ما بعد زيارة عباس كامل للسودان ..ما السيناريوهات المتوقعة
مابعد زيارة عباس كامل ..هل ينتقل ملف وقف حرب السودان الى مصر ؟!
اميركا ترغب فى دور مصرى اكبر لانهاء حرب السودان بعد غزة
عباس كامل نقل رسالة اميركية للبرهان ويعمل على احياء اتفاق (المنامة) بين الجيش والدعم السريع
بعد ساعات من مغادرة مدير جهاز المخابرات المصرى الوزير عباس كامل بورسودان ،عقد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ،لقاء صحفى ،قال فيه انهم رفضوا كل الوساطات التى دعتهم للالتحاقبمنبر جنيف بمافى ذلك المحاولة الاخيرة التى جرت امس ،لكن ثمة مؤشرات تكشف عن دور اكبر قد تطلع به مصر لوقف الحرب.
عودة الى الساحة:
لاتنفصل زيارة مدير المخابرات المصرية عباس كامل الى السودان ،عن عودة مصر للمشاركة فى مساعى حل الازمة ، وذلك بعد ان جرى تغييبها من قبل القوى الغربية والاقليمية ،عن خطة ادارة وهندسة الاوضاع السياسية والامنية فى السودان عقب الاطاحة بالبشير .
ولم تخفى مصر تحفظاتها على المشروع الاقليمى الغربي تجاه السودان وبخاصة محاولات تجريف القوات المسلحة واصر مسؤوليها عدة تصريحات تؤكد اعتراضهم على احلال المليشيات محل الجيش.
وبحسب مراقبين ،ادركت الولايات المتحدة مؤخرا تحفظات وملاحظات مصر تجاه التدخلات الجارية فى الشأن السودانى ومايترتب عليها من اثار سالبة على الامن المصرى والاقليمى فعمدت اميركا لفتح قنوات تشاور مستمرة مع مصر حول سبل وقف الحرب فى السودان.
وفى هذا الصدد تكلم الرئس الامريكى جو بايدن مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي مرتين حول السودان فى خلال اسبوع واحد كما فعل وزير الخارجية الامريكى مع نظيره المصرى ذات الشيء .
تراجع اولويات:
وعقب انهيار جولة محادثات جنيف الا من التزامات احادية من الجيش ومليشيا الدعم السريع حول تمرير المساعدات الانسانية ، قال المبعوث الامريكى لدى السودان توم بريليو ، ان بلاده تعتبر مصر شريكا استراتيجيا للعمل على وقف الحرب فى السودان.
لكن يبدو ان مصر واميركا يتفقان على ان مسار جنيف لن يؤدى لهذه الغاية فى ظل تمسك الحكومة السودانية والجيش بعدم المشاركة فى اي محادثات جديدة من دون تنفيذ اعلان جدة الموقع فى مايو من العام الماضي.
ويبدو جليا ان سبب فشل اللقاء التشاورى بين الجانبين السودانى والامريكى الذى دعت له القاهرة لبحث رؤية الحكومة السودانية لتنفيذ اتفاق جدة ،يبدو سبب فشل هذه الجولة ، تراجع ازمة السودان كأولوية ،فى مقابل تسريع ملف وقف الحرب فى غزة التى تستضيف مصر مفاوضاتها بمشاركة امريكية قطرية .
مبادرة جديدة:
يقول الكاتب والمحلل السياسي ،عبدالباسط ادريس ل(تسامح نيوز) ان زيارة مدير المخابرات المصرى الوزير عباس كامل الى بورتسودان تحمل رسالة وتوضيح وتمهد لموقف قادم ،اما التوضيح يرى ادريس انه لازالة الحرج الذى ادخل فيه المبعوث الامريكى توم بريليو مصر بعد ان قال عنهم انهم قاموا بالغاء اللقاء التشاورى لخرق الوفد السودانى للبروتوكول وعدم تسمية وفد عسكرى بحسب الاتفاق.
ويرى ادريس ان الرسالة التى حملها عباس كامل للرئيس البرهان هى الاخذ فى الاعتبار بنتائج مخرجات القوى المشاركة فى جنيف واتفاقها على تشكيل تحالف اميركى اقليمى بمشاركة الامم المتحدة والمنظومات الافريقيةوماقد يترتب عليه من اتخاذ اجراءات وقرارات قد لاتكون فى صالح السودان وجيشه ووقف الحرب.
وينظر عبدالبائط ادريس الى ان الرسالة والزيارة لاتخرج عن التمهيد لترتيبات مصرية اميركية جديدة ستطلع بها مصر ،مرجحا ان تكون هناك مبادرة مصرية هدفها اعادة احياء اتفاق المنامة المبرم بين الجيش والدعم السريع والذى كان مدير المخابرات المصرية احد ابرز المشاركين فيه ،وجعل هذا الاتفاق مدخلا لاقرار وقف العدائيات .
تحذير اخير :
بالمقابل تنظر المحللة السياسية ،عبير عبدالباقي عمر لزيارة مدير المخابرات المصرية الى بورتسودان بانها زيارة تحمل رسالة تحذيرية من اميركا وقد تكون تشاورية من قبل القيادة المصرية خاصة فى ظل الثقة المتبادلة بين قيادتى البلدين.
وتقول عبير ل(تسامح نيوز) ان كامل ربما حمل رسالة من اميركا وبعض حلفائها فى المنطقة من وقف التعاون الروسي السودانى على ساحل البحر الاحمر وانها ستتدخل عسكريا اذا لم تستجيب قيادة الجيش للرؤية الامريكية لوقف الحرب .
وتعتقد عبير ان من مصلحة السودان الا تمضي الامور فى اتجاه تدخل عسكرى امريكى اقليمى ينزع شرعية مؤسساته الوطنية وان على الحكومة عدم السماح لهذا الاتجاه بالتحقق من خلال العمل على طريق ثالث بينها والدول الراعية للحرب.
