غردون باشا / قراءة جديدة
تسامح نيوز- الخرطوم
سيرته الرسمية تقول انه تخرج في الكلية العسكرية الملكية وعمل بسلاح الهندسة الملكي .. وشارك في حرب شبه جزيرة القرم وضد الوطنيين الصينيين في حرب الافيون .. لكن هنالك محطات لم يتطرق لها المؤرخون بما تستحق من اظهار وتفسير .. غردون كان يجيد اللغة الفرنسية بطلاقة وبين بلاده وفرنسا عداء قديم مستمر .. اذن توجد شبهة استخبارية يعضدها سفره الى مصر وانضمامه لحكومتها الخديوية وهي صنيعة فرنسية .. عندما عين مديرا للمديرية الاستوائية جنوبي السودان ساعد الشاب سلاطين في الانضمام للجيش الحكومي لكن سلاطين عرف بنشاطه الاستخباري لا القتالي .. وعندما اصبح غردون حاكما للسودان درب طباخه كوتسيه الايطالي الجنسية على اعمال المخابرات وزرعه طاهيا بمنزل القتصل الفرنسي مسيو / هربن .. قبيل حصار المهدي للخرطوم شيد غردون منشات عسكرية استخبارية استطلاعية في المقرن وغرب حسر النيل الازرق وفي الصبابي والحلفايا والعيلفون وشمال السلاح الطبي الآن عرفت بالطوابي .. وربطها مع القصر باسلاك الهاتف وشفرة الاتصال الضوئي .. كان لغردون نساء شايقيات زرعهن في معسكر المهدي بام درمان لبيع الطعام والشاي للمقاتلين ولاستطلاع الاحوال .. بينما كلف امراة شايقية بعبور التيل ليلا ومقابلة النسوة ومعرفة ما لديههن من معلومات ثم تعبر النيل ثانية وتدخل القصر مبتلة لتبلغ غردون حصيلة المعلومات ( لاحظ برودة الطقس في شهر يناير ).. اعتمد غردون على اللواء الشايقي محمد خشم الموس باشا في استطلاع قوات المهدي على ضفاف النيل ومهاجمتها بغتة بين الفينة والاخرى .. خطابات غردون الى المهدي كان يكتبها بالانجليزية او الفرنسية ويترحمها الأسير سلاطين .. وفي هذه الخطابات اسئلة استخبارية عن معسكر المهدي .. يضمن سلاطين الاجابة عليها في خطاب الرد .. احاط غردون معظم مكاتباته بالسرية والتشفير . اخلص الى ان غردون كان رجل استخبارات عسكرية ومخابرات .. ليت حكامنا يتثقفون امنيا فقد اعيانا الإختراق . د. طارق محمد عمر . الخرطوم في يوم الجمعة 22 ابريل 2022 .
