كارثة مجزرة معسكري زمزم وأبوشوك..

كارثة مجزرة معسكري زمزم وأبوشوك..

قرارات مجلس الأمن الدولي …بين الشجب و الٱدانة والتواطؤ

محلل سياسي: سياسة الكيل بمكيالين هي المهيمنة على قرارات مجلس الامن

خبير استراتيجي:بيان مجلس الأمن بشأن معسكر زمزم لم يتجاوز لغة الشجب والإدانة

الحكومة السودانية تطالب مجلس الأمن بإتخاذ خطوات ملموسة تحول دون افلات المجرمين من العقاب

تقرير:أحمدقاسم

طالبت الحكومة السودانية اكثر من مرة المجتمع الدولي باتخاذ موقف رادع تجاه مليشيا الدعم السريع وداعميها وتصنيفها منظمة إرهابية ، واتهمت هيئات ومنظمات حقوقية المجتمع الدولي ومنظماته بغض الطرف عن الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوداني .

وكان مجلس الامن دولي قد اصدر بيانا أدان من خلاله الإنتهاكات التي تعرض لها النازحين في معسكرات زمزم وابوشوك وشدد مجلس الامن الدولي عبر بيانه على ضرورة محاسبة مليشيا الدعم السريع وجميع مرتكبي الهجمات على المدنيين في السودان مجددا الدعوة إلى وقف فوري للقتال وتهدئة الأوضاع في الفاشر وما حولها ، كما دعا مليشيا الدعم السريع لرفع الحصار عن الفاشر

كما عبر مجلس الامن في بيانه عن قلقه إزاء تصاعد العنف في شمال دارفور خاصة في مدينة الفاشر وما حولها من خلال التقارير عن هجمات للدعم السريع أدت لمقتل 400 مدني بينهم أطفال و11 عامل إغاثة وحث من جهته جميع الأطراف في السودان احترام وحماية العاملين في المجال الإنساني ومقارهم وممتلكاتهم وتسهيل وصول المساعدات بشكل آمن إلى جميع المناطق.

وقال : نشجع الأطراف بالسودان على الانخراط بحسن نية في حوار سياسي من أجل وقف دائم لإطلاق النار كما نحث جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يؤجج الصراع في السودان.

وتزامن هذا الموقف من مجلس الأمن مع دخول الحرب عامها الثالث، وسط دعوات من وكالات الأمم المتحدة إلى تحرك دولي فوري ومنسق لتخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة الناجمة عن النزاع، ومن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش الذي قال إن السودان لا يزال عالقاً في أزمة ذات أبعاد مذهلة يدفع فيها المدنيون الثمن الأعلى»، مطالباً بـ«إنهاء هذا الصراع.

ووافق اعضاء مجلس الأمن بإجماع الأعضاء الـ15 فيه على البيان، الذي أبدوا فيه القلق حيال تقارير تفيد بأن هجمات قوات الدعم السريع أدت إلى مقتل 400 شخص على الأقل، بينهم أطفال وما لا يقل عن 11 عامل إغاثة.

ترحيب:

ورحبت الخارجية السودانية من جانبها ببيان مجلس الأمن الدولي وطالبت بفرض عقوبات رادعة على مليشيا الدعم السريع ورعاتها، من أجل فك الحصار عن الفاشر حاضرة شمال دارفور.

وقالت الخارجية أن ميليشيا الدعم السريع قابلت مطالبات مجلس الأمن بتصعيد هجماتها على معسكرات النازحين، وتشديد ووصول الإمدادات الإنسانية لمدينة الفاشر، في إطار حملة الإبادة الجماعية، التي تنفذها ضد مجتمعات دارفور، بإشراف من راعيتها الإقليمية.

وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات تحول دون إفلات المسؤولين عن الانتهاكات من العقاب، بالقول: «آن الأوان للمجتمع الدولي اتخاذ خطوات ملموسة ضد المسؤولين عن تلك الفظائع لتأكيد مبدأ عدم الإفلات من العقاب».

الكيل بمكيالين:

الكاتب والمحلل السياسي على صالح قال في حديثه ل ( تسامح نيوز) إن قرارات مجلس الامن الدولي تحركها عوامل وضغوطات وتخضع لعوامل سياسية وإستراتيجية وخاصة إلى مصالح الدول الكبرى، وتحديدا تلك التي تتمتع بحق النقض لأي قرار لا يتماشى مع مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية.

مشيرا في حديثه إن سياسة الكيل بمكيالين هي المهيمنة على قرارات مجلس الامن الذي ظل يتغاضى عن الدعم الدولي والإقليمي للتمرد والذي اطال أمد الحرب.

ودعا صالح الحكومة السودان للسير في اتجاه مقاضاة الدول الضالعة في الحرب كما فعل في دعواه ضد الإمارات لدى محكمة العدل الدولية.

ازدواجية المعايير:

فيما قلل المحلل والخبير الاستراتيجي عبدالله كرامة عن اهمية بيان مجلس الامن الذي ادان جريمة المليشيا في معسكر زمزم معتبرا بأن لغة البيان لم تتجاوز الشجب والٱدانة كما هو معتاد مستبعداً اي خطوة فعلية وعملية من قبل المجتمع الدولي ومنظماته تجاه ما الجرائم المروعة التي مازالت ترتكبها مليشيا الدعم السريع في حق المدنيين العزل وآخرها مجزرة معسكريي زمزم وابوشوك بمدينة الفاشر.

وقال عبدالله كرامة في حديثه ل ( تسامح نيوز) إن سياسة ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المجتمع الدولي من داخل مجلس الأمن في التعامل مع القضية السودانية تظل مجرد حديث يشجع المليشيا بمزيد من التصعيد تجاه المدنيين وتنفيذ مخططاتها بتهجير سكان الفاشر كما فعلت مع من قبلهم .

ويرى عبدالله كرامة إن مجلس الامن من المفترض ان يكون آداة للتنفيذ لا مجرد هيئة تطالب وتناشد كغيرها من المنظمات الحقوقية الناشطة.