المقالات

لواء شرطة(حقوقي) د. الطيب عبدالجليل حسين محمود (المحامي) يكتب : أيام ذا فيلد مارشال اوف سودان بوليس

خواطر استياء وتذمر من نظامي متقاعد في المعاش عمل أربعة عقود لدى حكومة السودان في سلك الجندية ضابط شرطة بقوات الشرطة السودانية، وعنوان الخواطر(أيام ذا فيلد مارشال اوف سودان بوليس)، لا أجد لها ترجمة للعربية أو التركية أو الفارسية، للقياس عليها من مسميات باشبوزوق، اميرلاي، شاويش، بيك شاويش، صاغ، حكمدار، قمندان، ليفتنانت، جنرال، قائمقام ، …..الخ، للتعبير عن مدى الاستياء والتذمر لفوضى الرتب العسكرية التي يحملها آخرين على اكتافهم أو ينطق بها مستضيفين في وسائط الإعلام المرئي والمقروء والمسموع.
وتذمرى واستيائي في سخريته هي غيرة وعصبية مهنية إيجابية تجاه وظيفة سلك الجندية في الخدمة العامة وفي الخدمة المدنية، لاعتبار بنيوية جذر أصل سلك الجندية هو الخدمة المدنية، فكل ما هو عسكري بطبيعته، هو مدني ويحمل طبيعة مدنية في داخله. ولكني اخترت رتبة عسكرية لشخصي أنا الذات العبد لله والفقير لربه
Iam the field
marshal of Sudan police
وبتعبير اخوتنا في جنوب السودان عندما كان السودان مليون ميل مربع (انا بنج تور كبير)، ولذلك في فوضى الرتب العسكرية المتداول حملها شيك دون رصيد بالشراء للرتبة العسكرية من نوافذ محلات أماكن البيع، وعلى قارعة الطريق من بائعين جائلين. فإني وكأولئك الآخرين على حريتي واختياري اتقلد ارفع المناصب في الرتب العسكرية لأجهزة القوات النظامية بإرتدائي ولبس علامة رتبة The field marshal of Sudan police قياساً على رتبة The field marshal of Russia وقياساً على رتبة The field marshal of China
لاعتبار انه ليس عندي في الأمر عجب أن تشاهد في وسائط الإعلام الرسمي تكرار مشاهدة أشخاص يحملون عصا(عكاز) برتبة فريق أول ورتبة فريق ورتبة لواء …..الخ في مشهد ومنظر مؤذي وعلى أعين من أجهزة الدولة وفي احتفالية هي من أعمال الدولة.
استغرب في نفسي، وأسأل أين أصحاب الشأن من كبار الضباط وصف الضباط في خدمة القوات النظامية من هذا الانحلال الفوضوي، ألا تثير تلك المشاهد والفوضى شجن عقيدة العصبية المهنية، وإثارة نازعة الغيرة المهنية على ما يجري من تحقير واساءات لرمزية الرتبة العسكرية التي يحملها أشخاص لا هوية نظامية لهم للتعرف عليهم؟ أم يا ترى إجماع سكوتي انعدمت عقيدة عصبية المهنية وسط قيادات أجهزة القوات النظامية بمسمياتها الأخرى؟ وهل يا ترى حاملي الوظيفة والمهنة في الخدمة المدنية من الأطباء والمهندسين والقضاة واستشاريو القانون والمحامين والمحاسبين واساتذة التعليم العام واساتذة الجامعات والتعليم العالي …… الخ كان أي منهم سيلوز بالصمت والسكوت على تحقير واساءة مهنته ووظيفته بأن يشغلها غير المؤهلين والجدير بها ويتكلم باسمها في وسائط الإعلام؟
ومخرج من مدخل فوضى الرتبة العسكرية هذه الأيام، استدل بمشهد درامي فيه يفاجئ الممثل القدير الكبير عادل امام بطرح سؤال على ممثل آخر يؤدي دور ضابط برتبة لواء(يا سعادة اللواء الضابط الاستراتيجي مؤهله العلمي إيه؟).
ويا أيها السادة قيادات أجهزة القوات النظامية في الخدمة النظامية، انا في المعاش استحي أن أقول رتبتي العسكرية، فكيف يقولها نطقاً بها كبار قيادات أجهزة القوات النظامية؟ أعيدوا للرتبة العسكرية شرفها واحترامها، وإلا على الساكت اللعنة والهوان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى