لماذا تحاشت أمريكا ذكر اسم الإمارات؟!!
يكتب – غاندي إبراهيم
فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على شركات كولومبية ظلت تستجلب المرتزقة للقتال في صفوف مليشيا الجنجويد، واعترفت بدورهم المباشر في سقوط مدينة الفاشر، وهي خطوة تبدو في ظاهرها حاسمة، لكنها في جوهرها تثير أسئلة تحتاج إلى إجابات .
فالخزانة الأمريكية عاقبت الأدوات، لكنها تجاهلت اليد التي تحرك كل شيء، لم تسأل عمّن موّل تلك الشركات، ولا من يدفع ملايين الدولارات لاستيراد المرتزقة وفتح الباب أمام تدفق السلاح والدم إلى السودان.
والأخطر من ذلك: لم تقترب من الدور الإماراتي، رغم أن واشنطن تعلم كما يعلم الجميع أن الدعم اللوجستي والعسكري للمليشيا لا يزال يتدفق عبر بوابات معلومة وبطائرات معلومة.
طائرات الإمارات تواصل خرق الأجواء السودانية حتي هذه اللحظة ، ورحلاتها إلى مطار نيالا لم تتوقف عن إنزال السلاح والمرتزقة، والخزانة الأمريكية تصمت صمت يثير الدهشة!
ونحن هنا بدورنا نطرح تساؤل: هل تريد واشنطن حقًا وقف الحرب؟ أم أنها تكتفي بمعاقبة صغار اللاعبين، بينما تعفي الكبار الذين يشعلون الحريق ويغذّونه؟
الحقيقة أن أي حديث عن محاسبة الجناة يظل ناقصًا إن لم يشمل من يمول، ومن يسير الجسر الجوي، ومن يحول السودان إلى ساحة حرب بالوكالة، العقوبات على الشركات الكولومبية خطوة… لكنها ليست الخطوة المطلوبة، فالفاعل الأساسي ما زال خارج دائرة الاتهام، والدم السوداني لا يزال ثمنًا لصمت مريب.
آن الأوان لقولها بوضوح: لا سلام في السودان ما دامت الإمارات تعبث، وما دامت واشنطن تغض الطرف.
اوقفوا الدعم الإماراتي تقف الحرب بالسودان.
