المقالات

محجوب فضل يكتب : هووو لَبْلَبْ، كم فی الخط؟!!

الخرطوم - تسامح نيوز

-لستُ أدری إن كان هناك من الأحياء من يذكر هذه اللعبة القديمة،ففی ذلك الزمان كان الصبية يلعبون علیٰ الرِمال تحت ضوء القمر ، فيقف جميعهم صفاً علی مسافة بعيدة عن الميس،حيث يجلس أحدهم وحيداً،ويخط رقماً علی الرمل، وينادی رفاقه ساٸلاً إيَّاهُم (هوو لبلب، كم فی الخط؟) فيتباریٰ الجميع فی ذكر الرقم المكتوب واحداً بعد الآخر، .

ويجيبهم من فی الميس بقوله(كَضَبَاً كاضِب) حتی يقع أحدهم علی الإجابة الصحيحة،فيقول له(شِد واركب) فيتسابق الجميع نحو الميس ويحاول الفاٸز القبض علی أحدهم قبل وصولهم الميس، ليكون هو من يتحكم فی اللعبة بعد ذلك،وهكذا

-ذكرنی إستسلام كيكل للجيش بهذه اللعبة،فالعمل الإستخباری هو فی بعض جوانبه لعبة Game يفوز بها من يمتلك المعلومة والرٶية الثاقبة والنَفَس الطويل،وقد مارس جيشنا مع المتمرد كيكل هذه اللعبة أو الخطة حتَّی إنتهی به إلیٰ الإستسلام،بدلاً من الموت الزٶام
فكانت ضربة معلم، تجلًّت آثارها فی الفرحة التی عمَّت جميع المواطنين والغم الذی أصاب جميع المتمردين.

ولا تزال الخطة مستمرة،وذلك من حُسن المعاملة التی تلقَّاها كيكل من الجيش،دون أن يسأله أحد (أها لقيت المعاملة كيف؟) والبيان الذی أصدرته القيادة العامة، وتأكيد سريان العفو العام الذی أصدره السيِّد رٸيس مجلس السيادة القاٸد العام منذ الأيام الأولیٰ للحرب عن (كل من وضع السلاح) وليس من (رفع السلاح) والفرق واضح٠

-لن ينام كيكل لياليه التالية هانٸاً إلَّا بعد أن يخضع للإستجواب ليُفرغ أو يستفرغ كل مافی جوفه من المعلومات،وكل ما سُٸل كم فی الخط؟ وحاول أن يتذاكیٰ فسيقال له كضباً كاضب !!

حتی (يجيب آخرو)،فلا حصانة من الإستجواب،ولا عفو فی الحق (الخاص)،فالعفو (العام) كإسمه لايشمل (الحق الخاص)،وأتوقع أن يُواجه كيكل بآلاف البلاغات فی الحق الخاص، إلَّا أن يعفو الناس ولا أخالهم سيفعلون !!

-مستخلص الأقوال التی سيُدلی بها كيكل ستكون بمثابة مفتاح الرمز الذی تصل به الإستخبارات إلیٰ تفاصيل التفاصيل،وهذا ماجعل المليشيا وأعوانها يحشرون ذيولهم بين أفخاذهم ويصدرون أصواتاً هی (كمُواء القطط المزنوقة) أقرب منها إلی (عواء الكلاب المسعورة) حتی تصل الإستخبارات إلیٰ معرفة كل من فی الخط،وليس (كم فی الخط فقط !!)

البناء إكتمل والباقی تشطيبات، والتشطيب يحتاج لوقت ومال !!
– أحد المغتربين من الذين أرهق تشطيب البيت ميزانيته،نصح زميله الذی ينوی بناء بيت بقوله(أول حاجة أعمل التشطيب، بعدين أبنی!!)

-التحية لجيشنا الباسل والشرطة والأمن، وللقوات المشتركة التی أقضَّت مضجع العملاء،فباتوا يتقلبون علی فرش القتاد،وهم ينسجون من خيالهم المريض تُهماً زاٸفة،يريدون من خلالها دق إسفين الفتنة بين الجيش والقوات المشتركة، ومن المضحكات المبكيات، بالأمس عندما ذاع نبأ إستسلام كيكل، وغطیٰ كل منصات التواصل الإجتماعی، لجأ الكذابون إلی نشر خبراً مضروباً بوفاة الفنان الكبير كمال ترباس،متًّعه الله بالصحة والعافية،ليصرفوا الناس عن الفرح بنجاح جيشنا٠

لكن بارت بضاعتهم،وماتت إشاعتهم فی مهدها، وجراب احابيلهم لا يخلو من الحِيَل والأكاذيب،وكم كنتُ أتمنی أن أریٰ وجه (النخيراء) كما أسماها بركة ساكن، وهی تتلقیٰ هذه الصدمة بإستسلام كيكل، وتتساءل وهی تكاد تَمَيَّز من الغيظ (هسی بيفرحوا لی شنو!!)
وأرجو أن لا يُجيبها أحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى