المقالات

عميد م/ ابراهيم عقيل مادبو يكتب : أدركوا الأمن قبل المواطن

➖ الشغل الأمني في التعامل مع الحشود غير إحترافي وعشوائي يدل على عدم وجود خطة أمنية متكاملة وعدم سيطرة ميدانية على القوات خاصة التي تكون في تماس مباشر أثناء تنفيذ العمليات الأمنية بصورة عامة، أو عمليات الأمن الداخلي مع المتظاهرين بصفة خاصة، وكذلك أي قوة تُكلف بمهمات المداهمة والتفتيش ومثال لذلك مكتب قناة الحدث.
➖ ما ممكن قوة في مهمة تقتحم أو تداهم مكان ولا تظهر بصمات للقيادة والسيطرة، ولا يكون برفقتهم مصور متخصص و يكونوا فردين على الأقل حامل كاميرا فتوغرافية واخر كاميرا فيديو لأن تصوير الإجراءات المتخذة في المداهمة يفيد التحقيق في حالة التحريز والإستجواب أو مرحلة التقاضي، وكذلك في حالات التقييم، والتعليم ونقل التجربة، وإظهار الدروس المستفادة.
➖ بالنسبة للتعامل مع الحشود والتظاهر فيبدو أن الموضوع متروك “سمبلا” للقوات على الأرض ولهذا ففي كل تظاهرة يفقد الأمن نقاط ويجيب الكَيس في الكِيس لنفسه.
➖ العمل الأمني ليس عمل آني ينتهي بإنتهاء اليوم وليس هو ضرب وسحل وقتل، ولذلك لابد من وضع خطة جادة للأرتقاء بالعمل الأمني الى أعلى المستويات، وتحديد أهم الأسس والدعائم التي يمكن أن يُعتمد عليها في منهج تدريب الأفراد سواء من الناحية الذاتية أي الجوانب المتعلقة بالجهاز الأمني والفلسفة الأمنية، أو الناحية الموضوعية المتعلقة بالمحيط الخارجي، مع تجويد العمل الأمني الميداني المعروف بأنواعه المختلفة، فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من السير في الطريق الصحيح نحو تحقيق الأمن بأعلى نسبة ممكنة، لتكتمل الصورة ويتم تأمين البيئة المعادية وكبح مصادر التهديد ودرجة الخطورة وكسب تعاون المواطنين، فالعمل الأمني هو الركيزة الأساسية في استراتيجية الأمن القومي للدولة والتي تتطلب مؤسسات قوية وآلية عمل معدة بصورة جيدة وتنفيذ عالي الدقة، ينطبق عليه شعار “لا مجال للخطأ” فالمعيار النهائي لتحديد نجاح العمل الأمني هو مدى شعور المواطن بالأمن والأمان، بالإضافة إلى المعايير الاخرى المتمثلة بالبيانات الدقيقة حول التحديات والتهديدات والمخاطر الأمنية التي تواجه المصالح الحيوية للدولة وكيفية التعامل معها.
➖ لابد من تدعيم الإستراتيجية التكتيكية للأجهزة الأمنية مع ضرورة العمل وفق القانون ومبادئ حقوق الإنسان لتغيير الصورة النمطية والذهنية للمؤسسة الأمنية من أداة قمعية، الى الحامي والضامن للحقوق والحريات، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال اعتماد الوسائل العلمية والتكنولوجية في العمل الأمني والتدريب والتنسيق والتعاون الأمني الواسع بين مختلف الأجهزة الأمنية الحكومية لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.
➖ العمل الأمني يتطلب وجود مجموعة من القدرات – التحليل، الكفاءة، القيادة – وهي التي تشكل دعائم النجاح خاصة في الأعمال الإستباقية ومنها القدرة على جمع المعلومات وتحليلها وهذا لن يتأتى إلا بتنمية ورفع كفاءة رجل الأمن وحكمة القيادة الأمنية والقدرة للوصول إلى قرارات صحيحة، فهذه القدرات تمنح الأمن خطوات متسارعة ومتقدمة في الحركة والأداء وديناميكية اكتشاف التحديات المستقبلية، والتهديدات والمخاطر الأمنية الحالية.
➖ يحزنني جداً أن يتدهور مستوى القوات الأمنية المناط بها حفظ الأمن، ويتدنى الأداء وينعدم العمل الإحترافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى