عريب الرنتاوي✍️..لبنان وإسرائيل.. ترسيمٌ للحدود البحرية أم تحديدٌ لدور حزب الله؟

لبنان وإسرائيل.. ترسيمٌ للحدود البحرية أم تحديدٌ لدور حزب الله؟
🖊️ عريب الرنتاوي
موقع الحرة من زاوية أخرى، 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2022
تَعثّر المسار التفاوضي اللبناني الإسرائيلي، في “ربع الساعة الأخير”، لا يُسقط من الحساب، مسألتين اثنتين: الأولى؛ أن فرص التوصل لاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين ما زالت قائمة ولم تتبدد…والثانية، أن الجدل حول مستقبل “المقاومة” الذي اندلع منذ أن لاحت في أفق المفاوضات غير المباشرة، بوادر اتفاق وتفاهمات برعاية أمريكية منفردة، سيستمر ويتصاعد، حتى وإن اتخذ في غالب الأحيان، طابع “المناكفة” وتصفية الحسابات المحلية.
في المسألة الأولى؛ لا أحد من الأطراف، المباشرة أو البعيدة، يريد حرباً جديدة، أو يريدها الآن، في إقليم منكوب بحروبه الداخلية وحروب الآخرين عليه، لا حزب الله بوارد الحرب مع إسرائيل، والمؤكد أن الأخيرة ليست راغبة فيها، أما الولايات المتحدة، راعية المفاوضات، فلديها ما يشغلها عن المنطقة برمتها، وهي بحاجة لـ”إخماد “القلاقل والفتن” في الإقليم، للتفرغ لحربيها الكونيتين ضد روسيا في أوكرانيا والصين في تايوان، وهما حربان تكادا تندمجان في حربٍ واحدة…وهناك أزمة الطاقة التي لا يريد أحدٌ في العالم مفاقمتها، بخلاف بوتين ربما، سيما بعد تسلل الشقاق والانقسام إلى الداخل الأوروبي، واندلاع حرب اتهامات بين برلين وحلفائها، تحت عنوان “الجشع والتربّح”، وقرار “أوبك بلس” تقليص الإنتاج بمليوني برميل يومياً، في خطوة تتماهى مع مصالح الكرملين وتصب في مصلحة نادي المنتجين الكبار للطاقة الأحفورية…لا أحد يريد حرباً، ولكن قد لا تكون شروط “السلام” مكتملة بعد، سيما مع اقتراب ثلاثة استحقاقات انتخابية داهمة: رئاسية لبنانية، وبرلمانية إسرائيلية و”نصفية” أمريكية…لا أحد يريد حرباً، لكن الباب يبقى موارباً أمام احتمالات الانزلاق إلى ما لا ترغب به الأطراف، فليست قرارات الحرب جميعها تصدر “عن سبق الإصرار والترصد”، وثمة في التاريخ عشرات الحروب التي اندلعت دونما رغبة أو نيّة مبيتة من أحد.