المقالات

في وداع (الاحداث) حزينة جدا..ولكن سعيدة

رحاب عبد الله تكتب:

في وداع (الاحداث) حزينة جدا..ولكن سعيدة

حزنت اليوم بقرار إيقاف العمل في صحيفة (الاحداث) حزنا عميقا،وذلك لأني قبل ان يكون السبب انقطاع رزقي منها الا ان الاهم لديّ انني لم أعد احمل صفة (صحفية بصحيفة الاحداث).

(الاحداث) ليست ملك لاستاذ عادل الباز وحده ،بل نحن (فريق الاحداث)شركاء فيها منذ ميلادها..واصبحت عشق لنا ندافع عنها في كل المنابر.

(الاحداث) تعملت انا فيها أصول العمل الصحفي ..لم تكن المحطة الأولى لي ولكنها الأهم، وذلك لأنها كانت تؤسس للمهنية من كل حوانبها ..علمنا عادل الباز كيف نصنع الحدث وكيف نبني المصادر، وبيّن لنا أهمية موثوقية الخبر..

علمنا كيف ندافع عن قضيتنا ولا نهاب كتابة عمل صحفي مادام لدينا مستندات تثبت ما نشرناه..فخضنا كثير من القضايا في المحاكم وكسبناها كما علمنا احترام المصادر ومعني الوطنية، غرس فينا حب المنافسة فافرد جوائز لافضل عمل صحفي .

الباز ادخلنا العولمة والتكنولوجيا، فمنعنا منذ ان كنا في صحيفة (الصحافة) الكتابة على الورق وملّكنا (لابتوبات وكمبيوترات) حتى نكون صحفيين يشار إليهم بالبنان..عادل الباز افسح لنا مجالات التدريب داخل السودان وخارجه ومكّننا من المشاركة في حضور منتديات خارج السودان.

فأنا شخصيا ذهبت ممثلة ل(الاحداث) في تركيا والصين وجنوب أفريقيا ولبنان ، ما زاد من رصيدي الصحفي..ليس هذا فحسب فكان الباز حريصا على مظهرنا ،ومنحنا رواتب عالية تمكننا من اقتناء اللبس الذي يليق بالصحفيين.

(الاحداث) مكنتني من العمل مع قامات وخبرات صحفية كثيرة لا استطيع حصرها .

وأيضاً علمنا كيف نؤسس علاقات مجتمعية بين فريق الاحداث وكان يصنع الفرح داخل الصالة رغم قيود الانضباط بالعمل .

الان أردت ان اشكر عادل الباز وكل الزملاء مؤسسي(الاحداث) في نسخاتها المتعددة على الفترة الرائعة التي قضيتها معكم، وكان لي شرف العمل معكم واكتساب الخبرات القيمة من خلال التعاون،

كانت تجربة مهمة بالنسبة لي ولن انساها ابدا، أتمنى لكم جميعا التوفيق والسعادة في مساراتكم المهنية والشخصية..نعم حزينة لفراق (الاحداث) ولكن سعيدة بلقاء زملاء وزميلات اصبحوا بالنسبة لي أخوة اعزاء.

واخيرا لعن الله الحرب ومشعلي الحرب لأنهم كانوا سببا في إيقاف(الاحداث) بسبب الأوضاع المالية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى