كاتب امريكي يتوقع تمرد في الامارات وانقلاب علي ال زايد

الخرطوم تسامح نيوز
كتب الكاتب الامريكي توم سكاتر في اخيرة الواشنطن بوست مقال بعنوان شئون شرق اوسطية : ان هناك صراع عنيف ومكتوم يجري في دولة الامارات العربية نسبة لتباين الاراء في عدد من الملفات الخارجية .. فامارة دبي مثلا لا يبدو ان اميرها راض عن السياسة الخارجية للدولة فيما يخص حرب اليمن التي طالت وجعلت من امارة دبي مكان مشكوك في درجة امانه نسبة للحرب التي تدور منذ سنوات ضد الحوثيين مما حدا بكثير من الشركات العالمية ان تخفض حجم استثماراتها ، حتي ان حركة التطوير العقارية التي كانت قد انتظمت البلاد قد تباطأت بصورة حادة وملحوظة .. كما ان حركة السياحة ايضا قد خفت بصورة كبيرة وانخفضت معها عائدات الامارة … وايضا يتذمر حاكم دبي من تدخلات الدولة وصرفها علي ملفات خارجية باهظة الكلفة مثل تمويل خصوم اردوغان في الانتخابات التركية لسنوات عديدة وتمويل حفتر في ليبيا وتمويل كيان الحرية والتغيير في السودان قبل وبعد سقوط البشير والي الان وايضا تمويلها لقوات الدعم السريع وقائدها حميدتي بمبالغ كبيرة وطائلة عوضا عن الدعم اللوجستي المكلف ايضا لهذه القوات مما يشكل ارهاقا كبيرا لخزينة الدولة خصما علي مشروعات التنمية في الدولة .. كما ان هناك راي عام في لسعودية ضد ان تترك السعودية السودان ليحترق في هذه الحرب ويرون انه كان علي السعودية ان تدعم الجيش السوداني بقيادة البرهان ضد القوات المتمردة بقيادة حميدتي لان السودان يقاتل في اليمن لصالح السعودية وقد تفقد السعودية هذا السند العسكري اذا ما ذهبت للنهاية في مغامرة الامارات بدعم قوات حميدتي التي تمردت علي الجيش في السودان ، كما ان هناك تململ كبير في امارات اخري تري في سياسات محمد بن زايد انها متهورة ومتعجلة وغير محسوبة العواقب فمثلا كتب عدد من الناشطين الاماراتين عن ما هي الجدوي من تدخلنا في دولة مثل تشاد او افريقيا الوسطي وما الفائدة التي ستجنيها دولة الامارات من مساندة او تغيير نظم الحكم في مثل هذه الدول ؟ …كما ان علاقة الامارات بجيرانها لم تعد كما كانت عليه في السابق ، فلا تزال العلاقات متوترة مع جارتها قطر وتشوبها اجواء عدم الثقة والشك والريبة … ولاتزال العلاقات ايضا باردة مع دولة سلطنة عمان بل تكاد تكون منقطعة عدا بعض مظاهر البروتوكولات الدبلوماسية الاعتيادية .. اما علاقتها مع المملكة العربية السعودية فان بها الكثير من الثقوب بسبب الاختلافات في وحهات النظر كما ان سياسيين سعوديون يرون ان الامارات باتت تتغول علي مكانة الدولة السعودية وتنافسها اقليميا بل انها اصبحت عراب السياسة الخليجية واصبحت الحكومة السعودية تابع لها … كما ان عدد من الدول العربية المتوجسة من سياسات الامارات اصبحت ايضا متوجسة من سياسات المملكة العربية السعودية بل تتحاشي التوغل في اي امور قد تجمعها مع نظام هاتين الدولتين بسبب التطرف الشديد الذي تبديانه تجاه عديد من القضايا التي تهم الدول العربية … وينحو الكاتب الي امر اخر وهو اتخاذ مصر سياسة اكثر رشدا وحكمة في تعاملها مع قضايا الدول العربية مما اكسبها حضورا جيدا ولا يخفي علي المراقب ان دولة مصر في الخمسية الاخيرة قد اتخذت منحي اخر غير المنحي السياسي البحت اذ انها تركز علي اقامة مشروعات اقتصادية بحتة دون وضع اجندة سياسية مكبلة لها او للدول التي تتعامل معها مما جعلها تنجح في ابرام اتفاقيات كبيرة ومثمرة مع عدد من الدول الاقليمية حولها مما جعل من التعامل معها امرا جاذبا في حين ابتعدت عديد من الدول من الاقتراب والتعامل مع دولتي الامارات والسعودية بسبب فرضهم اجندات سياسية باهظة ومكلفة .. عموما يبدو ان هناك اختلاف كبير داخل دولة الامارات علي مستوي العائلات الكبيرة التي ينحدر منها الامراء والامارات تشي بان هناك نذر صراع قوي وعنيف سيطفو قريبا الي السطح وقد يفضي الي انقلاب ربما او حركة تغيير عنيفة وجذرية قد تذهب بعائلة بن زايد من المشهد السياسي في هذه الدولة وهذه مسالة ساتطرق اليها في مقال قادم قريب لان بها كثير من التعقيدات والخفايا التي تحتاج الي توضيح : المقال ترجمة الكاتب سعدي اقجد : لندن ٢ يوليو ٢٠٢٣ *..