المقالات

قبيس احمد  يكتب:ماذا تنتظر يا برهان؟ 

الخرطوم  تسامح نيوز

 

من مخازي الدنيا وعجائب الاقدار ان يتجول عدد من النشطاء السياسين السودانيين تحت مسمي ”القوي المدنية والمهنية” متآمرين علي بلدهم وشعبهم جهاراً نهاراً وبلا حياء .

 

ذات الاسماء ونفس الكيانات التي احالت السودان الي بؤرة مشتعلة بالحروب والدمار وشعبها هائم علي وجهه مكسور الخاطر بين لاجئ ونازح هم انفسهم من يتحدثون عن ”لا للحرب” !

 

لا للحرب ليست من اجل السودان وشعبة بل من اجل اعاقة عمل القوات المسلحة والحيلولة دونها ودون الحسم العسكري الذي لاحت بوادره ، انهم يريدون اعادة الحياة للميليشيا ليعود لهم الحكم مرة اخري ، غير عابئين بما حدث من سفك الدماء والاعراض واستباحة المنازل  والممتلكات .

يبحثون عن الديمقراطية والتحول المدني في كمبالا وتحت قدمي الرئيس يوري موسفيني الذي حكم شعبه بالحديد والنار لمدة 37 عاماً كاوضح ماتكون نماذج الديكتاتوريات حول العالم .

ثم يبحثون عنها في اثيوبيا حيث رئيس وزراءها الذي قتل فوق المئة الف مواطن اثيوبي من التغراي ؟ من اجل بقاءه في السلطة ، ومن عجب وقتها رفض ابي احمد اي تدخلات خارجية في حربه ضد التغراي واصفاً اياها بالشأن الداخلي ، ولكنه يتحدث اليوم علنا عن ضرورة فرض حظر الطيران في السودان ونزع  المدفعية الثقيلة عن جيشه ، والنشطاء يستمعون بكل التركيز والانتباه لهذا الرجل صاحب الرصيد الصفري من الامانة والاخلاق ليفتي في شأن السودان !

بالله الا يستحي هولاء وهم يسمعون للرئيس الكيني المجرم وليام روتو الذي ينضح سجله بكل اشكال الجرائم والموبقات وهو يطالب بكل وقاحة ابعاد الفريق عبدالفتاح البرهان من السلطة ؟.

يبدو انهم لايعرفون كرامة السودانيين و( كُبر نفوسهم )  وبغضهم للضيم و التعالي و تجاوز الادب ، معذورون  هم لان سجلهم ملئ بالابتزاز و مواقفهم بالاهتزاز  .

 

السؤال هو ، ما الذي تمثلانه كينيا واثيوبيا للسوان ؟  وكم هو حجم التعامل والتبادل الاقتصادي معهما ؟ بل كم هو مقدار العلاقات الشعبية بينهما وبين السودان ؟ وماهو تاريخهم مقابل تاريخ السودان الباذخ وادواره المشرفة تجاه القارة الافريقية وشعوبها ؟

علي الحكومة السودانية ان تقطع كافة اشكال العلاقات مع كينيا فلن نخسر شيئاً سوي واردات الشاي الكيني ، ومع اثيوبيا التي يحتضن بلدنا  منذ سنوات اكثر من خمسة ملايين اثيوبي هربوا من جحيم ابي احمد باحثين عن اكل لقمة عيشهم في سوق العمالة في السودان وليس من بينهم رجل اعمال واحد .

 

علي الفريق اول عبدالفتاح البرهان ان يدرك ان خطة ”الحفر بالابرة ” لن تجدي  وهو الان في شخصه بات هدفاً يتطاول عليه امثال وليام روتو وابي احمد ويطالبان بإزاحته عن السلطة .

 

السودان وجهته الصحيحة هي مصر ، مصر التي احتملت مئات الالاف من السودانيين الذين نزحوا لها مرغمين بعد الحرب واحتضنتهم بكل المحبة والاحترام ، لان اواصر  التاريخ وعلاقات الجغرافيا ورباط النيل المقدس تقودنا نحو مصر وفي اتجاه جريان النيل وليس عكسه .

 

مايجمعنا مع مصر كثير وكبير  ، وعلي اثيوبيا خطير ، وهاهو الوقت الذي ينبغي علينا ان نستخدم فيه كل عناصر قوتنا وكروت ضغطنا قد حان .

علي الجنرال البرهان ان يحط رحله في القاهرة ليلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي وليعلن انه ماض مع مصر نحو اقصي درجات التكامل و التفاهم وصولا للتنسيق الامني والعسكري الكامل ففي السياسة وإن اغلقت ابواب متسع لابواب جديدة .

لم يعد هنالك وقت لاهداره في علاقات واهنة مع دول تضمر الشر للشعب السوداني ، تسلح اعداءه ، وتقف ضد مصالحه وتحيك له من المكر مايدفع اخري مأمورة ان تستأسد علي السودان للدرجة التي تطالب فيها بازاحة رأس السلطة فيي بلادنا واستبداله ، ليس السودان تلك الدولة التي تقبل الوصاية فهو بِقدَم التاريخ وشموخ النيل وثبات الجبال الراسيات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى