المقالات

علي يوسف تبيدي يكتب.. ذكرة قبل ضياع الوطن

ما هذا السيرك المفجع الذي يسود الساحة السودانية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به بلادنا في هذا المنعطف الخطير ، لماذا لا يوجد رجل رشيد يقودنا الي بر الأمان بعد أن صار سوداننا قاب قوسين أو أدنى من الوقوع في الهاوية؟!! ياليت ساسة اليوم يدركون المخاطر العصيبة التي تنتظر بلادنا الحبيبة في المستقبل اذا استمرت الأهوال والخطوب التي تلف المسرح الوطني من كل الجوانب.
يقولون بأن الاتفاق الاطاري بين العسكر وقوى الحرية والتغيير يمثل الحل الانسب والصيغة السياسية المتاحة والممكنة في الراهن السياسي لكننا نجد العاصفة الهوجاء ونتحسس الكارثة المحيقة التي تنتظر هذه التسوية الماثلة للعيان في حالة انطلاقها على أرض الواقع.
هاهي بلادنا تصبح مرتعا خصبا للسفراء من معظم إقطار الدنيا يلتقون بالسياسيين الوطنيين في وضح النهار بلاقناع يقدمون التصورات والمقترحات في سهولة ويسر من خلال جسارة واضحة لم يطبقها المستعمر الانجليزي ايام الاحتلال.
أين الاحساس بالسيادة الوطنية وأين العين الحمراء التي كانت تصوب نحو الذين يتدخلون في شؤون السودان الداخلية.
وهل الاستعمار الجديد في هذا العصر العالمي البائس قد نشب أظافره على وطننا الحبيب وأصبح يمسك علي تلابيب كرامتنا وعزتنا بتلك الصورة المخجلة يتشاكس الفرقاء السودانيين كل يهاجم الأخر بضرواة والعسكر يتفرجون على المنازلة الفجة بشئ من الفرحة والشماتة.
أمامنا قوي الحرية قد صارت منقسمة وأصبحت ترتكز على بوصلة مختلة والبعث العربي الاشتراكي صار خصماً لدودا علي ثنائية التحالف بين العسكر والمدنيين في الاتفاق الاطاري والحركات الدارفورية تعلن في الهواء الطلق خطورة التسوية الماثلة الآن على الوطن بل أوضح القائد مناوي بأن الخروج من مأزق الساحة يكمن في الدعوة المصرية لحوار سوداني سوداني في حين شدد ابراهيم الميرغني القيادي بالاتحادي الأصل بأن الحل المرتجي في الاتفاق الاطاري رافضاً أي فكرة للتعديل أو الإضافة ثم يأتي صوت الشريف صديق الهندي رئيس الإتحادي الديمقراطي”المركزالعام” مطالباً بأعمال العقل و الحكمة في هذا الغليان المخيف وحذر من مغبة تكرار الفشل والبوار وتجريب المجرب وقال الهندي بأن مساحة التلاعب والاحتيال قد صارت ضيقة للغاية بعد أن تكشفت الأمور على نحو لايخفي الابرة في كومة الحشائش.
تبقى الثقة هي حجر الزاوية في وضع الاتفاق في خضم المسؤولية القانونية والأخلاقية فماهي الأدوات الموجودة في المضمار الهام.
أيضاً من الاشياء المؤلمة في الاتفاق الاطاري الاهمال الواضح لقضية معالجة اشكالية الاقتصاد الوطني المنهار والأوضاع المعيشية المتوحشة والارتفاع الجنوني الذي يتصاعد بشكل متوالية هندسية على جميع المستلزمات الحياتية.
يالها من أوضاع بائسة ومتوحشة ومهولة تدمي القلوب والأحاسيس لم تمر على هذا الوطن المنكوب منذ بدء الخليقة حتى الآن.
هانحن نقدم تذكرة مسؤولة قبل ضياع الوطن ولات ساعة مندم بعد ذلك!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى