أخبار

عريب الرنتاوي يكتب:الشرق الأوسط.. انتخابات، استحقاقات…ووفيّات

تسامح نيوز- الخرطوم

عاشت منطقة الشرق الأوسط أسبوعاً حافلاً بالذكريات المُسترجعة…ذكريات فجّرها رحيلان كبيران: رحيل آخر رئيس للاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، قبيل أيام فقط من رحيل ملكة بريطانيا اليزابيت الثانية…ذكريات لا تتصل بالماضي والتاريخ فحسب، فذيولها وتداعياتها حاضرة بقوة وستبقى مع هذه المنطقة، لسنوات وعقود قادمة.
وتحبس هذه المنطقة أنفاسها بانتظار انتخابات واستحقاقات…انتخابات نصفية في الولايات المتحدة، يمكن أن تؤشر لهوية الساكن القادم للبيت الأبيض بعد عامين، وأخرى في إسرائيل ستقرر ما إن كان نتنياهو سيظل شبحاً مزعجاً أم أنه سيكون رئيساً للحكومة للمرة السادسة، وثالثة في لبنان الذي يقف على مفترق طرق بين الفراغ أو المفاجأة أو ربما “المزيد من الشيء ذاته”.
رحيل غورباتشوف استدعى كالعادة، جدلاً لم يُحسم بعد، حول ما إن كان الرجل إصلاحياً مُجَدِداً، خانته الظروف والرفاق وسبقته التطورات، أم أنه كان ابناً غير شرعي، لـ”نظرية المؤامرة”، ورمزاً لواحدة من أكبر الخيانات في التاريخ…على أن النقاش الذي يحضر بحضور غورباتشوف أو غيابه، لا يتوقف عند تقييم الرجل و”دور الفرد في التاريخ”، بل بما تداعى عن انهيار الإمبراطورية السوفياتية / الروسية من اختلالات في توازنات القوى و”المصالح” في الشرق الأوسط برمته، ما زالت تتفاعل حتى يومنا الحاضر، سيما في لحظة تشهد محاولات مستميتة لإعادة بعض وإحياء الإرث الإمبراطوري لروسيا، تدفع بـ “القيصر”، للجوء إلى “ولادات قيصرية” تسرّع في انبثاق لـ”العالم الروسي”، و”الفضاء الأوراسي” و”النظام العالمي متعدد الأقطاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى