عريب الرنتاوي يكتب ✍️..هل يربح بوتين الدونباس ويخسر روسيا؟

الخرطوم : تسامح نيوز
دخلت الحرب الروسية في أوكرانيا وعليها، يومها الخمسين لحظة كتابة هذه السطور، وهي مناسبة للوقوف عند مجرياتها وأداء الأطراف المنخرطة فيها، والنظر في سيرورتها ومآلاتها، فكيف جاءت النتائج الأولية لأخطر أزمة عالمية منذ الحرب الكونية الثانية، وأين تقف موسكو من الأهداف المعلنة لهذه الحرب؟
منذ أن اجتازت أول دبابة روسية الحدود مع أوكرانيا، وضع الكرملين أهداف الحرب من ضمن مستويين اثنين: الأول، كوني، ويتلخص بوقف تمدد “الأطلسي” شرقاً بما يشبه “حرب التطويق” لروسيا الاتحادية، وإعادة ترسيم قواعد النظام العالمي الجديد، بما هيمنة القطب الواحد… والثاني، قومي، ويتعلق بمستقبل أقاليم أوكرانية، تعتقد موسكو أنها “مقتطعة” من أراضيها، وتقطنها غالبية من شعبها والناطقين بلغتها، والحديث هنا يدور حصراً حول القرم وإقليم دونباس حصراً.
الحرب الخاطفة، والحسم السريع، وتكتيك “أقصى الضغوط” على كييف ومدن أوكرانيا الرئيسية، والاستخدام الاستعراضي لأحدث أنواع الصواريخ الذكية، بعيدة المدى، كانت من ضمن مفردات التكتيك العسكري الروسي، الذي أريد به فرض الاستسلام الكامل على أوكرانيا وتغيير قيادتها، وتدبير انقلاب عسكري عليها، ووضع العالم أمام حقائق جديدة، مفروضة بقوة الأمر الواقع.
في المقابل، رأت واشنطن في الحرب تحدٍ يمكن تحويله إلى فرصة، لتسوية الحساب مع روسيا وقتالها حتى آخر أوكراني، بالاعتماد على تكتيك “إطالة أمد الحرب” ورفع كلفها، ميدانياً وباللجوء إلى عقوبات لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، وبهدف معلن: منع سقوط أوكرانيا وتحويلها إلى “مستنقع” للجيش الروسي، وإعادة موسكو إلى مرحلة ما قبل بوتين، وتبديد مكتسباتها الاقتصادية والجيو- ستراتيجية، واستنقاذ نظام “القطب الواحد”، وإحياء “الناتو” بعد ما ألم به من انقسام وتباعد بين ضفتي الأطلسي.