
في مثل هذا اليوم من العام الماضي رن هاتفي وأنا في معسكر الإحتياط أن زوجتي على أعتاب ولادة وأنها ذهبت مع أمي إلى المستشفى أقرب مستشفى للمنزل كان مستشفى بشائر ولكنهم لم يستقبلوها بعدها إلى ابراهيم مالك وأيضا لم يستقبلوها ثم الأكاديمي والتميز وسعد ابو العلا وقتها كنت أقود بضع وخمسين جنديا بقوات الإحتياط تقلصوا لظروف إلى ٢٨ جنديا وكانت قوات الدعم السريع تهاجم المعسكر ب ٥٥ عربة بواقع عربتين ضد كل فرد لم ينالوا منه شبرا بفضل الله ثم سواعد الرجال
زورت حديث في نفسي أن أخرج وأفتش عن مستشفى تضع فيه زوجتي مولودها ولكن كان حديث الشطر الآخر من النفس أن هذا فرار من الزحف كما أقول لصديقي ضمرة Ayman Alamin فقررت أن اظل في معسكري ولا أبرح جنودي
المهم كان توجيهي لأهل بيتي أن هناك قابلة قانونية بالمركز الصحي جوارنا وعليهم أن يتركوا المستشفيات للربكة الحالية بسبب الحرب ويذهبوا إليها بحمد الله وضعت زوجتي طفلي آصف هذا نسأل الله أن يحفظ أولادي جميعا
الذي احفظه للشهيد محمد الفضل أنه أصر علي أن أذهب ساعتين لأحمد السلامة لهم ووفر لي الوسيلة ذهابا وإيابا مع الأخ طه صديق فضل ولا أنساها له صديقي وحبيبي
سنة كاملة ولم أره سوى سويعات هو واخوته
سنة كاملة ولم أسمع بابا من شفتيه
سنة كاملة لم ألاقي فيها أبي وأمي واخوتي عدا أخي Anas Salem قبل يومين
سنة كاملة وهم غير آمنين كما الشعب السوداني
سنة كاملة ونحن مغتربون طوعا أو كرها
سنة كاملة والدعم السريع يفرق بين المرء وزوجه كما السحرة
سنة كاملة وهم يعيثون في الأرض فسادا تشريدا وتنكيلا وتقتيلا
سنة كاملة نسأل الله أن يتقبل من كل جندي واقف على ثغر يسده وأن يجعل عمله خالصا لوجه الله
نسأل الله أن تعقب هذه السنة الشديدة أعواما من الرخاء وأن ألاقيهم في أحسن حال والسودان ينعم بالأمن والأمان
آخرا وليس أخيرا
(آصف أويس) كل عام وأنت بألف خير وصحة وسعادة واخوتك
أخيرا
أم أمامة العزيزة إلى النفس والساكنة في القلب شاكر للرعاية والصبر والمجاهدة في التربية وفي الحفظ في النفس والمال جزاك الله الخير كله
شاكر لكثير ممن فقدني في أهلي وأخص بالذكر أهل زوجتي ثم أصدقاء المدرسة وجامعة السودان ورفقاء ديوان الضرائب وأصدقاء في هذا الأزرق الذي نخط عليه وما بخلوا علينا مالا ولا دعاء أقول لكم جزاكم الله كل خير
مرة ثانية آصف كل عام وأنت بألف خير