المقالات

عريب الرنتاوي ✍️….”ناتو” شرق أوسطي… التوضيح حين يصبح استحقاقاً واستدراكاً

 

حسناً فعلت الحكومة الأردنية حين أقدم وزير خارجيتها، وإن متأخراً، بعض الشيء، على توضيح الموقف الأردني من حكاية “الناتو الشرق أوسطي”، فقد أثارت تصريحات أدلى بها الملك عبد الله الثاني لشبكة “CNBC”، ضجيجاً هائلاً في عموم عواصم المنطقة، وانشغل بتفسيرها، سياسيون ودبلوماسيون وإعلاميون من مختلف العواصم والمحاور، بعد أن عبّر بشكل مقتضب وغامض ومشروط، عن استعداده لدعم “ناتو شرق أوسطي”، في رده على سؤال للإعلامية في الشبكة، هادلي غامبل.
نثني على توضيحات الحكومة واستدراكاتها، مع أنها جاءت لاحقة لنفي “مصدر أميركي رفيع” أن تكون لدى واشنطن النيّة لطرح فكرة كهذه في أثناء جولة بايدن الشرق أوسطية، ومسارعة عدد من حكومات المنطقة، بدءاً برائدة المسار الإبراهيمي (أبو ظبي) إلى نفي علمها بها، أو أنها جزءٌ من ترتيب أو إطار كهذا، وكذا التسريبات الإيرانية، عن تطمينات نُقلت إليها من الرياض بوساطة مصطفى الكاظمي، ومصر بوساطة عُمانية…الأمر الذي جعل الفكرة برمتها ليست ذات صلة، سواء قصدها الملك في حديثه أم لم يقصدها.
وليومين أو ثلاثة، بدا أن الأردن وحده من بين الدول العربية ذات الصلة، الأكثر حماسة لمشروعٍ لا تناصره في المنطقة، وتتحمس إليه، سوى إسرائيل…والمفارقة أن الأردن أكثر من غيره من هذه الدول، تبنى سردية حيال فلسطين وقضيتها، تنهض على أقانيم ثلاثة: مركزية القضية وأولويتها، حلها يمثل شرطاً مسبقاً للأمن والاستقرار والتعاون الإقليمي، وحلها يجب أن ينهض على قاعدة “دولتين”، وفقاً للمرجعيات المعروفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى