تحقيقات وتقارير

مبادرة أردوغان.. هل تنعش آمال الإسلاميين بالعودة إلى الواجهة

الخرطوم | تسامح نيوز

مبادرة أردوغان.. هل تنعش آمال الإسلاميين بالعودة إلى الواجهة

تحركات تركية على الخطوط الساخنة في السودان..

على تركيا مخاطبة الدول الداعمة للحرب.. وإخراج المليشيا من المنازل

تقرير/هاشم عبد الفتاح

حركت المكالمة الهاتفية التي تمت بين (البرهان واردوغان ) الجمعة الماضية والتي أشارت إلى دور مرتقب وفاعل لتركيا حيال حرب السودان وإمكانية تحقيق تسوية سياسية أو هدنة عسكرية حركت هذه (المهاتفة) الكثير من البرك الساكنة.

مبادرة أردوغان.. هل تنعش آمال الإسلاميين بالعودة إلى الواجهة

وشغلت (الميديا) المحلية والاجنبية كثيراً وتحدثت عنها المجالس السياسية بكثير من التحليلات والتفسيرات والأبعاد حيث تباينت المواقف حول الدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا كوسيط لإنهاء الحرب وتحقيق الإستقرار والإعمار في السودان

وحرصت (تسامح نيوز) على طرح عدد من التساؤلات والمحاور على عدد من المحللين والمراقبين للمشهد السياسي السوداني وجاءت هذه التساؤلات كما يلي:

أولا: ما حقيقة أن هناك تسوية سياسية أو مبادرات غير معلنة لإيقاف الحرب في السودان..وما حقيقة الإتصالات بين البرهان واردوغان ؟

مبادرة أردوغان.. هل تنعش آمال الإسلاميين بالعودة إلى الواجهة

ثانياً: ماهي الشروط التي يمكن الإتفاق عليها لاعلان الهدنة بين الجيش والدعم السريع؟

ثالثاً : هناك من يعتقد أن دور تركيا تجاه حرب السودان لازال ضعيفا وغير مؤثرا.. لماذا ؟

رابعا : هل تتوقعون دورا فاعلا للرئيس اردوغان في إتجاه إعادة الإسلاميين مجدداً للواجهة السياسية في السودان ؟

 توافق وليس تسوية!

بداية ..تحدث الأستاذ الصحفي والمحلل السياسي النور احمد النور قائلا : لا توجد معلومات مؤكدة عن تسوية مرتقبة .. لكن يبدو أن هناك توافقا في التوجهات الدولية والاقليمية لاخماد الحرائق وإنهاء الحرب والتوترات..لذا جاء وقف إطلاق النار في لبنان وجهود لإنهاء الحرب في غزة..كما أن ترامب قال إنه يريد إيقاف حروب المنطقة قبل أن يتسلم مهامه في البيت الأبيض في ٢٠ يناير المقبل.

مبادرة أردوغان.. هل تنعش آمال الإسلاميين بالعودة إلى الواجهة

واضاف الأستاذ النور : ان تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة حيث لعبت دورا كبيرا في ما حدث في سوريا ثم نجحت في نزع فتيل التوتر بين إثيوبيا والصومال.. وتخطط لطي ملف الحرب في السودان عبر وساطة بين السودان والإمارات مما يفتح الطريق لاستئناف مفاوضات جدة بين الحكومة وقوات الدعم السريع.. والراجح أن لديها تفاهمات مع واشنطن في شان السودان..

وأكد الأستاذ النور أن تركيا منذ الشهور الأولى لحرب السودان أبدت استعدادها للعب دور في وقف الحرب غير انها لم تجد تجاوبا كما أن الإدارة الأميركية كانت لا تريد وقف الحرب وإنما إدارة الصراع واضعاف أطراف الحرب لذا لم تكن جادة في تنفيذ إعلان جدة الموقع في مايو ٢٠٢٣.

تركيا وعودة الإسلاميين:

وقال: لا أعتقد أن تركيا مهتمة أو معنية بعودة الاسلاميين الى الى الواجهة.. انما المشهد السياسي في السودان ستشكله موازين القوى والواقع العسكري وكيفية إنهاء الحرب..

ويرى الأستاذ مبارك النور القيادي بشرق السودان أن الوضع في السودان معقد جدآ وضبابي ومزعج للغايه وقال: لكن رغما عن ذلك نحن متفائلين أن يحدث الله أمرا كان مفعولا .

و أضاف: لا أتوقع تسوية سياسيه سرية أو غير معلنة لإيقاف الحرب لأن هذه الحرب بين المليشيا المتمردة وأعوانها وداعميها والشعب السودانى ولايمكن إيقافها إلا بشروط تحفظ هيبة الدولة وكرامة الشعب السوداني .

هل يثق السودانيين في اردوغان:

إلا أن الأستاذ مبارك النور أكد على حقيقة الإتصال الذي تم بين البرهان والرئيس التركي أوردغان وابان: نحن نرحب بأي مبادره تركيا لأن الرئيس التركي موثوق بالنسبة لنا كشعب سوداني ونأمل أن يكون لمبادرته مابعدها.

وأشار إلى أن الأصل في اي مبادره مطروحه هو إنفاذ مخرجات منبر جده وهى والتي تضمنت إخراج المليشيا من الأعيان المدنية ومن المستشفيات على وجه الخصوص ومن منازل المواطنين وغيرها من المؤسسات المدنية

ونفى الأستاذ مبارك توصيف البعض لدور تركيا بالضعيف مؤكداً أن تركيا دولة مؤسسات ولديها علاقات تاريخية مع الشعب السوداني وأنها ظلت تقف إلى جانب السودان في كثير من المحافل الدولية .

وتركيا دوله مؤثرة وتستطيع أن تقدم الكثير لقضية السودان ومن المتوقع ان تطرح حلولا منطقية وعملية ومقبولة .

وطالب الأستاذ مبارك النور بإعطاء تركيا فرصة حتى تقدم ما لديها إزاء ما يجري في السودان حتى نحكم عليها .

وحول ما يثار في المجالس السياسية في السودان بان اردوغان يسعى لارجاع الاسلاميين إلى الواجهة السودانية مجدداً إبان الأستاذ مبارك: أن القضيه ليست إرجاع الإسلاميين أو غيرهم للحكم

وانما القضية هى قضية وطن مجروح .. وشعب مشرد بسبب الحرب.. وقضية مؤامرة كبيرة لتقسيم السودان ..وتدخل أجنبي في شئون السودان..وقضيه مرتزقة يريدون أن يبيدوا الشعب السوداني وإبداله بعرب الشتات وبمعاونة الأجنبي .

فالقضيه يا هؤلاء.. أكبر مما نتوقع ولذلك فإن الشعب السوداني بمختلف مكوناته القبلية والسياسية والدينية تقف خلف الجيش السوداني لإخراج البلاد من وهدتها .

الطريق لإنهاء التمرد:

ووصف الأستاذ الهندي عز الدين الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مبادرة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” للتوسط بين السودان والإمارات ، بأنها أقصر طريق لإنهاء التمرد الغاشم في بلادنا.

وقال الهندي : أدعو الرئيس البرهان إلى المضي بقوة في هذا المسار دون تردد ، فالفرص الكبرى لا تأتي مرتين. خصوصا أن الرئيس أردوغان طارح نفسه هذه الأيام كزعيم وحكيم الأمة ، بعد نجاحه في إسقاط حكم الأسد واستلام هيئة تحرير الشام الموالية لتركيا مقاليد الحكم في دمشق بعد حرب استمرت 13 عاماً.

كما أفلح السلطان أردوغان أمس في وقف نذر حرب إقليمية في القرن الأفريقي برعايته في أنقره مصالحة بين إثيوبيا والصومال.

ويعتقد الكاتب الهندي أن إنهاء التمرد يتطلب سحب الدعم والرعاية الإماراتية من هذه الحرب .

 التسوية المستحيلة:

وفي السياق ذاته اوضح الدكتور علي الشريف عمر الشريف الهندي نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي ورئيس النداء الوطني من أجل الجزيرة (المنكوبة) اوضح أن اي مبادرة او حل لا يتضمن رؤية ومطلب الشعب السوداني الملتف والمفوض لقواته المسلحة لن تكون هناك تسوية سياسية سواء معلنة أو غير معلنة لايقاف الحرب.

وقال نحن نتساءل ..ماذا جنينا من (الهدن)التي تكررت ..لا شئ ، إنما كانت النتيجة المزيد من التمويل والامداد للمليشيا العابرة للحدود لميادين القتال بالتسليح النوعي والمتطور ، ولا أعتقد أن الحكومة ترفض التفاوض أبدا أن لم يكن من موقف الحق والصدق ، خاصة أن زمام المبادرة تمتلكه القوات المسلحة الآن بموجب الدستور والقانون لأنه في أوقات الحروب والأزمات يكون الحاكم والمسيطر هو الجيش حامي الأرض والعرض .

شروط جدة:

ويعتقد دكتور علي أنه إن كان هناك وميض لمبادرة أو حل أو إيقاف الحرب ، هو الإلتزام الكامل بما ورد من شروط في إتفاقية الجدة (المنقوصة) من آليات التنفيذ وليس ذلك في ولاية الخرطوم فحسب بل في كل ولايات السودان ونحن نقدر الدول الصديقة التي لها اهتمام بالشأن السوداني.

ولكن يجب على كل دولة تريد أن تبادر ان تخاطب جذور الازمة وهى الدول الداعمة والمساندة والممولة لهذه الحرب والتي يزداد نشاطها صباح ومساء ولكننا هنا نحي تركيا ومساعداتها الإنسانية للسودان ونقدر دورها ونرحب بكل مبادرة تتضمن سيادة الوطن وعلو ورفعة القوات المسلحة السودانية بعد أن أصبح كل السودان جيش وأحد شعب واحد

وتساءل دكتور على الشريف ..كيف تكون هناك هدنة مع من يغزو..ويشرد ويهجر قسريا ، ويسعى إلى تغيير ديمغرافي في السودان ؟

ولكنه أشار إلى أن شروط أي هدنة هو الإلتزام الشامل والكامل بما ورد في منبر جدة على أن تكون هناك إدانة واضحة لهذه الأفعال والانتهاكات وللدول الداعمة لهذه المليشيا ، وإصدار قرار بحظر أي إمداد لها .

واضاف: أن على تركيا يجب أن يكون دورها في السودان بأن تسعى على مستوى المجتمع الدولي والمحيط الإسلامي لإظهار الحق والحقيقة في هذه الحرب.

عودة الإسلاميين:

اما فيما يختص بأن تركيا تريد إعادة الإسلاميين إلى الواجهة السياسية في السودان مجددا ، أكد دكتور على الشريف أن هذه العودة لها شروط ويجب أن يدرك الجميع أن الوضع في السودان ما بعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣ لم يعد كما كان قبل هذا التاريخ ، وليس هناك واجهات إسلامية محجوزة أو (مفروضة) أو منتظرة فما بعد الحرب رأي آخر ،

وأن الاستجلاب لأي شئ من الخارج لأ أظن أنه سيحدث، وأن الحياة السياسية القادمة في السودان محكومة حتى الآن بالسيادة الوطنية وممثلة في القوات المسلحة وجهاز الأمن الذي تعافى تماما وامتلك زمام المبادرة والقوة والصلابة ، ولهذا فإن الحياة السياسية في السودان لن يفرضها أو يستجلبها أحد ،

وليست متروكة لاحد ، وعندما يحين الوقت ويكون الشعب السوداني جاهزاً بأن يقول كلمته في حق من يتولى حكمه ورشده ، فتلك هى ديمقراطيته وبالتالي يرتضيها الجميع بلا أدنى مقاومة ، ولكن نقول الآن (الحصة وطن) لمقاومة ومحاربة واقتلاع الاوباش ، ونحن نرى أن الغجر قد أوشك وأن الليل قد انجلى وأصبحت اليد قوية .

أتمنى لاجهزتنا الإعلامية الاصطفاف والمناصرة للجيش في حرب الكرامة ، التحية للشهداء الذين ارتوت الأرض الطاهرة بدمائهم ونسأل الله أن يشفي الجرحى ويرد المفقودين وأن يطهر ارضنا من الاوباش والخونة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى