
مجزرة سوق صابرين.. استراتيجية الانتقام
خبير قانوني: استهداف المواطنيين يعتبر جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف
محلل سياسي: المليشيا تنتهج استراتيجية جديدة لاستهداف المدنيين
تقرير :أحمدقاسم
في تصعيد خطير بدأت مليشيا الدعم السريع بإستهداف المدنيين عبر القصف المدفعي الثقيل بعد خسارتها في ميدان المعركة.
فبعد اقل من اسبوعين من استهداف المستشفى السعودي بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور جاء قصفها لسوق صابرين يوم امس والذي خلف عشرات الضحايا في مجزرة وصفت بأنها الأبشع.
مجزرة صابرين:
وكشف مصدر بوزارة الصحة ولاية الخرطوم لموقع (تسامح نيوز) إن مليشيا الدعم السريع قامت بقصف سوق صابرين بمحلية كرري المكتظ بالمواطنين والباعة وادي القصف الى إصابة ومقتل (162) مواطناً مدنياً من بينهم (56) حالة وفاة و(106) إصابات بعضها خطيرة للغاية فيما لايزال العدد قابل للزيادة وفقا لعمليات البحث عن ضحايا وسط الركام.
وقال وزير الصحه ان مستشفى النو وبقية المستشفيات استقبلت كافة الشهداء والمصابين وتم استدعاء الجراحين والكوادر الطبية لإنقاذ حياة المصابين وتم إدخال الحالات الحرجة عمليات عاجلة فيما تم إسعاف بقية المصابين.
والي الخرطوم أكد ان المليشيا الإرهابية ظلت تترك ميدان القتال وتوجه اسلحتها الفتاكة لاستهداف المواطنين في الأسواق ومحطات المواصلات ودور الإيواء وداخل المنازل وأضاف معتبرا أن ما قامت به المليشيا بمثابة مجزرة وجريمة تستوجب على المجتمع الدولي تصنيفها كَمليشيا إرهابية تقتل المواطن وتمارس النهب والاغتصاب
كما لفت الوالي الي ان المليشيا أصبحت تلفظ في انفاسها الأخيرة بعد الهزائم التي منيت بها مؤخراً واصبحت تلجأ للانتقام من المواطن ومنشآته الخدمية .
وقبل اقل من اسبوعين إدانت شبكة أطباء السودان القصف الوحشي للدعم السريع لمدينة الفاشر الذي استهدف المستشفى السعودي ومنازل المواطنين والذي خلف اكثر من (70) مريضا وقالت أن القصف المتعمد والمستمر لعدد من الأشهر يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
الخبير القانوني مولانا هيثم الشريف قال في حديثه لموقع (تسامح نيوز) إن القصف العشوائي للمدنيين يعتبر جريمه حرب وفقا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ال٤ والبروتوكولات الملحقة بها.
استراتيجية مدروسة:
فيما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم شقلاوي قصف المليشيا الذي يستهدف المدنيين تصعيدًا جديدًا في الحرب المستمرة ، مشيرا إلى إن استهداف سوق صابرين في أم درمان والأحياء المجاورة للمرة الثالثة يعكس حجم الأزمة المتصاعدة في العاصمة الخرطوم و المأساة المتجددة بحجم الخذلان التي يعيشها السودانيين من المجتمع الدولي الذي لا يملك سوى بيانات الشجب والإدانة .
ولفت شقلاوي في حديثه إن الاستهداف ليس عشوائيا ، بل هو استراتيجية مدروسة تمثل الخطة البديلة التي أعلن عنها قائد المليشيا لتوسيع رقعة الفوضى وإضعاف الثقة في قدرة الجيش السوداني على تأمين المناطق المدنية . كون إن هذا القصف يتكرر عقب كل خسارة تتكبدها المليشيا في الميدان ، في محاولة للانتقام من السكان وإثارة الذعر .
ودعا شقلاوي إلي ضرورة تعزيز الوعي الأمني وسط المواطنين ،
بضرورة الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة أو عناصر مشكوك في ولائها تعمل على تغذية النزاع من الداخل . مشيرا إلى ان التعاون بين المجتمع والأجهزة الأمنية يسهم في كشف المندسين وإجهاض مخططات زعزعة الاستقرار.
إدانة:
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد قبل يومين جلسة مغلقة لمناقشة الوضع في السودان و شدد المبعوث الأممي رمطان العمامرة على ضرورة “خفض التصعيد” وضمان حماية المدنيين ، مجددًا التأكيد على أن “الحل يكمن في عملية سياسية يقودها السودانيون”.