تحقيقات وتقارير

في حوار ساخن.. الوزير كرتكيلا يضع النقاط على الحروف

تسامح نيوز | الخرطوم

في حوار ساخن.. الوزير كرتكيلا يضع النقاط على الحروف

مع الوزير كرتكيلا.. وإفادات ساخنة

نحن أول من تبنى فكرة “المقاومة الشعبية” ضد المليشيا..!

لدينا قانون اتحادي “جاهز” لضبط الإدارات الأهلية

“الفيدرالية” فيها قبضة مركزية “غير مبررة” شجعت على قيام الحركات المسلحة “المطلبية”

نحاول معالجة وجود مجموعات مسلحة خارج القوات المسلحة..!

العالم في حالة “انبهار” من القدرات الاحترافية العالية للجيش السوداني

“قضايا وتطورات كثيرة على المشهد السوداني العام أفرزتها حرب المليشيا على الدولة السودانية وبات في حكم المؤكد أن السودان مقبل على مرحلة جديدة بعد نهاية التمرد..مرحلة فيها كثير من التبدلات والتحولات سواء كان ذلك على مستوى الحكومة الإتحادية أو على مستوى الولايات ..

في حوار ساخن.. الوزير كرتكيلا يضع النقاط على الحروف

صحيفة (تسامح نيوز) حرصت على مقابلة سعادة وزير الحكم الاتحادي المهندس محمد كرتكيلا صالح الذي يزور ولاية الجزيرة الآن على رأس وفد رفيع من الخبراء والمختصين في زيارة حملت في أجندتها الأساسية والمحورية قضية (كيف نعيد تطبيع الحياة في السودان مابعد الحرب؟) وماهى معايير ومطلوبات هذا التطبيع ..

والوزير في هذه المقابلة الصحفية أكد أن مشروعهم لإعادة تطبيع الحياة في السودان سيبدأ من الجزيرة (كنموذج) باعتبارها صرة السودان ..فماذا قال كرتكيلا في العديد من القضايا (ربما المتباينة)التي طرحناها عليه بحضور ومشاركة سعادة العقيد سيد سلام بوحدة الأمن بوزارة الحكم الاتحادي”

حوار/ هاشم عبد الفتاح

سعادة الوزير بداية..كيف وجدت ولاية الجزيرة وما هى المقاصد الأساسية لهذه الزيارة ؟

حقيقة خلال فترة الحرب زرت ولاية الجزيرة مرتين وها أنا ازورها للمرة الثالثة بعد تحريرها من قبضة المليشيا ، ونهدف من خلال هذه الزيارة الإسهام مع الولاية في إعادة تطبيع الحياة.

وذلك من خلال الإجتماعات ومناقشة الخطط مع الحكومة وأجهزتها المختلفة ، وهذا العمل سيتم استكماله مع بعض الوزارات الإتحادية مثل (الزراعة والري والإعلام) ومن ثم نكتب تقرير مفصل يتم رفعه للحكومة الإتحادية .

أما في المرة الأولى التي زرت وتقريبا قبل أقل من شهر من الحرب وأنا قادم من الخرطوم تم توقيفي وتفتيشي في منطقة (سوبا) وكنت أشاهد منظر المواطنين في كل القرى المطلة على الشارع يقدمون المياه للفارين من جحيم الحرب في الخرطوم

وكانت كل هذه القرى آمنة ، وحقيقة كانت إعداد هؤلاء الفارين تجاه مدني ضخمة جدا وفي مدني استقبلنا الوالي وكانت المدينة وقتها عامرة جداً بهذه الإعداد الضخمة والشوارع مكتظة بالسيارات.

في حوار ساخن.. الوزير كرتكيلا يضع النقاط على الحروف

وبعد حوالي أربعة أشهر حضرت مرة أخرى إلى مدني وكانت هناك ارهاصات وجود خلايا نائمةداخل مدني، وكان الحديث وقتها حول ضرورة وجود مقاومة شعبية لصد أي هجوم للمليشيا قادم من ناحية الشمال ، وأنا حقيقة كنت من دعاة هذا الإتجاه لذلك نحن أول من تبنى فكرة المقاومة الشعبية بالجزيرة ولكن بكل أسف بعد فترة وجيزة اجتاحت المليشيا الجزيرة .

وكيف تصف هذا الاجتياح..وهل كنت متوقع ذلك؟

نعم الاجتياح كان بشكل (غريب) ..وصراحة لم أكن أتوقع أن تتوسع الحرب بهذا الشكل لأن معظم الولايات في تلك الفترة كانت آمنة باستثناء الخرطوم .

وكيف تصف تأثير سقوط الجزيرة على السودان عموماً؟

بالتأكيد التأثير كان كبير ومؤسف لكل السودان والجميع يعتقد أن تحرير الجزيرة يعني تحرير السودان ، وأعتقد أن الدولة السودانية فقدت الكثير جداً من مواردها بسقوط الجزيرة وهذا يعني أن بلادنا كانت تعتمد فقط على الجزيرة والخرطوم فكان لابد من إعادة الأمور إلى نصابها خاصة من الناحية الاقتصادية.

هل يمكن أن نصف زيارتكم إلى الجزيرة بانها تدشين للمرحلة التحضيرية لإعمار السودان ؟

هى في الحقيقة مرحلة تقصي حقائق لما دمرته الحرب ومن ثم وضع مقترحات للمعالجات .

وهل تتوقعون استجابة العالم الخارجي للمشاركة في أعمار السودان ما بعد الحرب؟

بالتأكيد ونحن الآن نعمل على تفصيل (العلة) قبل عرضها على الآخرين وهى مرحلة مهمة وقادمة وأعتقد أن هناك جهات كثيرة جداً على إستعداد متى ما طلبنا منهم المساعدة خاصة الأصدقاء والأشقاء وأذكر هنا أن الحكومة الإتحادية كانت قد شكلت لجان فنية قبل فترة لدراسة وإصلاح ما بعد الحرب حيث تم إعداد ورقة متكاملة حول كيفية معالجة آثار الحرب.

سعادة الوزير.. ما الذي تعلمناه من هذه الحرب وماهى العبر والعظات.؟

بحسب قرائن الأحوال أعتقد أن من الأسباب المباشرة لاندلاع الحرب هو وجود مجموعات مسلحة خارج القوات المسلحة فهذه قضية يجب معالجتها ونحاول توحيد القوة المسلحة داخل الدولة ومن دروس هذه الحرب أن الشعب السوداني توحد تماماً وبشكل قوي في مواجهة هذه المحنة .

إذا قدر لك أن تسمي هذه الحرب ماذا تقول عنها؟

هو في الحقيقة أنه بعد شهر من قيام الحرب تغير منهج الحرب وأصبح كل مواطن مستهدف من هذه الحرب وأصبح الاستهداف أيضا في الأرض وبالتالي أصبحت الحرب وجودية ومن هذا الفهم جاءت فكرة المقاومة الشعبية والاستنفارات ودعم الجيش ومن المؤكد أن الشعب السوداني سوف يستفيد من هذه الحرب .

ويبدو واضحاً أن القدرات العلمية والاحترافية للجيش السوداني كانت عالية جداً إذا قسنا ذلك بالامكانيات العسكرية العالية الضخمة جداً لدى المليشيا مما جعل كل العالم في حالة انبهار، بل إن كثير من الخبراء العسكريين على مستوى العالم كانوا يعتقدون أن الدعم السريع يعتبر أكبر قوة عسكرية في أفريقيا .

لكن واضح أن القوات المسلحة مارست الصبر مع المليشيا وانتهجت سياسة النفس الطويل ، ونحن كمدنيين كنا في حالة توتر شديد بسبب هذه الحرب .

في نظرك ما وجه الاختلاف في هذه الحرب من الحروب الاخرى التي خاضها السودان في فترات سابقة؟

حروب الحركات كانت مطلبية وكفاح مسلح مشروع وهو كذلك كفاح تحكمه قيم وهو ليس ضد الدولة وليس ضد الشعب وأعتقد أن معظم الحركات كانت لديها هذه القيم أما “مليشيا آل دقلو ” ومن خلال الفرصة التي وجدوها حاولوا الاستيلاء على الدولة .

وذلك عبر التآمر والتنسيق مع المجتمع الدولي وبشكل واضح مع دولة الإمارات وبعض دول الجوار ولذلك هناك اختلاف كبير جداً بين الحركات المسلحة والمليشيا .

وإلى أي مدى تعتقد أن السند السياسي الذي وجدته المليشيا هو الذي حفزها للمضي في مشروعها السلطوي؟

بلا شك هناك سند سياسي داخلي داعم بقوة لخط الحركة وهذا السند بدأ منذ الثورة والتي تم اختطافها ونشاهد الآن مايقوم به هذا السند والحلف السياسي بالخارج من تسويق ضد الدولة وما نراه الآن في نيروبي وأديس أبابا وبعض دول الجوار دليل واضح على هذا التسويق .

كيف تقيم دور المغترب السوداني وتفاعله مع قضية الحرب في السودان؟

دور المغتربين واضح جداً ليس في الدعم المادي فقط وانما حتى في السند السياسي فهناك مجموعات كبيرة من المغتربين مستنفرين وشاركت في القتال ، وأعتقد أن مشاركة المغتربين وتضامنهم مع الشعب السوداني كان له الأثر الكبير في تحقيق النصر علي المليشيا كما كان لهم دور فاعل في دعم وتامين حياة النازحين.

هناك من يعتقد أن تجربة الحكم الاتحادي في السودان شجعت على قيام الحركات المسلحة المطلبية هل هذا الإعتقاد صحيح؟

حقيقة النظام الفيدرالي المطبق الآن في السودان منصوص عليه في دستور ٢٠٠٥ وكانت فيه ثغرات وفيه أيضا قبضة مركزية غير مبررة وهذا فعلاً يشجع الأقاليم بقيام الحركات المطلبية ولكن بعد الثورة وبعد وثيقة جوبا تم الإتفاق على النظام اللامركزي .

في حوار ساخن.. الوزير كرتكيلا يضع النقاط على الحروف

” هذا يعني أن النظام الاتحادي لازال هو النظام الأمثل للحكم في السودان؟

نعم لازال هو النظام الأمثل ولولا قيام الحرب لكانت الصورة واضحة وبعد نهاية هذه الحرب سيطبق بنصوص جيدة .

سعادة الوزير..هل يمكن أن تحدد لنا أبرز ثغرات النظام الفيدرالي في السودان؟

أنا أعتقد أن هذا النظام لازال موجود على الورق ولم يطبق بشكل حقيقي حتى الآن لأسباب كثيرة .

هل لديكم رؤية محددة تجاه قضية المصالحات المجتمعية؟

أعتقد أن هذه القضية هى إحدى البنود الأساسية في مصفوفة تطبيع الحياة بالجزيرة باعتبار أن إفرازات الحرب على المواطن كبيرة جدا وبالتالي لابد من وضع اللبنات الأولى لحياة مستقرة وآمنة ويكون التعايش السلمي داخل المجتمعات تحت وطأة المليشيا المتمردة مهم جدا.

حتى يتم تجاوز كل الضغوط والانتهاكات التي تعرضوا لها أثناء وجودهم في مناطقهم مع وجود المليشيا ونحن حقيقة بدأنا بولاية الجزيرة كولاية نموذج باعتبارها (صرة)السودان بما فيها من موارد وخيرات وأعتقد أن قضية التعايش السلمي والمصالحات تمضي على قدم وساق ولكن يبدو أن هناك متاريس يجب إزالتها اهمها الغبن الإجتماعي.

وكذلك الضرر الذي وقع على المواطنين من بني جلدتنا لتعاونهم مع المليشيا ويجب أن يقدم هؤلاء للعدالة والمحاكمات وأي متضرر على الحكومة انصافه والآن هناك مضبوطات بحوذة السلطة وسيتم تسليمها إلى أصحابها عبر إجراءات النيابة وأعتقد أن هذا الجانب مهم لفترة ما بعد الحرب .

البعض يعتقد أن الإدارة الأهلية لعبت دورا سالبا في التحشيد للحرب.. هل لديكم رؤية محددة للإدارة الأهلية في مرحلة ما بعد الحرب؟

هذا صحيح وحتى قائد المليشيا نفسه كان يعقد المؤتمرات وعمل الاستنفارات على مستوى القبائل دون علمنا كمسوؤلين من الإدارة الأهلية ونحن ومن خلال التشاور مع الدولة لدينا تصور للتعامل مع هؤلاء بوضع المعالجات والقرارات لأن المسألة واضحة لكل السودانيين.

ألا تعتقد سعادة الوزير أننا نحتاج الآن إلى قرارات وإجراءات فورية وحاسمة بشأن الإدارات الأهلية؟

نحن الآن لدينا مشروع قانون اتحادي جاهز لتنظيم وضبط مثل هذه القضايا بالاستفادة من التجارب والثغرات الحالية والسابقة ولا أعتقد أن الإدارة الأهلية فقط هى التي ستتم معالجتها فيما بعد الحرب فهناك قضايا كثيرة ستتم معالجتها .

هل تفكرون في إعادة النظر في حجم وعدد الولايات القائمة الآن؟

نحن في الحقيقة قبل الحرب كان لدينا ترتيب لعقد مؤتمر حول قضايا الحكم في السودان ونرتب الآن لتنظيمه ولكن من المؤكد سنعود إلى نظام الأقاليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى