تحقيقات وتقارير

محاولات تدمير سد مروي..المليشيا تحصد الرماد

الخرطوم - تسامح نيوز

محاولات تدمير سد مروي..المليشيا تحصد الرماد

 

السد واحدا من أكبر المشاريع في القارة الأفريقية لإنتاج الكهرباء.

خسائر تدمير البنية التحتية والمنشآت العامة تجاوز ال 150 مليار دولار .

وزير سابق :سد مروي هو الداعم الأساسي للشبكة القومية

الناير : سد مروي مشروع إقتصادي ضخم تكثيف حمايته ضرورة مهمة

المليشيا إستهدفت أربع محطات تحويليةلنقل الكهرباء

منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع منذ منتصف ابريل 2023 ، ركزت المليشيا المتمردة على تدمير البنى التحتية، ووفقا لتقديرات غير رسمية فإن خسائر الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ بداية الحرب في السودان تجاوز ال 150 مليار دولار .

محاولات تدمير يائسة

واستهدفت المليشيا عدة مرات في محاولات بائسة تدمير منشآت حيوية عبر اطلاق طائرات مسيّرة انتحارية ، أبرز هذه المنشآت سد مروي، وكانت الفرقة (19) مشاة مروي التابعة للجيش، قالت: إنه في إطار حملتها الممنهجة لاستهداف المواقع العسكرية و المنشآت الحيوية والمشاريع التنموية للبلاد، حاولت قوات الدعم السريع استهداف كهرباء سد مروي بعدد من المسيرات

،كما استهدفت المليشيا ايضا مطار عطبرة ومحطة كهرباء الشواك التحويلية في ولاية القضارف، وبذلك تكون المليشيا استهدفت نحو أربع محطات تحويلية رئيسية تنقل الكهرباء إلى ست ولايات سودانية بما في ذلك الخرطوم.

سد مروي واهميته

سد مروي يعد أكبر السدود في السودان، حيث يخزن 12 مليار م3، فضلاً عن أنه يقوم بإنتاج حوالي 1250 ميغاوات من الكهرباء، ما يمثل 40% من استهلاك البلاد ككل، ويعد السد واحدا من أكبر المشاريع في القارة الأفريقية لإنتاج الكهرباء.

ويقع مشروع السد على مجرى نهر النيل الرئيسي على بعد 350 كيلومترا شمال الخرطوم عند موضع الشلال الرابع، عند جزيرة مروى التي حيث أطلق عليه اسمها،ويبلغ  إجمالي طول السد 9.2 كلم، ويبلغ أقصى ارتفاع له 67 مترا، أما جسم السد فيتكون من عدة أنواع من السدود الخرسانية والركامية على ضفتي النهر.

أهمية استراتيجية

واستراتيجياً يعتبر سد مروي مسانداً لمطار الخرطوم المدني في حالات الطوارئ، ويضم قاعدة جوية عسكرية مساندة للمطار العسكري الأول الموجود بالخرطوم، تشمل دفاعات جوية عن شمال ووسط وغرب وشرق السودان.

كما تعد مروي أيضا منطقة تمركز بديلة للقوات الجوية. وتضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، بالإضافة لوجود سد مروي، أكبر سد كهرومائي في السودان.

أرقام مهمة

اكد وزير النفط السابق مهندس مستشار اسحق آدم جماع أهمية سد مروي بالنسبة للاقتصاد السوداني،مبينا في حديثه ل(تسامح نيوز) ان انتاج السودان من الكهرباء في حدود أربعة الاف ميغاوات(4000MW) وتقريبا 50/في المئة انتاج مائي و50في المئة حراري .

مشيرا الى ان انتاج سد مروي يعادل 1250mw اي 30في المئة من الإنتاج الكلي ويعادل 60 في المائة من الانتاج المائي (هايدرو) مضيفا ان هذه الأرقام كلها فيما يلي الشبكة القومية للكهرباء ، بالاضافة الى ان هنالك انتاج مايسمى بالمعزول isolated production في الولايات ،.

خاصة الولايات التي ليست بها الشبكة القومية. وبالتالي برهن اسحق جماع بان انتاج سد مروي هو الداعم الأساسي للشبكة القومية وعزا ذلك لأن الإنتاج الحراري مرتبط بتوفر الوقود ،مضيفا انه مؤخراً السودان يعتمد على توفير الوقود عبر الاستيراد .

وحاليا يتم استيراده بنسبة 100% لتوقف المصفاة، وبالتالي اوضح اسحق ان مروي المنتج الأكبر وبعدها يأتي خزان الدمازين 280mw وخزان الستين 350mw والقربة 18mw و سنار 15mw وجبل أولياء 30mw -طبعا لايعمل حاليا- ، وادان الوزير بشدة استهداف المليشيا لتدمير البنية التحتية في البلاد.

اهمية اقتصادية عُظمى

من ناحية اكد الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير ان سد مروي مشروع ضخم ينتج حوالي 250 ميغاواط كهرباء تعادل ثلث انتاج البلاد من الكهرباء تقريبا، تشكل أهمية كبيرة، لذلك رأى الناير ضرورة تكثيف لحماية المشروعات الاستراتيجية والمهمة في البلاد

محمد الناير

باعتبار أن الطاقة الكهربائية من أهم القوى المحركة للعملية الانتاجية “تسيير دولاب العمل في الدولة ، واضاف الناير ان كل المؤسسات التي تقدم خدمات للجمهور تعتمد على الطاقة الكهربائية بشكل أساسي، لذلك شدد الناير على ضرورة العمل على تأمين كل المشروعات الاستراتيجية والحيوية تأمين كامل حفاظا عليها لجهة انها تشكل أهمية اقتصادية كبيرة للاقتصاد السوداني بصورة اساسية

وبالتالي لابد من ايجاد معالجات ومزيد من التأمين حتى لا يتم الاستهداف ضمانا لعدم تأثر المؤسسات الاقتصادية والانتاجية بالبلاد أو التي تدير دولاب العمل في الدولة، واشار الى ان السد يساعد في عملية الري الانسيابي ويضاعف من رقعة الأرض الزراعية ويحسن خطوط الملاحة النهرية، ويوفر بحيرة تخزين للمياه بطول 176 كلم.

حجم الضرر على سد مروي

وأوضح وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم ان الهجوم عل. المحطة التحويلية بمحطة توليد سد مروي ادى الى احتراق مفاعل خط المرخيات Reactor وتم اصلاحه بصورة عاجل .

محاولات تدمير سد مروي..المليشيا تحصد الرماد

وأضاف حينها الوزير أن محطة التوليد لم تتأثر بما في ذلك التوربيانت والمحولات والمعدات المساعدة، وتوضيح لقطوعات الكهرباء التي جاءت نتيجة للهجوم اوضح الوزير ان المحطة خرجت نتيجة للهجوم وتم لاحقا تشغيل وحدة واحدة لتغذية المحطة والولاية الشمالية وايضا خرجت من الخدمة، قبيل ارجاعها للخدمة مرة اخرى.
وشدد الوزير على ضرورة اتخاذ مزيد من التدابير لحماية المنشآت والمرافق الحيوية بالدولة.

برتوكول دولي

من جانبهم يشير خبراء قانون إلى أن القانون الدولي ينص في حالة النزاعات المسلحة الحديثة على اتخاذ التدابير الاحتياطية اللازمة في الهجوم. مبينين إلى ان المادة 57 من البروتوكول الدولي تمنع استهداف المدنيين أو الأعيان المدنية بما في ذلك البنية التحتية والمنشآت العامة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى