تقارير

علاقة الدعم السريع بتهريب دهب السودان

مجاهد قسم الله ابراهيم

كتب :مجاهد قسم الله ابراهيم*

بحكم انني كنت مدير تنفيذي وعضؤ مجلس ادارة لشركتي حجازي للحلول المتكاملة وشركة ود الجمالي للانشطة المتعددة لمالكهما رجل الأعمال عثمان حسين حجازي . وبحكم خبرتي المتواضعة طوال فترة خدمتي في هاتين الشركتين ومعرفتي لعمل شركات الذهب وطرق استخلاصه وبعض المعلومات عن الشركات المنتجة والمصدرة لخام الذهب .

احب اطمن الجميع أن كلما يدار عن استفادة الدعم السريع لخام الذهب السوداني بعد يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣ هو عبارة عن كذب ومجرد خيال ممن يكتبون في هذا المجال للأسباب الآتية.

اولاً :اكبر كذبة وخدعة كان يعيشها المواطن عما يسمي بجبل عامر . كانت عبارة عن تضليل قامت به قحط قبل الحرب عندما كانت مناوئة للدعم السريع اول ايام الثورة ولافشال حكومة الإنقاذ باهمالها لموارد الدولة وتسليمها لجبل الذهب لقوات الدعم السريع .

في الوقت الذي فيه عندما استقرت العلاقة بين قحط والدعم السريع قامت قوات الدعم السريع بتسليم جبل عامر للحكومة السودانية والتي اكتشفت عند استلامه انه اكبر كذبة في التاريخ شأنه وشأن المليارات الدولارية في حسابات رؤوس النظام السابق كما كانت تروج قحت.

فجبل عامر شأنه وشأن اي جبل عادي في السودان بل أقل بكثير عن جبال سهول البطانة الشرقية المتاخمة لولاية كسلا والقضارف وجبال ولاية البحر الأحمر وجبال ولاية نهر النيل وجبال الولاية الشمالية . فالمعروف في الخارطة الجيلوجية ان ٩٠% من ذهب السودان موجود في ولاية البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية . وماتبقي موزع مابين النيل الأزرق وجزء من ولاية القضارف وغرب كسلا والقليل جداً في ولايات دار فور وكردفان . حتي ان الأتراك ومن بعدهم الانجليز عندما غزو السودان في القرون السابقة كانوا يعلمون تلك الخريطة الجيلوجية لذلك كان تركيزهم علي هذه الولايات الثلاث .

فجبل عامر كان بالنسبة للدعم السريع يمتاز فقط بالاتي .

أ.بعده عن المركز وعن الجبايات الحكومية .

ب.استقلال الدعم السريع لامكانيات الدولة من وقود وعربات لذلك أصبحت تكاليف الإنتاج zero.

ج.سهولة تصديره عبر الشركات الفرنسية وعبر الدول الأفريقية المتاخمة .

ج.عدم معرفة الحكومة بالكميات المنتجة ولا يوجد عائد صادر وكلما ذكر ينطبق علي منجم منطقة سنقو .

د.استخلاص الذهب في جبل عامر ومنجم منطقة سنقو يعتمدوا فيه علي العمالة الرخيصة الناتجة عن ضعف المواطن وبساطة طموحه وتارةً بإغراءه بالأكل والشرب وتارةً بالترهيب بقوة السلاح حيث شكل التعامل معهم كمعاملة الرقيق الأفارقة في أمريكا واروبا في القرون الوسطي .

كل ما ذكرته في النقاط أعلاه(أ ب ج د) لم يجعل من جبل عامر وسنقو ذو إنتاج عالي للذهب فذهاب المعدنين هرباً من تلك المناطق او استيعابهم للعمل ضمن قوات الدعم السريع . افقد تلك المناطق خاصية إنتاج الذهب رغم قلته خاصة بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣ . فقد كان جبل عامر ومنجم سنقو مجرد تمويه وتضليل لتغطية أموال الدعم السريع التي تصلهم من الخارج لعدم التشكيل في مصدر أموالهم.

ثانياً، كان يعتمد الدعم السريع في تصدير الذهب عبر امتلاكه وشراءه وسيطرته علي بعض الشركات الحكومية والتجارية المصرح لها بشراء وتصدير الذهب . حيث كان يقوم بشراء الذهب المنتج في الولايات الثلاث ويقوم بتصديره بدون عائد صادر وهذا الأسلوب يصنف اقتصادياً بالتهريب المقنن او التهريب الرسمي . حيث يتم تصديره بطريقة رسمية وعبر قنوات ومستندات رسمية ولن يتم دفع عائدات الصادر لخزينة الدولة مما افقد الخزينة العائدات المالية من صادر الذهب والذي يفوق ال١٠٠ طن سنوياً خلاف ما يتم تهريبه عبر الحدود مع دول الجوار بواسطتهم وحمايتهم.

عليه نؤكد الآن الدعم السريع ليس له المقدرة علي شراء ذهب عبر شركاته التي تم تجميدها لتصديره وليس له المقدرة لدخول الولايات الثلاثة لشراء الذهب وتهريبه حيث أن شراء وبيع الذهب داخل أسواق الطواحين محتكر لشركات حكومية وأمنية لا علاقة لها بالدعم السريع . واذا فكر الدعم السريع للعمل في جبل عامر وسنقو لن يستطيع ذلك ايضاً لأسباب معينة ضمنها .

أ.عدم وجود الأيدي العاملة .

ب.صعوبة ان يتفرغ افراد الدعم السريع للعمل في ذلك فالتعدين يحتاج الي خبرة ولن تتوفر فيما تبقي من قوات الدعم السريع .

ج.عدم احساسهم بالاستقرار ليقوموا بالتعدين.

د.فقدهم لخاصية استغلال موارد الدولة التي كانت تقلل من تكاليف الإنتاج لان الكمية التي تنتج لن تتوافق مع تكاليف الإنتاج.

ه.استهداف الطيران من اول ايام الحرب لمجمع سنقوا ( المصنع والطواحين) وتم تدميرها من اول ايام الحرب .

و.عدم ثقة المواطنين في قوات الدعم السريع للعمل في تلك المناجم بالطرق التقليدية علاوةً الي ان كل المواطنين الذين كانوا يعملون في التعدين هم من القبائل المستهدفة من قبل قوات الدعم السريع .

هذا ما لزم توضيحه في ملف الدعم السريع وإنتاج الذهب .

لكن السؤال الذي يفرض نفسه .

لماذا لم تتجه الدولة عبر مايسمى بالشركة السودانية للموارد المعدنية من إنتاج الذهب بنفسها إغتداءاً بما فعلة عوض الجاز في توظيف وزارته لإنتاج النفط ؟

اكبر خازوق للدولة هو تلك المؤسسة التي تسمي بالشركة السودانية ذات الامكانيات العالية ولم توظفها في الإنتاج فقط وظفتها في الجبايات والتي لا تساوي ٥.، % من وارداتها اذا عملت بنفسها في مجال تعدين و إنتاج الذهب .

*مدير تنفيذي

وعضو مجلس إدارة لشركات التعدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى