أخبار

عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : أين هُم الرجال 

من أقبح فجائع الزمان وأشد ما يدمع الأعيان مقولة …الجنرال ياسر العطا ( أنا من وضعت الاغلال في يد البشير ) قبل مقولته كنت احسب ان الإرث العسكري مشحون وممتد ولم يساورني الشك يوما ان تكون به فراغات مثل هذا الذي صار ألهذه الدرجة رتعت الهوامل بليلها البهيم لتهدم أهم ركيزة بني عليها العمل بالمؤسسة العسكرية وتقاليدها المتوارثة من قديم الزمان .

تعلمنا أن الضابط الأقدم هو القائد الاعلم هذا علاوة على ان المؤسسة العسكرية مبنية على تقديس الأقدمية مهما كانت الأسباب والظروف ودونكم الاحترام الذي كان يكنه الرئيس البشير للرئيس نميرى ويستحضرنى فى أحد زياراته الراتبة للنميرى وبعد انتهاء الزيارة وفى وداعهم للنميري وهم الفريق أول عبد الرحيم للتحرك بالسيارة بعد ان ركب البشير وأشار مودعا وشرع برفع الزجاج.. قال له المشير نميري السيد الرئيس هنا ما كان من الرئيس البشير الا ان قام بإعادة انزال الزجاج وفتح الباب وإنزال قدم على الأرض احتراما له وقال نعم سعادتك فقال نميرى الضابط دا تانى ما يسوق ليك قاصدا الفريق أول عبد الرحيم وهنا مشير يتحدث مع مشير عادى لفظ ضابط لفريق أول فقال له البشير حاضر سيادتك وذات المشير نميرى عليه رحمة الله عندما همس له بهاء الدين بان الفريق عبود قد وافته المنية فقال له جهزو جنازة عسكرية تليق بمقامه فراجعه بهاء الدين بان حيقولو طيب عملنا ثورة أكتوبر لشنو فاحتد نميرى قائلا بلا أكتوبر بلا كلام فارغ هو لو ما احنا الضباط الاحرار ديل انحزنا كانت نجحت ثورتهم معقولة انت عايزنى عشان كلام فارغ ادفن قائد عام للجيش فطيس.. وكنت احسب أنه إرث ماضي فى حفظ كرامة قادة بذلو من أجل القوات المسلحة والوطن الغالى والنفيس ..

وها هو واقع الحال البائس يأتى بمن يفاخر انه وضع الاغلال في يد المشير البشير القائد العام بعد خمسون عاما قضاها بالمؤسسة العسكرية . ولسان حاله يقول

أضاعوني وأيَّ فتًى أضاعوا

ليوم كريهةٍ وسِدادِ ثـَغْـر

وصبرٍ عند معترَك المنـايا

وقد شُرِعتْ أسنَّتُها بنَحري

أقاد إلى السجون برغم سني

فيا لله مَظْلَمَتي وصـبـري

كأنّي لم أكن يوما رئيسا

وقائدا للجيش سنين عمري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى