المقالات

عمرو منير دهب يكتب.. ما نقص شعرٌ من صلعة

ما نقص شعرٌ من صلعة

عمرو منير دهب

nasdahab@gmail.com

على وزن “الشباب شباب القلب” كانت ممثلة مصرية تقول عندما يسألونها عن امتناعها عن ارتداء الحجاب رغم ما تؤكده من تديّـن: “الحجاب حجاب القلب”.

أوشك أحد الأصدقاء المكابرين في الاعتراف بصلعتهم أن يقول على ذلك القياس: “الشعر شعر القلب”، وليته يقولها صراحة وتـنتهي المسألة، فما يفعله الرجل في المكابرة أعظم، فهو يكاد يجزم بأن الشعر يغطّي معظم رأسه الكبير وكلُّ مَن حوله يرى عكس ذلك.

لم يُـثبت أيُّ بحث علمي أن الصلعة دليل على شيء أكثر من أن جينات الصلع كانت في أسلاف المصلِّع وانتقلت إليه حسب قوانين (مندل؟) للوراثة، لكن المُشعِرين (والمُشعرات) يرون أن في الصلع عقدة نقص بالضرورة، ويردّ أصحاب الصلعات الكبيرة (التي لا مفرّ من مواجهتها بالاعتراف) بأن ما يزيّن رؤوسهم ليس سوى دليل العبقرية وتاجها، أما الصلعات التي يتراوح حجمها بين المتوسط والصغير فيجاهد أصحابها في إخفائها ولهم في ذلك أكثر من حيلة.

من أشهر تلك الحيل “التسريح” للأمام، أما أطرفها فهو التبرير كالقول بأن نوعاً معيناً من الماء (وليست الوراثة) كان السبب في تساقط الشعر، أو التذرُّع (من باب التعويض النفسي) بغزارة الإنتاج وسوء التوزيع، وأصحاب هذه الحيلة تحديداً يلجؤون إلى ترك الشعر ينمو غزيراً في الأطراف (مثلاً) بدون حلاقة ليعوّض منتصف الرأس الأملس، أو إمالة شعر أحد الطرفين الغزيرين على الطرف الآخر مروراً بمنتصف الرأس الأملس (ويستوجب ذلك أن يكون الشعر ناعماً قابلاً للإمالة والانسدال). أما أشهر الحيل على الإطلاق فهو لبس الطاقية والعِمّة (أو ما يقابلهما كالغترة والعقال في الخليج على سبيل المثال)، ولعلها إحدى مزايا أن يكون لديك زيّ قومي كثير القِطـَع وأنت أصلع.

بالعودة إلى صديقنا المكابر في شأن صلعته العظيمة نودّ أن نُضيف أنه كان (ولا يزال) يقول بأن إشكالية الصلعة تكمن في الطريقة التي ينظر بها إلينا (يعني المصلّعين) الآخرون، وهو بذلك – كما هو واضح – يتجاوز كل ما قيل من قبل عن “شباب القلب” و”حجاب القلب”، حتى إنه يكاد يقول إن الصلعة إذا كانت عيباً فهي عيب في عين المُشعِر الذي يراها وليس في رأس الأصلع المحظي بالتحديق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى