المقالات

عريب الرنتاوي يكتب: أوكرانيا والاجتياح التركي الخامس لسوريا…كيف ستتصرف واشنطن وموسكو؟

تسامح نيوز  – الخرطوم

موقع الحرة من زاوية أخرى، الأحد 12 حزيران/ يونيو 2022
تَقرع تركيا طبول اجتياح خامس للشمال السوري، إن صدق إردوغان في وعده ووعيده، فإن أكثر من خمسين ألف جندي تركي، مدعومين بميليشيات حليفة تحمل اسم “الجيش الوطني”، سيندفعون صوب عين عيسى، عين العرب، تل رفعت، منبج، مينّغ، وسدّ تشرين، لبسط سيطرتها على معاقل رئيسة لقوات سوريا الديمقراطية والحركة الكردية عموما.
لا ندري بعد ما الاسم الذي سيختاره إردوغان لعمليته الجديدة، وهو الذي اعتاد اختيار أسماء لعملياته السابقة، تتناقض معانيها مع مراميها، لكنها انتهت جميعها إلى تمكين أنقرة من احتلال ما يقرب من تسعة آلاف كيلومتر متر مربع، أو ما يعادل تقريباً مساحة بلد كامل كلبنان مثلاً… عملية “درع الفرات- أغسطس 2016” وانتهت إلى احتلال جرابلس والباب ودابق، عملية “غصن الزيتون- يناير 2018” وشملت عفرين وراجو وجوارها وعشرات البلدات والقرى، عملية “نبع السلام- أكتوبر 2019” التي أدّت إلى احتلال رأس العين وتل أبيض وسلوق، وصولاً للطريق السريع “إم 4″، وعملية “درع الربيع- 27 فبراير 2020” التي وسعت الجيب التركي الشمالي، وأعطت تركيا الحق في تسيير دوريات مشتركة، مع القوات الروسية على امتداد الطريق “إم 4″.
وثانيهما؛ حاجة الرجل لـ”شد عصب” شعبه وجمهور ناخبيه، في لحظة اشتداد أثر التضخم وانهيار الليرة التركية وموجة الغلاء بالذات في سوق الطاقة، وشح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، والتي تضع جميعها أسهمه في انتخابات يونيو 2023 الرئاسية، في مهب رياح الغضب والمعارضة واليأس والإحباط… الانتخابات الرئاسية المقبلة، استحقاق مهيمن على سلوك إردوغان ، ولا يمكن فهم استداراته المتلاحقة في سياسته الخارجية، ولا توجيهاته الاقتصادية والمالية، ولا حتى قراراته الأمنية والعسكرية، من دون ربطها جميعاً بهذا الاستحقاق الذي سيقرر – ربما – المستقبَلين، السياسي والشخصي للرجل.
على أننا، ونحن نرى أهمية السببين المذكورين ونوافق على كونهما يوفران الفرصة والحاجة للرجل لتجريب حظوظه لخوض غمار مغامرة جديدة في الشمال السوري، لا نسقط أبداً “سيناريو الاسكندرون”، والرغبة الدفينة التي تراود “العثمانيين الجدد” في إعادة انتاج هذه السيناريو على امتداد الشمال السوري، وبعمق 30 كم في الداخل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى