المقالات

محجوب فضل :الدرس التاسع/سنة تانية حرب!!

الخرطوم _ تسامح نيوز

محجوب فضل :الدرس التاسع/سنة تانية حرب!!

العنوان:- نعم للسلام لا للحرب ۔

أَشْعَلَ النِّظامُ الباٸدُ الَّذی أطاحَتْ بهِ ثورةُ ديسمبر المجيدة،الحربَ فی دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وبسببِ هذه الحروب الجاٸرة،قُتِلَ كثيرٌ من النَّاسِ،وهَرَبَ بعضُهُم،وتَرَكَ أهلُ القُرَیٰ مَسَاكِنَهُم وَمَزَارِعَهُم،وأصبحوا نازحينَ لا مَأْویٰ لهم،ولا يجدون،مُسْتَشْفَی يتعالجون فيه،ولا مَدرسةً يتعلم فيها أبناٶهم،

وكانوا فی كلِّ يومٍ يسمعُونَ صَوْتَ الرَّصاصِ والقَنَابِلِ،وكان هٶلاء النازحون يسألون،متیٰ نعودُ إلیٰ قُرانا الجميلة،وإلیٰ مَزَارِعنا الطيِّبة؟

وبعد قيام الثورة بدأت مفاوضات السلام،وأُوقِفَ إطلاق النَّار،وسَوفَ يُوَقًّع السلامُ قريباً،ويعود النَّاسُ إلیٰ قراهم وَهُم فَرِحون حيث يُعَمِّرون أراضيهم ويَزْرَعونها،فتظهر السنابل،وتختفی القنابل،وَرَقصت الفتيات فرحاً وإبتهاجاً بالسلام وَهُنَّ يُرَدْدِنَ

نعم للسلام نعم للسنابل

لا للحرب لا للقنابل

منقول من كتاب اللغة العربية الصف الثانی صفحة ٩٥ ]

-هذا الدرس الباٸس لا يزال يُلَقَن لتلاميذ الصف الثانی من مرحلة الأساس،والحسنة الوحيدة فيه بعد الضبط بالحركات علی الحروف،هو إنه لا ينتهی بجملة (إنتهیٰ الدرس ياغبی) !! والمناهج كلها تحتاج إلیٰ مراجعة شاملة بعد العبث الذی قام به ذلك الجمهوری المتلهوج القَرَّای الذی لايقرأ، وإن قرأ لا يفهم،وإن فَهِم لا يعمل !!

-ومالنا والقرای الذی ذهب (غير مأسوف عليه) إلیٰ مزبلة التاريخ،لكن الزبالة أی القمامة التی وضعها فی المناهج لم تُقَمَّ بعد وتحتاج إلیٰ من يكنسها،رَحِمَ اللهُ الأستاذ المربی محمود سر الختم الحوری وزير التربية والتعليم المكلف، (الرجل المٶدب حبيب المعلمين) كما وصفه زملاٶه،فقد قضیٰ نحبه بالقاهرة فی يوم الجمعة ١٦ أغسطس ٢٠٢٤م

قبل أن يُعمِل قلمه الأحمر فی المناهج الباٸسة التی ورثها من سابقية من القحاطة الملعونين، أينما ثُقِفُوا ،، (الله يكرم السامعين)

بعدما ظَنُّوا إن السودان قد دان لهم فعاثوا فی الأرضِ فساداً،وفَجَروا أيُّما فجور ،وتطاولوا علی الذات الإلٰهية،فجَسَّدوها فی رسمٍ مهين،تعالیٰ الله عن مايقولون عُلُواً كبيراً ۔

-وبعد فليس أقلَّ من إيقاف التعامل مع هذه المناهج المشبوهة،ولٸن حُذِف الرسم المسٸ من المناهج فإن مثل هذا الدرس التاسع الذی لا يزال يُدرس فی مدارسنا ،وفيه إستخفاف بعقول التلاميذ الصغار،وهم الأذكياء

الذين سيسخرون من معلمهم إذا طفق يحدثهم عن السلام الذی سيوقع!!والمقصود طبعاً سلام جوبا!

وسيسألون عن الفعل الماضی (وَرَقَصَت الفتيات) بينما جاء السلام فی الدرس بالفعل المضارع (بعد التسويف) ناٸباً للفاعل يتقدمه فعلٌ مبنی علی المجهول (وَسَوْفَ يُوَقًّع السلام) وليس بمستبعد أن يرفع تلميذٌ صغير يَدَه ويسأل ( أها يا أستاذ ،السلام وقعوه ولَّا لِسَه ؟ والفتيات الرقصن ديل إغتصبوهِن الدَّعَامة !! ) وعندها المدرس إلَّا يقوم جاری !!

سعادة السيد الرٸيس الفريق أول عبد الفتاح البرهان ألحقوا المناهج وأوقفوا هذا العبث بمستقبل جيل كامل، فالذی يجری سيكون خطره أعظم من الحرب الجارية حالياً،

اللهم نصراً لجيشنا،اللهم أمناً وسلاماً لبلادنا، اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين، وَصَلَّ اللهُ علی سيدنا مُحَمَّدٍ وعلیٰ آله وصحبه وسَلَم۔

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى