العشر سنوات دمج الجيش السوداني في الدعم السريع وهكذا كان الاتفاق الباطني بين سلك ومجموعة قحت وحميدتي والامارات.
(3)
عندما يئس سلك ومجموعة قحت من توقيع الجيش على الاتفاق الاطاريء مع إصرار الفريق البرهان على ضرورة توافق القوى السياسية الفاعلة حول الوثيقة، عندها لجأ تحالف قحت وحميدتي والامارات إلى تفعيل الخطة (ب) وهي استخدام القوة الصلبة لقتل او اعتقال قيادات الجيش، ثم تدجين المؤسسة العسكرية حتى تقبل بالملك الجديد المتوج حميدتي
لقد أسند تحالف الشر إلى خالد سلك مهمة تخدير قيادة الجيش بزرائعية الوساطة بين الجيش والدعم السريع وتحديد اجتماع البرهان وحميدتي ، وهي ذات ساعة الصفر لتنفيذ الانقلاب وتولى بكري الجاك مهمة دعوة قيادات الجيش للاستسلام كما فعل الإمبراطور الياباني في الحرب العالمية الثانية، بينما طفقت بقية عناصر قحت في التسلل لواذا بين شارع النيل والجامعة في انتظار انجاز خطة الانقلاب وتلاوة خطاب استعادة ثورة ديسمبر عبر ايقونة الثورة الوطنية الديمقراطية حميدتي، ثم خروج الشعب في مسيرات هادرة مؤيدة للثورة التصحيحية. ولكن ارتد السحر على الساحر وتلاقت سواعد الشعب والجيش وأبطلت المؤامرة.
(4)
لكن استمر خالد سلك في أداء الأدوار الناعمة المؤيدة للمليشيا الارهابية فبعد فشل استلام السلطة عبر سيناريو الانقلاب الخاطف رفع سلك الشعار المفخخ لا للحرب وتحت هذه اللافتة البراقة ظل يطالب بحظر السلاح والذهب عن الجيش السوداني . وبالمقابل لم يطالب بإيقاف تدفق المرتزقة والسلاح والأموال للمليشيا . ولم يسجل إدانة للمليشيا الإرهابية إلا ومقترنة بإدانة الجيش السوداني.
لقد ظل سلك حريصا على استمرار حالة توازن القوى بين الجيش والدعم السريع.
إن شعار لا للحرب عند خالد سلك كالسم في الدسم وغايته الصعود الى السلطة مهما تناقضت الوسائل الميكافلية وهكذا نزع إلى تحليل تحالف مجموعة تأسيس مع المجرم حميدتي فقد وصف دواعي الخلاف معهم بالتباين في الآليات مع وحدة المصير والهدف المشترك.
شعار لا للحرب عند خالد سلك يعني التفاوض عبر وساطة حلفائهم وكفيلهم في الخارج والوصول إلى تسوية ومساومة تعيد إنتاج وتدوير مليشيا آل دقلو الارهابية في المشهد السياسي الوطني ، وإعادتهم إلى قيادة المرحلة الانتقالية.
(5)
إن أي تسوية سياسية تفضي إلى إعادة تدوير المليشيا الارهابية في المشهد السياسي الوطني تعني تمريغ ما تبقى من كرامة وشرف الشعب السوداني في التراب ، وتعني استمرار اختراق واستلاب مؤسسات الدولة السودانية لصالح المجرم محمد بن زايد، وتعني استمرار السودان في حالة الوهن والعجز الحضاري وفق المخطط الصهيوني الثابت والمتجدد في أدواته ووسائله. وهذه التسوية مرفوضة بأمر الشعب والجيش السوداني.
(6)
عودا على بدء فعندما يرفع الثعلب خالد سلك شعار لا للحرب فان سهمه في حرب المليشيا ضد الشعب السوداني هو الاعلى. وعندما يرفع نداءات السلام فهي تعني إعادة تدوير المليشيا المجرمة من جديد في رحم الدولة السودانية. وعندما يسكب رجاءات التفاوض من أجل إسعاد الشعب فهي تعني إهانة الشعب السوداني وهو يرى من نهبه وسلبه واغتصب حرائره ودمر منازله ومؤسساته الخاصة والعامة يعود إلى السلطة عبر التسوية السياسية.
لقد صان عبد بن أريقط عهد النبي وأبلغه المدينة رغم المقابل المالي الزهيد . وتأبى في كبرياء العرض القرشي الذي يسيل له اللعاب . بينما يبتذل سلك قيم الوفاء والمروءة والنخوة والأخلاق، مقابل التمرغ في دولارات ودراهم حميدتي ومحمد بن زايد
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك انت الطاعم الكاسي.
الخميس: 2025/6/5