المقالات

لـواء ركن (م) د. يونس محمود: بحر القيادة يكذّب الغطّاس

تسامح نيوز | الخرطوم

لـواء ركن ( م) د. يونس محمود: بحر القيادة يكذّب الغطّاس

لـواء ركن ( م) د. يونس محمود.

من الأقوال الشهيرة المدونة في الأجهزة الإعلامية في بدايات الحرب ما قاله ( *البعاتي* ) حميدتي لقناة ( *الحدث* ) أنه على البرهان أن يستسلم بس، لو ما إستسلم بنستلمه ، ونحن محاصرنه الآن في القيادة .

وما قاله أخوه الهطلة عبد الرحيم ( *أنا محاصر برهان تلاتة شهر ونص،* *وهو طلع بطيارة هليكوبر صغيييييرة،* *وطلع حفيان لابس سفنجة* ) .

وماقاله ( *المشوطن* ) يوسف عزت لقناة الجزيرة: أنه على البرهان أن يكتب طلب إذن بالخروج من القيادة ( *لحميدتي* ) حتى ينظر فيه، يأذن ام لا.

لـواء ركن ( م) د. يونس محمود: بحر القيادة يكذّب الغطّاس

من خلال هذه الأقوال يمكنك أن ترسم صورة للأوضاع العسكرية لحظتها، وتستشف مقدار الغرور الذي يطفح بين ثنايا التصريحات والرسائل الواضحة للجميع بأن الأمر قد إنقضى تمامًا، ولم يبقَ غير إستسلام البرهان طواعية، وهزيمة وإنكسارًا، أو إستلامه بالقوة القاهرة،

ووضع الكلابيش في أيديه، وأيدي الدولة السودانية من ورائه وأيدي الشعب السوداني، الذي سيخدم إجباريًا في مملكة آل دقلو، ويخضع لحكومتهم الجاهزة، المكوّنة من ( *القحاطة* ) نفس مجموعة الإطاري، والإعتراف بها جاهز كذلك، بتبرير أنها الأمر الواقع وأفضل الخيارات المتاحة، وزفة التظاهرات المؤيدة جاهزة لتخرج أولاً من ( *بري* ) لتزحف على ميدان الإعتصام لمباركة الخطوة الثورية،

وآخرون ربطوا الكرفتات وسنّوا حديد ألسنتهم لمخاطبة الرأي العام المحلي والخارجي ، بتأييد ( *شعبنا* ) لهذا التغيير المتماهي مع أهداف ثورة ( *ديسمبر المجيدة* ) وبهذا يكون الأمر قد حُسم لمصلحة المشروع الواهم، والتخطيط الني والتدبير والمكر البائر.

لـواء ركن ( م) د. يونس محمود: بحر القيادة يكذّب الغطّاس

كان هذا في صبيحة يوم السبت الرابع عشر من شهر أبريل للعام ٢٠٢٣م ، لكن للبرهان ولمن يمثّله من قيادات وفرق الجيش، وتشكيلات الجيش وصنوفها ، وألوية الجيش، وأفرع القيادة، كان لهم رأي مغاير، ومقابل لهذا الموقف الطارئ، فعكفوا على المعالجة بما تقتضيه الحال،

وبطريقة الشيخ العالم العارف، فبدأت اللعبة برمي الأوراق، ومعرفة النوايا والإستدراج، والإستنزاف، كما يفعل ( *محمد على كلاي* ،،،، *رحمه الله* ) يحلّق كالفراشة، ويلسع كالنحلة، ويصب الضربات المُحكمة في فك الجنجويد، فتخور قواهم شيئًا فشيئًا، ويهرب القائد المحاصر للقيادة، في إنتظار تسليم أو إستلام البرهان

، يهرب بعيدًا جدًا ، لا يُسمع له صوت إلا من خلال تسجيلات صوتية، لا يدري أحد حقيقتها، ولا يظهر إلا من خلال فيديوهات مسجلة غير مباشرة، تاركًا ( *الأشاوذ* ) بلا قيادة غير الخونة من حفنة الضباط الذين غلبت عليهم شقوة المصلحة والإرتباط الشخصي بالهالك، وهم يحملون وزر الخيانة، ويعانون وخز ما تبقى لهم من ضمير،

وينطوون على خوفٍ بارد يسري كالعياء في أوصالهم مما يضمره الجيش من ( *رأي* ) ويعلمون إستحالة أن تنتصر حثالة من معهم من الأشتات والمجرمين، والرمتالة ، والمعاقين نفسيًا، إستحالة أن ينتصروا على الجيش السوداني، بكل أمجاده ، وتاريخه ، وعلومه ، ومعاهده ، ورجاله ، وما يمثّله من إرادة أمته، وكرامة شعبه، وعزة وطنه.

نعم لا يُمكن ذلك بحول الله وقوته .

وكذلك هرب الهطلة عبد الرحيم وهو يتحسس تراب الخزي فوق رأسه الغافل عن حراسة برهان ( *تلاتة شهر ونص كما قال* ، *وهو لا يعرف جمع الشهر ولا طرحه* ) وهام في الصحراء يستسقي سراب الفاشر، علّه يروي عطشه للسُلطة، يخالط البعاشيم والهوام في أكثر مشاهد الحياة إثارةً وغرابة، من رجل كان في سعة من كل شئ، غررت به مجموعات ( *قحط* ) ففقد كل شئ.

أما المشوطن يوسف عزت فقد تبرأ تماما وأنكر أي إنتماء للجنجويد، مما يؤكد أنه يعاني على المستوى ( *النفساني* ).

الآن مباراة الملاكمة دخلت آخر حلقاتها، ووجه الجنجويد متورم دامٍ، تغيّرت ملامحه الملساء المترفة، إلى قُبح كالح، وشعور متسخة ( مقملة ) وأزيائه البهية الأنيقة، إلى أثمال بالية، وعباءات نسوية للتمويه والهروب المشين، ومركباته الجديدة، إلى خردة، وإستخدام بدائل من التكاتك، والحمير لجر وتحميل المدافع.

وتحول جمعه من المنتفعين والأرزقية ،إلى متبرئين منه ، عاتبين عليه.

أما وقد عاد البرهان إلى القيادة جهرًا، وغاب محاصروه قهرًا، فقد إنطوت صفحات الحرب بهذا النصر العزيز الفاصل، الذي أدخل الفرح على كل السودان وأهله الكرام ( *عدا القحاطة بالطبع* ) وعرف الناس سير وأخبار البطولة والأبطال، الذين سعدت بهم صفحات الخلود، مؤكدين أن الجيش السوداني، صنف مختلف عن الجيوش، في قدرته على الصبر، وحنكة قياداته، ودقة خططه، وعزمه وتصميمه ، وشجاعة جنوده، وبسالتهم.

القيادة العامة للقوات المسلحة، بحرٌ زاخر من العطاء النوعي، ممتد عميق، من أراد أن يزايد على عبوره فليدنو منه ليعرف كم هو كاذب أشر، ومغامر متهور أحمق.

وهذه حقيقة الشعور الذي يعتور الجنجويد، إذ يقول لسان حالهم ليتنا لم نسمع كلام ( قحط ) ولم نتحدى الجيش، ولات حين مندم.

مبارك النصر المؤزر

تقبل الله الشهداء

والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى