المنوعات

على ياسين في رثاء ابنه

الخرطوم تسامح نيوز

 

لعلك لم تكن تعلم كم أحبوك..

لا أعني عائلتك الصغيرة ، أبويك و إخوانك و أخواتك..

ولا أعني عائلتك الكبيرة ، أعمامك و عماتك ، أخوالك و خالاتك.. أقاربك الأقربين و الأبعدين و ذراريهم .. فهؤلاء جميعا كانوا في قلب الفاجعة..

جيرانك ، بل معظم أهل الحي الذين بددتهم الحرب في أصقاع البلاد النائية أو خارجها.. أصدقاؤك و ما أكثرهم و أصدقهم.. أعرف القليلين منهم ، بعضهم قطع مئات الأميال من حيث استقر به النزوح إلى حيث دعاك ربك في “كريمة” .. تجلله وعثاء السفر.. يأتي فتى في مثل سنك ، يعانقني و العبرات تخنق صوته.. أسأل عنه إخوانك ، يقولون: هذا صديق “الحسن”.. يرن هاتفي الذي لم يتوقف خلال أسبوعين من رحيلك ، من دولة أخرى يأتيني صوت فتى تخنقه العبرات: أنا فلان ، صديق الحسن.. يهاتفني رجال و نساء من أصقاع بعيدة: أنا والد/والدة فلان ، صديق ابنك الحسن.. لا يستطيع أن يعزيك من هول الصدمة.. بعضهم يقاوم صدمة فقد الصديق فيحاول تعزيتي، بكلمات يشتتها النحيب، و تبعثرها العبرات، فأجدني أنا الذي أعزيه و أوصيه بالصبر..

لعلك كنت تعلم ، يا بني ، أن لك موعدا مع ربك ، الذي اختار لاستعادتك إليه خير الشهور و خير الأيام و خير الساعات.. أديت صلاتك من يوم الجمعة ثم عجلت إلى النيل ، حيث اقتضت حكمة ربك أن يستعيدك عبر الماء الذي منه أنشأك و (كل شيء حي) فوافيت الموعد.

سبحان الذي أراني فيك و حولك آيات ، قبيل رحيلك و بعده ، غرست اليقين و السكينة في قلب كان إلى الشك نزاعا.. سبحانه.

كن في كنف ربك راضيا مرضيا ، برحمته و لطفه و حنانه. فلا حول ولا قوة إلا به ، وإنا له و إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى