
مؤتمر القاهرة: فرصة أخيرة لإنقاذ السودان وسط تحديات كبيرة وآمال دولية
صحفي سوداني: المؤتمر يمثل الفرصة الاخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه في السودان
محلل سياسي:فشل المؤتمر يزيد من تعقيد الأزمة في المشهد السوداني
تقرير: محجوب ابوالقاسم
دخلت الحرب في السودان عامها الثاني مما تسببت في كثير من المشكلات التي ظل يعاني منها الشعب السوداني في مختلف القضايا فكانت هنالك العديد من المبادرات من الدول الصديقة للسودان لنزع فتيل الازمة حيث كان لجمهورية مصر العربية الكثير من المبادرات ومنها المؤتمر الذي سينعقد في السابع من يوليو الجاري بالقاهرة.
ويعد مؤتمر القاهرة لجمع السياسيين السودانيين فرصة حقيقية لإحداث تغيير إيجابي في مسار الأزمة السودانية ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهه فإن توفر الإرادة السياسية والدعم الدولي يمكن أن يسهم في نجاحه ويبقى الأمل معقودًا على أن تتمكن الأطراف السودانية من استغلال هذه الفرصة لتحقيق السلام والاستقرار الذي طالما انتظره الشعب السوداني.
وسنلقي الضؤ على فرص نجاح المؤتمر وتأثيره المحتمل على المشهد السياسي السوداني.
الدور المصري في الحل:
تأتي استضافة القاهرة للمؤتمر في إطار دور مصر التقليدي كلاعب إقليمي مؤثر وبالنظر إلى العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين تسعى القاهرة من خلال هذا المؤتمر إلى لعب دور الوسيط بين الفرقاء السودانيين مع التركيز على تحقيق تفاهمات تقود إلى خارطة طريق لحل الأزمة السودانية.
الاطراف المشاركة:
قدمت الحكومة المصرية الدعوة للعديد من الأحزاب للمشاركة ومن المتوقع ان يضم المؤتمر مجموعة واسعة من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة الموقعة على السلام ومنظمات المجتمع المدني السودانية.
أبرز التحديات :
توجد العديد من التحديات التي يمكن أن تواجه المؤتمر ومنها
تعدد الأطراف واختلاف الأجندات حيث يشمل الطيف السياسي السوداني جهات متباينة في رؤاها ومصالحها مما يصعب الوصول إلى توافق شامل.
وكذلك غياب الثقة حيث تعاني العلاقات بين العديد من الأطراف من انعدام الثقة سواء بين السياسيين أو بين الشعب السوداني والنخبة السياسية.
وياتي عامل التدخلات الخارجية من التحديات ايضا وتوجد مخاوف من أن تؤثر التدخلات الخارجية على نتائج المؤتمر حيث تسعى بعض القوى الإقليمية والدولية إلى تحقيق مصالحها الخاصة.
عوامل نجاح المؤتمر
بالرغم من التحديات المذكورة الا ان هناك ضؤ في آخر النفق وعوامل يمكن أن تسهم في نجاح المؤتمر نذكر منها الدعم المصري الكبير وتعتبر القاهرة منصة محايدة قد تساعد في تخفيف حدة التوترات وتسهم في خلق أجواء إيجابية للحوار وايضا خبرة مصر الكبيرة في مجال الوساطة لان مصر تمتلك تاريخا طويلا في مجال الوساطة في النزاعات الإقليمية مما يعزز من فرص نجاح جهودها.
وياتي عامل الإرادة الدولية من اهم العوامل لنجاح المؤتمر حيث يحظى بدعم دولي واسع خاصة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مما يعزز من مصداقيته ويزيد من الضغط للتوصل إلى اتفاق.
فرصة اخيرة للحل
الصحفي السوداني والمهتم بالشان السياسي الأستاذ عبود عبد الرحيم قال ان المبادرة المصرية لجمع الفرقاء السودانيين في القاهرة تمثل الفرصة الاخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه في السودان وخطوة متقدمة يمكن ان تساعد على دفع جمعي لإنهاء الحرب .
واضاف عبد الرحيم المطلوب ان ترتفع القوى السياسية لمستوى المسؤولية الوطنية وتطلعات الشعب السوداني واحترام وتقدير الجهود المصرية.
وظلت الخلافات السياسية هي المعضلة الحقيقية التي تعترض طريق التوافق السوداني، فاذا تواصل بحث القوى السياسية عن انتصارات ومكاسب ذاتية فان على السودان السلام .
سيناريوهات محتملة:
المحلل السياسي الدكتور أمين محمد أكد على وجود عدد من السيناريوهات المحتملة وقال من أبرزها التوصل إلى اتفاق شامل وذكر بأن هذا السيناريو يتطلب تقديم تنازلات متبادلة من جميع الأطراف، والتركيز على المصلحة الوطنية فوق المصالح الذاتية الضيقة والسيناريو الثاني يمكن أن يحدث اتفاق جزئي وقد يتمكن المؤتمر من تحقيق تقدم جزئي كالاتفاق على بعض المبادئ العامة أو تشكيل لجان لمتابعة الحوار.
وأضاف محمد أن السيناريو الاصعب هو فشل المؤتمر وفي حال عدم قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها، قد ينتهي المؤتمر دون تحقيق نتائج ملموسة مما قد يزيد من تعقيد الأزمة في المشهد السوداني.
في الختام يبقى نجاح مؤتمر القاهرة رهينا بمدى التزام الأطراف السودانية بروح التعاون والتوافق من أجل مستقبل أفضل للسودان حيث ينتظر السودانيون مخرجاته وبدأ الأمل عليها كبيرا .