
فوضى وخطر.. قرارات (البرهان) تحتضر
المكان ..
سوق (٦) الحاج يوسف شارع بنك النيلين او مايعرف بشارع المواصلات الرئيسي المؤدى الى الجامع .
الزمان ..
منتصف يوم امس الاول الاحد .
الحيثيات ..
قوة مسلحة تغلق الطريق امام حركة المارة وتمنع المواطنين من العبور بالشارع بل وترهب المارة بإيقاف ثلاث قتاليات مدججة بالمدافع والاسلحة الثقيلة فى الشارع فى منظر يشابه ما كانت تفعله مليشيا الدعم السريع قبل اشهر عديدة بذات المكان .. التاريخ يعيد نفسه بذات التراجيدية ..
مجموعتان تقومان بالتأمين لمنع مرور المركبات بذلك الشارع الحيوى الذى يعتبر منفذا وحيدا فى ذلك الجانب من السوق .

بينما كانت عربة تقل على متنها نظاميين برتب قيادية رفيعة وهم يرتدون زى قوتهم النظامية الرسمية التى تمثل شرف الدولة ورمز سيادتها ، استوقف العربة المجموعة الاولى ومنعتها من العبور رغم أن الذين كانوا على متنها نظاميين تتلألأ الأنجم والصقور على أكتافهم استوقفهم جندى يتبع لتلك القوة المسلحة ومنعهم العبور بالشارع دون ان يضع اعتبار لرمز الدولة او لسيادتها.
ضاربا بكل تراتبية العسكرية وانضباطها عرض الحائط ودون التأدب فى الحديث مع تلك القيادات او حتى مجرد احترام لاعمارهم ومع ذلك تحدث الجندى وقال لهم ان الشارع مغلق بامر قيادة القوة المسلحة لانها بالداخل تعقد اجتماعا ونحن مالنا ومال اجتماعكم فهل تلك المنطقة موقعا عسكريا يمنع الاقتراب منه ام انه سوق عام لخدمة الشعب ؟! .
تحدث القائد من داخل العربة بحسم وامره بفتح الطريق وقام بفتحه وتقدمت السيارة الى ان وصلت الى الجانب الاخر وهنالك كان الطريق قد اغلق باللساتك ويقف بجوارها جندى (خلا) صرف يحمل مدفع آر بى جى توقف امام العربة وضرب بسيادة الدولة عرض الحائط وتحدث بالفم المليان بانه لن يسمح بمرور اى عرية بهذا الطريق.
وهو ممسكا بمدفعه فى محاولة لارهاب اولئك القادة وفى خضم المشاحنات انبرى شاب يرتدى لبسة مشتركة وقام بانتهار حامل المدفع بلهجة قوية تشير الى انه قائد بتلك القوة وامره بفتح الطريق ليعبر السادة القادة مبديا احترامه لشرف الدولة .
هذا ما حدث بسوق (٦) الحاج يوسف .
تخيلوا رغم قرارات البرهان بافراغ العاصمة من كل المظاهر العسكرية الا ان هنالك من يصر على تجاوز قرارات الرئيس والضرب بها عرض الحائط ياربي القرارات دى أصدرها رئيس الدولة ؟؟ ولا رئيس اللجنة الشعبية ؟؟ .
رغم اننا نعلم الدور الكبير الذى لعبته القوات المشتركة فى معركة الكرامة ومشاركتها فى كل محاور القتال الا ان ماحدث بسوق (٦) ينذر بمعضلة امنية خطيرة طالما ان هنالك جند من هذه القوات لايعلمون معنى احترام شركاء العملية الامنية واحترام سيادة الدولة وحفظ هيبتها وطالما ان نظاميون قادة ارهبوا بالمدافع فماذا سيحدث للمواطن الذى يأتى الى السوق للتسوق ؟؟

سوق (٦) ليس ساحة عسكرية ولاهو بقيادة عامة للقوات ولا يجب قفل اى شارع من شوارعه لاجل تأمين مبنى تتواجد به قوة أيا كان انتماؤها نطالب بافراغ حقيقي للعاصمة وليس تمليس وتدليس كما نرى اما ان ينصاع الجميع لقرارات البرهان او ان يعلنوا رفضهم لها لكن سياسة عصا قايمة وعصا نايمة هذه سياسة عقيمة وغير مجدية ومشينة فى حق الدولة وتضع قرارات رئيس مجلس السيادة موضع الضعف والتهميش بل والاستهتار ايضا .
ماذا لو انقلب سوق (٦) الى مشهد دموى حقيقي جراء انفجار دانة او قنبلة قرنيت او او او سواء بقصد او دون قصد ؟؟
ماذا سيحدث للمواطن ان كان مرتدى زى سيادة الدولة يعامل بتلك الطريقة ؟؟
الحكاية اصبحت اكبر من حكاية تخلص من مليشيا وصنع مليشيا اخرى واكبر من حكاية فرض امن وفرض قوة عنوة واقتدار تحت مرأى ومسمع الجميع .
سؤال برئ ..
الى قيادة القوات المشتركة متى تقومون باختيار عناصر اكثر انضباطا ومتى تتجهون لتجنيد من يفهمون معنى احترام سيادة الدولة .
على قيادة القوات المشتركة ان ترحل مكتبها من سوق (٦) الى خارج السوق او ان لاتقوم بقفل الشوارع امام المارة وان لاتبدى اى مظاهر عسكرية يكفى ماعاناه الشعب مع المليشيا قبل اشهر لاتعيدوا ذات المشاهد الى الاذهان كونوا اصدقاء للمواطن وليس اعداءا له .
بالمناسبة ..
العمارة دى مش ياها عمارة الدعامى داك (العرد) ولا ماياها ولو ياها على الدولة ان تضع يدها عليها .





