المقالات

محجوب فضل: مدينة [الكرامة] عاصمة السودان (٣/١)

الخرطوم - تسامح نيوز

محجوب فضل: مدينة [الكرامة] عاصمة السودان (٣/١)

كان الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير الدولة برٸاسة مجلس الوزراء رٸيساً للجنة بناء القصر الجمهوری الجديد، والتی كانت تعقد إجتماعاتها يومياً فی القصر الجمهوری، عجند السادسة صباحاً،لمدة ساعة ونصف تحت شعار (أن لا تأتی مطلقاً ،خير من أن تأتی متأخراً) خلافاً للمقولة الساٸدة فقد كان كمال يُعَدُّ من أٌولی العزم من الوزراء،

محجوب فضل: مدينة [الكرامة] عاصمة السودان (٣/١)

والفكرة تكمن فی إن أعضاء اللجنة من وزراء وعلماء وخبراء فی شتَّیٰ المجالات لديهم ما يشغلهم من العمل اليومی وغيره من الإلتزامات،وليس أفضل للواحد من أن يحضر الإجتماع باكراً،صافی الذهن،مكتمل اللياقة،وينصرف إلیٰ عمله الروتينی بعد حضور إجتماع اللجنة،وافضل من أن يأتی للاجتماع بعد الدوام اليومی،وقد أنهكه العمل واحتاج حتماً للراحة،والبركة فی البكور.

محجوب فضل: مدينة [الكرامة] عاصمة السودان (٣/١)

-هذه المقدمة المطوَّلة أریٰ إنَّها جَدّ ضرورية،قبل أن ندخل فی لُبَّ الموضوع وهو إنشاء مدينة جديدة كلياً بعد أن تضع حرب الكرامة أوزارها،فهناك إجماع كامل علی(إن سودان ما بعد الحرب، لن يكون مثل سودان ماقبل الحرب) قولاً واحداً.

كانت لجنة إنشاء القصر الجديد أو (لجنة كمال عبداللطيف) تنقسم إلیٰ لجنتين لجنة المبانی ولجنة المعانی، تهتم لكل واحدة من هذه اللجان،بما يليها،لذا فأن القصر الجديد جمع ما بين الحداثة والتراث،والمتانة والفن والجمال،

ولتفادیٰ التضييق علی الناس أُنشِٸ شارع النيل الجديد بدلاّ من ذلك الشارع الذی كان يمر من إمام الحرس الرٸيسی للقصر،ويُشَكِّل مهدداّ أمنياً للمقر السيادی،وهذا يقودنا إلیٰ تاريخ القصر القديم منذ نشأته الأولیٰ،بل إلیٰ نشأة الخرطوم ذاتها.

-يقول أهلُ الإختصاص،أن العيب الأول فی (موضع الخرطوم قاٸمٌ فی طبيعة سطحه) حتَّیٰ أنَّ أحد زوار الخرطوم،وهو مهندس رحَّالة كتب يقول(أنه ليس هناك من بقعةٍ غير ملاٸمة تماماً لقيام عاصمة أكثر من البقعة التی قامت فيها الخرطوم!!) ويٶكد صحة هذا الزعم،

إن عواصم المشيخات التی قامت علی الضفاف مثل حلفاية الملوك وقَرِّی وشندی وبربر تخلو من العيب الذی قامت فيه الخرطوم،ويتفق علماء تخطيط المدن علی(إنَّه من النادر أن تنشأ أی مدينة بقصد أن يكون مقدراً لها مستقبل عظيم)فالغالب أن تبدأ المدن صغيرة متواضعة،ثمَّ يلعب الزمن دوره حتی تأخذ الوضع الذی قُدِّر لها أن تكون عليه،وهكذا هی الخرطوم.

-إختلف المٶرخون علی من الذی بداْ فی تأسيس الخرطوم كعاصمة،منهم من نسبها إلیٰ عثمان بك الذی وصلها فی سبتمبر ١٨٣٣م،ومنهم من ينسب ذلك إلیٰ محو بك الذی خلف عثمان بك فی مايو ١٨٣٥م، لكن الغالبية تُٶكد علی إنَّ إختيار الخرطوم كان لخورشيد بك فی يناير ١٨٣٦م،ولم يكن فی الخرطوم أكثر من ثلاثين بيتاً من اللَّبِن،وبقية المنازل من القش،

وثكنة عسكرية تضم ٨٠٠ جندياً وسوقاً وسرای للحكومة،ولن ننساق وراء الوقاٸع التاريخية التی صاحبت مسيرة مدينة الخرطوم منذ نشأتها وحتی الآن فذاك يحتاج إلیٰ أسفار ضخمة ليس هذا مكانها المناسب،لكن كل من يعرف الخرطوم يعلم حالها وكيف إنها(مع اول مطرة تبقی طَمَلة) ناهيك عن الإزدحام وعدم النظام وتفشِّی الجريمة وكثرة المتسوُّلين وانتشار العشواٸيات،

وما لا يمكن حصره،ومع اندلاع الحرب أكملت الناقصة،وصارت الخرطوم بلا سكان تقريباً،وقبل أن يلتفت الناس إلیٰ إعادة الإعمار،رأت ثلة من المختصين فی تخطيط المدن أن تطرح رٶية جديدة ومبسطة من خارج الصندوق،

أبرز هذه المجموعة هو المهندس الإستشاری عثمان حيدر اْحمد عبد الهادی،ونفصِّل فی رٶيته فی المقال القادم،وفی بالنا من لغة الترزية(تفصيل القماش الجديد أحسن من تقييف القديم)!!

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والنصر لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا، وللعملاء، ولدويلة mbz أوwuz.
-وما النصر إلا من عند الله.
-والله أكبر،ولا نامت أعين الجبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى