المقالات

عريب الرنتاوي: المشهد الفلسطيني بعد “المركزي”، عشرة أسئلة وأجوبة

متابعات -تسامح نيوز

عريب الرنتاوي: المشهد الفلسطيني بعد “المركزي”، عشرة أسئلة وأجوبة

عريب الرنتاوي

انتهت الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأُسدل الستار عن انتخاب حسين الشيخ نائباَ لرئيس المنظمة/الدولة، لكن تداعيات الحدت لم تنتهِ بعد، والجدل بشأنه، لن يضع أوزاره حتى إشعار آخر.

عريب الرنتاوي: المشهد الفلسطيني بعد "المركزي"، عشرة أسئلة وأجوبة

فيضٌ من الأسئلة والتساؤلات اجتاح الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية الفلسطينية…آراء وتقديرات تذهب في كل اتجاه، هنا سنتوقف أمام عشرة من أهمها، وسنقدم ما نقترحه إجابات إليها، علّنا نسهم بذلك، في تعميق الحوار وتصويب البوصلة:

عريب الرنتاوي: المشهد الفلسطيني بعد "المركزي"، عشرة أسئلة وأجوبة

الأول؛ ما الذي عناه انعقاد الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير؟

من دون مداورة أو تدوير لزوايا الحقائق الحادة، نرى أنها دورة فاقدة لنصابها السياسي، لكيان حُمّل بما لا يحتمل من وظائف وصلاحيات، ودائماً من ضمن عملية إعادة تكييف النظام السياسي الفلسطيني على مقاسات “حفنة” من القيادات المتنفذة، بلا صدقية شعبية، بدلالة حصادها الهزيل في استطلاعات الرأي العام المتعاقبة، ووسط مخاوف محقّة، بأنها تقود البلاد والعباد والمشروع، إلى ضفاف الهلاك.

اجتماع عُقد بـ”من حضر” من رهط الموالين والمصفقين، وبقايا “أرباع” و”أنصاف” من فصائل أكل الدهر عليها وشرب، وفي غياب لفصائل العمل الوطني والمقاوم الأساسية، من داخل المنظمة وخارجها، بعضهم قاطع علناً ومسبقاً، وبعضهم لم يدعَ للمشاركة أصلاً، فيما فريق ثالث، آثر الانسحاب من الاجتماع بعد أن ضجّ وضاج من ببؤس المسرحية المعروضة على خشبة المجلس.

عريب الرنتاوي: المشهد الفلسطيني بعد "المركزي"، عشرة أسئلة وأجوبة

جدول أعمال حافل، وبيان ختامي لا ينسجم مع بنوده، صُمم للتغطية على “البند الوحيد” المدرج على مائدة المجتمعين: انتخاب نائب للرئيس، بعد أن انتزع الرئيس وكالة حصرية لاختيار نائبه وخلفه منفرداً دون تشاور، وبعد أن تمكّن من “تكبيل” مهامه وصلاحياته على نحو محكم، جعلت أمر تعيينه وتكليفه وعزله،

من ضمن صلاحياته، مبقياً خيط النائب مربوطاً بكف الرئيس مهما اقترب أو ابتعد…لكأن التاريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة هذه المرة، ما فعله عرفات زمن عباس رئيساً للوزراء، يفعله الأخير رئيساً للسلطة والمنظمة بنائبه وخلفه، و”ما حدا أحسن من حدا”.

في الجانب الدستوري، كل ما بُني على باطل فهو باطل حكماً، وفقاً لفقهاء القانون وخبرائه، وفاقد الشرعية، أو المنتهية ولايته، لا يحق له أن يمنح الشرعية لأي موقع أو شخص أو وظيفة …

أما في الجانب السياسي، فنحن أمام حقبة جديدة، تنتهي معها الحركة الوطنية الفلسطينية التي عرفناها منذ ستين عاماً، لندخل في مرحلة “ما بعدها”، بكل ما تستوجب من ضرورات مراجعة الشعارات والأولويات والأهداف والأدوات، بما فيها، إسقاط الرهانات الزائفة والمضللة، على حوار ومصالحة، وحدة وترتيب بيت داخلي في ظلال هذه التركيبة.

الثاني؛ ما الذي يعنيه تعيين حسين الشيخ نائباً لرئيس المنظمة/الدولة؟

يعني أن الرئيس الفلسطيني رضخ لاختبار الخضوع للضغوط والإملاءات الخارجية، بدلالة موجة الترحيب بهذا الاختيار من قبل عواصم بعينها، وتعبير أوساط إسرائيلية عن ارتياحها لاختيار “رجلها في المقاطعة” في موقع الرجل الثاني والخليفة المنتظر، توطئة لما هو أبعد وأكبر: حفز مسار التكيف المتسارع مع مخرجات الحل الإسرائيلي للقضية الفلسطينية، لا أكثر ولا أقل..

.أما الشطر الآخر من المعادلة، فيتجلى في إخفاق الرئيس و”ترويكا” السلطة في رام الله، في الاستجابة لنداءات شعبها وقواه الحيّة من فصائل وشخصيات ومبادرات، لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، واسترداد الوحدة الوطنية وتمتينها … هذا الباب، أغلق تماماً، وأغلق بإحكام، سيما بعد الخطاب الافتتاحي الناري المعنون بـ”أولاد الكلب”.

ليس ما حدث وصفةً للإصلاح، كما تزعم السلطة والناطقون باسمها والمرحبون بقرارها، بل توطئة لإشاعة الفوضى داخل “حزب السلطة”، فمنذ صدور القرار عن المجلس، ووقوع الاختيار على الشيخ، دخلت حركة فتح، في طور جديد من صراع الأجنحة والتيارات، وبدل ترتيب البيت الوطني، سيستحدث القرار فوضى في البيت السلطوي/الفتحاوي، وسيأتينا بالأخبار من لم نزودِ، وقادمات الأيام بيننا.

“التنسيق الأمني”، وضبط الخطوات الفلسطينية على إيقاع الاحتلال ومتطلباته، سيكون عنوان المرحلة المقبلة، وسيجري العمل على نقل نماذج التنسيق وتبادل الأدوار القائمة في الضفة، إلى قطاع غزة، مروراً بلبنان ومخيماته، التي تنتظر زيارة “تاريخية” عنوانها “نزع السلاح الفلسطيني”، وترك المخيمات لقدرها أمنياً وحقوقياً.

الثالث؛ ماذا الذي تبقى من “الممثل الشرعي الوحيد” والحالة كهذه؟

الأصل، إن المنظمة اكتسبت مكانتها التاريخية من كونها عنواناً لشعب تعرض بين النكبة والهزيمة، لأبشع عمليات المصادرة والإلغاء والتبديد، كاد أن يمّحي عن الجغرافيا والسياسة…

المنظمة بعد استردادها من يد النظام العربي، باتت ممثلاً حقيقياً لشعب فلسطين، من دون أن يحول ذلك دون اتخاذها قرارات حمقاء، كان لها مردوداً خطيراً على القضية والمشروع الوطنيين … اليوم، تدخل المنظمة منعطفاً جديداً، أشد خطورة،

“والبقرة المقدسة” تقترب من عتبة “المسلخ”، ولا يجوز بحال السماح لها بجر شعبها إلى “أقشطة” الذبح والسلخ والتقطيع والتعليب والتغليف، و”خاتم” الشرعية، إما أن يُستخدم في مكانه ومطرحه الضروريين، وإلا فلتنزع عنه هذه الشرعية، بل وليكسر إن تطلب الأمر، فلسطين، قضيةً وشعباً، هما الهدف والمآل النهائي، أما المنظمة، فوسيلة وليست هدفاً قائماً بذاته، سيما حين تمرغ بأوحال التساوق والتكيف مع مقتضيات حلول تصفوية.

حكاية الممثل الشرعي الوحيد، تحولت عبر السنين، إلى أكبر عملية ابتزاز وإعاقة وتعطيل لتخليق بدائل وطنية وشعبية فلسطينية مقاومة … يخرج عليك من يوصيك بالمنظمة ثم بالمنظمة ثم بالمنظمة، والهدف دائماً عن وعي أو من دونه، تعطيل أي محاولة لشق مسار جديد …

للمنظمة مكتسبات لا يجوز التفريط بها، لكن العمل لتهيئة بنية تحتية كفيلة بالتقاط الثمرة حين تنضج، هو خيار لا يحتمل التأجيل والتسويف والمماطلة، مهما كانت الاتهامات المحيطة بهذا العمل، ومهما اختلفت الظروف القائمة حالياً، عن تلك التي سادت في العام 1969.

“ليس باسمنا”، عنوانٌ مقترح لحملات وطنية لنزع الشرعية عن الأطر المتحكمة والمتنفذة بالمنظمة، ونزع الشرعية عن الممارسات والسياسات التي لا تقضم من رصيد شعب فلسطين وكفاحه، ونزع الشرعية عن القرارات والمؤسسات والقيادات، غير الشرعية أصلاً، إما بالتقادم وانتهاء الولاية، أو بالتجاوز على التفويض الوطني والشعبي … آن الأوان لنبذ التردد، ونفض غبار الأوهام، والتحرر من قيود الابتزاز.

الرابع؛ أية مكافأة تنتظر هؤلاء؟

ما الذي ينتظره المتنفذون في المنظمة نظير كل هذا التكيّف مع إملاءات الاحتلال والعواصم الداعمة والمتواطئة، ونظير كل هذا “التكييف” للنظام السياسي الفلسطيني؟

لا شيء على الإطلاق، سوى المطالبة بالمزيد من التقدمات والتنازلات … كلما أمعن العدو في همجيته وفاشيته وإلغائيته، كلما ازداد هؤلاء تكيفاً، وكلما هبطوا بسقوف المطالب والكرامة والحقوق …

لا مطرح لهم في حسابات إسرائيل والولايات المتحدة، حرب إبادة غزة جارية على قدم وساق، وحرب “تحرير يهودا والسامرة” تَقضم يومياً مزيداً من الحقوق والمكتسبات والمقدسات … ليس في قاموس إسرائيل مفردة تصف “الكيان الفلسطيني” المُرتجي، دع عنك أمر الدولة وحل الدولتين…لا مطرح فيه لعباس أو حماس، لفتح والسلطة أو للمقاومة.

الخامس؛ لماذا أخفق الفلسطينيون في ممارسة ضغطٍ حقيقي على قيادتهم؟

شتات الفلسطينيين جغرافياً، عمق شتاتهم السياسي والتنظيمي، ووضع الضفة الغربية على سكة الاحتواء والإلهاء، منذ الانتفاضة الثانية، كانت له عواقب وخيمة، والأهم فإن وجود الاحتلال الرابض بكل ثقله فوق صدور أهلها، شكل “شبكة أمان” للسلطة والقيادة، حتى بات ممكناً القول، أن ثمة شروطاً موضوعية وذاتيه، أسهمت في خفض الطلب على “الإصلاح” و”الدمقرطة” و”البعث” و”الإحياء” و”التجديد” و”التشبيب”.

خشية الفلسطينيين من اقتتال داخلي، فيما الاحتلال ما زال جاثماً على صدورهم، كانت سبباً آخر للمراوحة، ارتباط شرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني بالسلطة معيشياً ووظيفياً، شتات الفصائل وتبعثرها، انتهازية بعضٍ منها، واعتمادية بعضٍ آخر على “الصندوق”، “إسلامية” القوى الأكثر نفوذاً وشعبية، ونفور المحيط الإقليمي والدولي من “الإسلام السياسي” عموماً … كل هذه العوامل كانت تلعب دور الكابح لحركة التغيير، وتسبب في إخفاق متراكم ومتراكب لجهود إحياء المنظمة وتطويرها وتفعيل المنظومة السياسية.

السادس؛ أية محاذير تثيرها الفصائل عند التفكير باجتراح البدائل؟

ثمة خشيتان وقفتا وتقفان سدّاً في وجه أية محاولة لاجتراح بدائل: الأولى، وتتمثل في الخشية من الاتهامات بتبديد مكتسب “الممثل الشرعي الوحيد”، والتساوق مع محاولات عربية وإقليمية لوضع اليد على ورقة التمثيل الفلسطيني…والثانية، الخشية من تكرار تجربة الفشل المتمادي في بناء تجارب وحدوية، من جبهة الرفض زمن بيروت، والإنقاذ زمن دمشق،

والتحالف الديمقراطي بينهما، وصولاً إلى فشل محاولات لم تكتمل لبناء تحالفات وتجارب وحدوية، ضاغطة على القيادة المتنفذة … المآلات الكارثية لكل تلك التجارب، تسهم في تثبيط أية جهود ومساعٍ لاستنقاذ الموقف، ومزاحمة القيادة المتنفذة على شرعية التمثيل.

ويتعين ألا نغفل أثر عوامل أخرى، في تشكيل ظاهرة العزوف عن اجتراح البدائل، منها استمرار الرهان على “صحوة فتح”، وهو رهان يتعين أن تكون تجربة ما بعد السابع من أكتوبر قد أسقطته، والثاني، يتعلق بالشرط العربي والدولي الداعم لفكرة تهميش المنظمة لصالح السلطة، واختزال الشعب الفلسطيني بأهل الضفة والقطاع، توطئة لإسقاط قضية اللجوء وحق العودة…

يطرح هذا الشرط الإقليمي (الموضوعي) الصعب، سؤالاً عن ضيق الجغرافيا العربية بالعمل الوطني الفلسطيني، وغياب حواضن يمكن أن تستقبل أية بدائل وخيارات جديدة … بخلاف ما كان عليه الحال، قبل عشرين أو ثلاثين عاماً.

السابع؛ هل كان السابع من أكتوبر فرصة لاستنقاذ الموقف، وهل تبددت؟

وفر زلزال السابع من أكتوبر فرضة تاريخية لإطلاق ديناميات فلسطينية داخلية جديدة، وليس خافياً على أحد، أن أحد أهداف “الطوفان” كانت تتمثل في إعادة تشكيل الهرم القيادي والسلطوي الفلسطيني، بفتحه على مختلف القوى، ومن على قاعدة الشراكة والمقاومة … الزخم الذي استحدثه الزلزال، كان كفيلاً، لولا التردد، في استحداث زلزال مماثل في المنظومة السياسية الفلسطينية …

بيد أن نافذة الفرصة لم تكن طويلة بما يكفي، والتطورات التي أعبقت الطوفان وترتبت عليه، تجعل من المهمة اليوم، أكثر صعوبة وتعقيداً، بل أن هذه التطورات ذاتها، هي التي تمكن القيادة المتنفذة اليوم، من التجرؤ على البوح بمكنونات صدرها، وقذف مشاريعها وافكارها في وجوه الفلسطينيين جميعاً، دون خشية أو تردد.

الثامن؛ مبادرات ما بعد الطوفان.. سر الفشل؟

أدرك فلسطينيون كثر، حجم الفرصة وعظم التحدي اللذان جاء بهما طوفان الأقصى …. صدرت عديد المبادرات والنداءات، عن جهات وشخصيات فلسطينية عدة، كان من بينها تجربة “المؤتمر الوطني الفلسطيني”، لكن أياً منها لم يخرج عن “صندوق الأفكار القديمة والمعلبة”، الجاهزة للاستخدام في أية لحظة، والتي يتبدد تأثيرها ما أن يصدر بيانها الأول…

ظلت الرهانات على السلطة والرئاسة قائمة، واتخذت مختلف هذه المبادرات شكل المناشدة والمطالبة والدعوة للحوار، ولم يبلغ أي منها حد “ممارسة الضغط” و”حشد التأييد”، ظلت بما فيها تجربة “المؤتمر الوطني الفلسطيني” بمثابة “دعسة ناقصة”، تنتظر الاكتمال بجنوح رام الله لمنطق الحوار والمصالحة … لا رام الله جنحت، بل كشّرت عن أنيابها في آخر اجتماعات لمجلسها المركزي، ولا قطار التغيير انطلق من محطة المراوحة والجمود.

إصلاحيو الشعب الفلسطيني، الطامحون للتغيير والدمقرطة، مثلهم مثل السلطة ذاتها … عباس يتحدث عن “شرعنة” و”تجديد” النظام الفلسطيني عبر انتخابات، وضع مفاتيحها في جيب نتنياهو وموافقته على إشراك القدس فيها … والاصلاحيون وضعوا مفاتيح الإصلاح في جيب عباس وصحبه، وجنوحهم لخيار الحوار والمصالحة والشراكة … كلا الرهانين، كان إما خائباً أو زائفاً.

التاسع؛ ما الذي ينتظر “التمثيل” و”النظام” الفلسطينيين؟

فيما الجدل الفلسطيني يحتدم حول حكاية الممثل الشرعي الوحيد، وجواز أو عدم جواز البحث عن خيارات بديلة، تعمل إسرائيل على فرض تصورها الخاص لمستقبل النظام والتمثيل الفلسطينيين، في الضفة الغربية كما في قطاع غزة…وأخشى ما أخشاه، أن تسقط أهدافنا ومخاوفنا تباعاً، مع كل منجز تحققه تل أبيب على هذا الطريق، وتصبح حواراتنا لغواً فائضاً عن الحاجة.

في غزة، يبدو “الإسناد المجتمعي” أقصى طموح الفلسطينيين، “إسناد” متحرر من “الفصائل والفصائلية”، لا فتح ولا حماس، مدعّم بأجهزة أمنية من قماشة أجهزة دايتون وإنسانه الفلسطيني الجديد… وفي الضفة، تبدو إسرائيل ماضية في ترجمة مشروعها لتفكيك السلطة وتقزيمها، وإحياء مشروع “روابط المدن”، أو “الإمارات الفلسطينية السبع، غير المتحدة”… تذويب السلطة لصالح قيادة محلية مطواعة، هو عنوان المشروع الإسرائيلي في الضفة، وتفكيك حكم حماس هو عنوان متواطئ عليه مع عرب وأعاجم كثر.

حماس تحت هول الكارثة المحيطة بغزة وأهلها، تجد نفسها مرغمة على قبول “الاسناد” والتخلي عن حكم القطاع… وليس مستبعداً أن ترتضي “الترويكا” بإدارة “إمارة رام الله البيرة”، مع بعض من بطاقات الـ“VIP”، ويسدل الستار على الاستقلال والعودة وتقرير المصير، فيما ضجيج الشعارات إياها عن “الممثل الوحيد” و”استقلالية القرار”، و”أول الرصاص والحجارة” سيتواصل دونما انقطاع.

العاشر؛ أية معالم على طريق الخروج من المأزق؟

لا بديل عن مزاحمة القيادة المتنفذة على “شرعية التمثيل ووحدانيته”، ودائماً تحت شعار “ليس باسمنا”…التردد ليس خياراً، طالما أن إسرائيل ماضية في تسويق وتسويغ مشاريعها، وبتساوق واتساق مع رام الله في عهدها الجديد- القديم … لا بديل عن بذل الجهد لإعادة تنظيم الشعب الفلسطيني في منظمات واتحادات شعبية، بديلة وموازية … في الدول المستقرة،

ثمة أكثر من اتحاد ونقابة للمهنة الواحدة أو القطاع الواحد، فما بالكم بالحالة الفلسطينية التي يلقى بها القبض على هذه الأطر، ويجري تجويفها وتحويلها إلى طرازات مشابهة لـ”شبيبة الثورة” و”طلائع البعث” …. آن أوان الانتظام في جبهة عريضة، وطنية متحدة، من فصائل ومبادرات وشخصيات ومنظمات واتحادات ونقابات ومؤتمرات وطنية وشعبية، في الداخل والخارج، تحت عنوان “تحرير منظمة التحرير” واستردادها من خاطفيها، وإلى أن يحدث ذلك، فلا ضير من وجود “عنوانٍ ثانٍ” للشعب الفلسطيني، طالما أن العنوان الأول، لم يكن مؤتمناً من قبل، وهو اليوم، وبعد التطورات الأخيرة، بخاصة، بات مدعاة لقلق أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى