المقالات

كمال كرار يكتب….. قصة الدولار الجمركي

الصندوق الدولي يأمر وحكومة الثورة تستجيب …
والأوامر لا تنتهي ..رفع دعم .. تعويم جنيه .. ودولار جمركي …
وقصة الدولار الجمركي عجيبة إذ لا يوجد في الواقع أي ورقة تسمي دولار جمركي .. ولكن زيادة الرسوم الجمركية لأغراض خبيثة تتطلب اللعب بالمصطلحات .
لحساب الجمارك كانت الرسوم تؤخذ كنسبة من قيمة محددة سلفا لدي سلطات الجمارك بالدولار ..
فلنقل ان الرسوم علي الاجهزة الكهربائية تبلغ 20%وأن شحنة من هذه الاجهزة بمبلغ 50 الف دولار حطت رحالها في ميناء بورتسودان ..فكم تبلغ الرسوم المأخوذة عليها ؟
لأسباب سنذكرها لاحقا يتم تقييم قيمة الشحنة بالجنيه بسعر تفضيلي قدره 15 جنيه للدولار .. وبالتالي تصبح القيمة 750 الف جنيه .. وتؤخذ منها الرسوم بالنسبة المحددة اعلاه وهي 20%بما يعادل 150 ألف جنيه .. وهذه الرسوم الجمركية يضيفها المستوردون لسعر هذه الأجهزة ويدفعها المستهلك في النهاية.
الآن الصندوق وعملائه بالخرطوم يريدون للجمارك حسابا مختلفا واتفرج يا سلام.
نفس الشحنة السابقة وبنفس القيمة تضرب في 120 وتؤخذ منها قيمة الجمارك والحاصل مليون وميتين ألف جنيه..ومعناها ان الزيادة في الرسوم الجمركية بلغت 700%…
ومعناها أن أسعار هذه الاجهزة ستزداد بنفس النسبة..وقس علي ذلك كل اسعار السلع المستوردة..
دي بس المناظر التي ستحدث الآن استجابة لشرط الصندوق اللعين ..لكن الفيلم في أول يوليو القادم وعندها نفس الشحنة تضرب في قيمة السوق الاسود للدولار ولنقل 375 وتؤحذ منها الرسوم والحاصل 3 مليون و750 ألف جنيه بزيادة قدرها 2400% عن قيمة الجمارك اليوم ..
وقل لي ماذا يحدث ؟ يزداد التضخم وترتفع الاسعار وتزيد معاناة الناس …
وتزداد كلفة الانتاج المحلي الزراعي والصناعي طالما ارتفعت اسعار المدخلات المستوردة.
ويزداد الانفاق الحكومي في بنود التسيير والتنمية بنفس الأسباب ..
وبالتالي يزداد عجز الموازنة والحل جاهز الطباعة رب رب وينهار الجنيه والدولار يصل السماء والجوع يقتل الناس الفقراء ..وتستفيد الرأسمالية العالمية حين تحصل علي صمغ رخيص ولحوم ارخص وسمسم وغيره طالما أن الجنيه واقع ..
ولكن ينسي كل هؤلاء أن للصبر حدود وأن الشعب السوداني قادر علي ايقاف هذا العبث بجملة عنوانها( الحل في البل )
وأي كوز مالو ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى