أخبارالمقالات

عريب الرنتاوي يكتب: لماذا ينجح اليسار في أميركا اللاتينية ويفشل في العالم العربي؟

تسامح نيوز | الخرطوم 

لم أكن أحمل وأنا أدلف عتبات القارة اللاتينية لأول مرة في حياتي، ومن بوابة ساو باولو، سوى سؤالٍ واحدٍ: لماذا ينجح اليسار في أميركا اللاتينية ويفشل في العالم العربي؟…كانت البرازيل تقف على عتبة مفترق فاصل بين يمين شعوبي متطرف يقوده جايير بولسونارو ويسار متجذر معتدل يقوده لولا دا سيلفا، الحملات الانتخابية محتدمة، والاصطفافات لا تخفى على الناظرين: فقراء توسعت جيوبهم وأحياء الصفيح التي تضم الملايين منهم، يدعمون دا سيلفا، و”أوليجارشية” صلفة ومتوحشة، لم تجد أفضل من “ترامب البرازيل” لتمثيلها بولاية ثانية: بولسونارو.
بالطبع، كانت لدي دوافع شخصية خاصة، خارج السياق اللاتيني، تجعلني مشدود الأعصاب، سيما عندما ذهب الرجلان إلى جولة إعادة ثانية، في سباق الـ “كتفاً لكتف”، وبفارق يقل عن الواحد بالمئة لصالح “مرشحي المفضل”، دا سيلفا…فعلاوة على الأداء المتغطرس للرئيس اليميني الشعوبي، زمن كورونا وما بعدها، كانت مواقفه الداعمة بلا تحفظ لإسرائيل، وتوجهه لنقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس، سيراً على خطى “قدوته” و”مُلهِمه” دونالد ترامب، كافية لتخليق إحساس عميق لدي، بأنها “معركتي”، وليست معركة فقراء البرازيل وحدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى