المقالات

محمد الحسن منصور يكتب : كلمات في حق الفريق شرطة

عمار عثمان عبد الرحمن

في البدء نتضرع لله العلي القدير أن يشفي السيد الفريق شرطة عمار عبد الرحمن، الذي يعاني بعض الأسقام، شفاءً تاماً شفاءً لا يغادر سقماً يارب العالمين، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية ويعافيه من كل داء فيه.*

 

 

سعادته من قادة الشرطة العظام المرموقين المميزين، قائد جسور و أسد هصور، قدم عصارة فكره و تجاربه للشرطة و الوطن، عمل بجد وإخلاص وتفانٍ طوال مدة خدمته.*

 

رأت عيناه النور بمدينة سنار العريقة في ٢١ / ١٢ / ١٩٥٣م. والده طيب الله ثراه كان موظفاً بمجلس ريفي سنار بالإضافة لممارسته الزراعة.*

 

 

تلقى تعليمه الأولي بمدينة سنار والوسطى بود الحداد أكملها مع المرحلة الثانوية بسنار.*

 

وهو من أسرة عريقة ومرموقة متعلمة تقدس العلم والعلماء* ٠

 

فشقيقه دكتور حافظ طيب الله ثراه كان أستاذاً بجامعة السودان.*

 

ودكتور محفوظ لواء شرطة متقاعد.*

 

دكتور عبد الرحمن وزير الطاقة الأسبق، خبير في مجال الطاقة.*

 

أمين خريج جامعي، تاجر و مزارع بمدينة سنار.*

 

التحق سعادته بكلية الشرطة في العام ١٩٧٥م و تخرج فيها عام ١٩٧٧م ضمن الدفعة المتميزة جداً (٣٧) التي أهدت الشرطة و الوطن قادةً أجلاء عظاماً وضعوا بصماتٍ خالدةً في تاريخ الشرطة العظيم سطرها لهم التاريخ بأحرفٍ من نور ومداد من ذهب.*

 

السيد الفريق عمار حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم ١٩٨٤م*

 

و حاصل على دبلوم عالٍ و ماجستير في القانون من جامعة الخرطوم.*

 

أيضا حاصلٌ على ماجستير في الفقه المقارن من جامعة أم درمان الإسلامية.*

 

السيد الفريق عمار والإعمار صنوان متلازمان للتميز وعنوان للإبداع قائد من ذهب، إمتاز بكريم الصفات، ذو همَّة عالية و شخصية قوية متفردة، مهاب مقدام شجاع في إتخاذ القرار، أجواد كريم حليم.*

 

 

ممشوق القوام، فارع الطول، يتمتع ببنية سليمة قوية سوية، أنيق مهندم الهندام، وسيم قسيم جميل مَظْهراً ومَخبراً وجوْهراً.

 

رزقه الله زوجة صالحة دكتورة أستاذة مرموقة بجامعة الخرطوم، فاقت حاتم في الجود و الكرم، لم يمنعها عملها من إدارة منزلها والعناية ببعلها و أهلها و إكرام ضيفها. كانت تقدم وجبة إفطار رمضان يومياً للمناوبين من أفراد وضباط شرطة ولاية الخرطوم ومكافحة المخدرات، نُقل السيد العقيد عمار حينذاك من مكافحة المخدرات لجنوب السودان، توقف الأفراد من الحضور للإفطار في منزل سيد عمار ( منزل حكومي شمال كبري الحرية) حضرت حرمه المصون مع السائق للمناوبين محتجة وأمرتهم بالحضور يومياً للإفطار قائلة “لئن سافر سيد عمار فإن والده موجود ومنزله مفتوح، تعليماته أن تحضروا يومياً للإفطار”.* *شهدت هذا الموقف بأم عينيَّ ولم أتعجب فهي سليلةُ الكرام، كانت تقيم يوم إفطارٍ رمضانيٍّ لكل ضباط وأفراد مكافحة المخدرات، ويوماً آخر لكل ضباط و أفراد رئاسة شرطة ولاية الخرطوم، فهي ماهرة تجيد بامتياز فنون الطهي.*

 

لسيد عمار ثلاثة أبناء نجباء ، إيمان طبيبة صيدلانية ، محمد كابتن طيار حسام خريج كلية علوم إدارية جامعة المستقبل ، نسأل الله أن يحفظهم ويكونوا ذخراً للبلاد ، وبارين بوالديهم* ٠

 

تلقى السيد الفريق عمار دورة في أعمال الأمن المركزي بالقاهرة.

 

دورة مكافحة المخدرات القاهرة.

 

زيارة للولايات المتحدة امتدت لشهر لاجتماع رؤساء أجهزة مكافحة المخدرات

 

 

زيارة لتركيا للوقوف على تجربة القوات الخاصة

 

زيارة للأردن للوقوف على تجربة قوات الدرك.

*زيارة للمغرب للوقوف على تجاربهم.

نقل للاحتياطى المركزي بُعيْد تخرجه في كلية الشرطة في العام ١٩٧٧م.

 

ابتعث سعادته لكورس لجمهورية مصر العربية في أعمال الأمن المركزي و الصاعقة لمدة ثلاثة أشهر، ضمن خمسة ضباط وخمسين من الأفراد.

بعد عودتهم من الكورس، أُسند إليه، مع عدد من الضباط، تدريب السرية الخامسة، أعجب السيد قائد الاحتياطي السيد اللواء – وقتها – عبد اللطيف علي إبراهيم (طيب الله ثراه) بما وصلت إليه السرية من تدريب متقدم، قدم الدعوة للسيد المدير العام للشرطة لحضور احتفال تخريج السرية، شرف سعادته التخريج، سره و أفرحه ما وصلت إليه من تدريب متقدم، أمر سعادته بأن تشارك السرية في احتفال أعياد الشرطة، وجد العرض الذي قدمته السرية في ذلك الاحتفال القبول و الرضا والاستحسان، أيقن الجميع أن الاحتياطي أضحى قوة ضاربة ٠

 

في العام ١٩٨٥م نُقل سعادته إلى شرطة الأمن الخارجي، أُلحق بمكتب الفاشر ومكث فيه حوالى ثمانية شهور.

 

نقل مرة أخرى للاحتياطي المركزي، أسندت إليه إدارة مركز التدريب الموحد، أشرف على تدريب عدة دفعات بالمركز.

 

في العام ١٩٨٧م نُقل سعادته للإدارة العامة للمباحث المركزية، قسم مكافحة المخدرات

 

 

في عام ١٩٨٨م نقل لشرطة ولاية الخرطوم، تم إلحاقه بمباحث الولاية.

 

 

في العام ١٩٩٣م نقل للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، كان لسعادته دور بارز في نجاح عملية (باقة ورد)؛ (عملية تسليم مراقب في تهريب مخدرات لدولة خليجية).

 

كما قام سعادته بجهد مقدر مع المدير العام للبنك الزراعي ابن منطقته وزميل دراسته، حيث تبرع بعدد ستة تراكتورات جديدة لإدارة مكافحة المخدرات، تم منح قسم نيالا اثنين منها و آخر لقسم الدمازين وواحد لقسم الأبيض و آخر لقسم القضارف

 

في العام ١٩٩٤م نُقل سعادته لولاية شرق الاستوائية (كبويتا)، و مكث فيها عامين حقق فيهما نجاحاً كبيراً في ضبط كشف مرتبات القوة الذي كان يشمل أفراداً تمردوا و آخرين انتقلوا للدار الآخرة.

 

في أكتوبر ١٩٩٦م حضر لدورة الزمالة الثانية بأكاديمية الشرطة العليا، تمت ترقية سعادته لرتبة العميد ١٩٩٧م، عاد بعدها لشرق الاستوائية.

 

في العام ١٩٩٧م نقل سعادته لولاية بحر الجبل ( جوبا )، وفقه الله في بناء خمسة وعشرين منزلاً بقشلاق الأفراد، تم بناء جمعية تعاونية وفرت كل ما يحتاجه الأفراد من مواد تموينية، استأجر اثنين جرار نيلي، قام بشراء خمسة آلاف جوال ذرة و ٥ آلاف جوال دقيق و ألفي دراجة هوائية (رالي) وبيعها للأفراد بأقساط طويلة المدى، كان يقوم بإرسال عربات لوري لمنطقة تركاكا لإحضار السمك و اللحم المجفف.

 

 

قام بإحضار كميات كبيرة من المُهمات للأفراد، تغير مظهرهم؛ لأول مرة تأتيهم تعيينات بهذه الكمية، أحبه الأفراد حد التقدير والإحترام وحملوه في حدقات العيون، شهدوا في عهده رغد العيش ورفاهية لم يعهدونها من قبل.

 

شهدت فترته في جوبا تعاوناً غير مسبوق مع القوات المسلحة، كانت قوة الشرطة كبيرة عملت جنباً إلى جنب معهم في تأمين الولاية، وكانت من أجمل فترات حياته العملية.

 

عند نقله، أقيم إحتفال مهيب لوداعه زرف فيه الرجال الدموع مدرارةً لقائدهم المحبوب

 

 

في عام ٢٠٠٠م نُقل سعادته إلى رئاسة الشرطة مديراً لإدارة التأمين و الخدمات بالرئاسة

 

 

بعد ستة أشهر نُقل مرة أخرى مديراً لشرطة ولاية كسلا، كانت من أجمل الفترات في حياته العملية لأن أهل كسلا مجبولون على حب الشرطة؛ متعاونون مع قادتها، مما سهَّل كثيراً من مهمته.

 

قام سعادته بصيانة القشلاقات بدعم من وزير الداخلية، وبنى رياض أطفال راقيةً جداً مزودة بالألعاب الحديثة، قام بتأهيل نادي الضباط الذي كان قبلةً و ملتقىً لرموز المجتمع كما تم تأهيل نادي الأفراد.

 

 

قام بصيانة كاملة لرئاسة الشرطة بكسلا، كما تم تطوير المستشفى بإضافة أجهزة للعملية و أشعة حديثة وغرفة ولادة و أجهزة رسم قلب و حضانات أطفال، تمت الاستعانة بعدد من الأطباء من جامعة كسلا .

 

أيضا تم إنشاء كمائن للطوب وكمائن للجير ومخبز آلي وثلاجات موز و حفر بئرين بالمزرعة و زراعة الموز و الموالح والخضروات.

 

 

كما تم إنشاء طلمبة وقود تجارية بالتعاون مع شركة النيل للبترول، تم تقديم دعم كبير للجمعية التعاونية لتوفير السلع الأساسية بأسعار مدعومة.

 

 

نقل السيد اللواء عمار في ١٨ / ٣ / ٢٠٠٣ م قائداً لقوات الاحتياطي المركزي.

وقد كان سعادته ملماً بكل معوقات العمل بالقيادة، عطفاً على عمله في الاحتياطي عدة مرات، كتب سعادته مذكرة ضافية وافية عن الاحتياطي؛ الماضي، الحاضر و رؤيةٍ للمستقبل، أورد فيها كل ما يود فعله للنهوض بالقيادة، قابل السيد الوزير الذي طمأنه بأنه سيتم تعيين مولانا أحمد هارون وزير دولة بوزارة الداخلية وأنه سيكون مسئولًا عن ملف الاحتياطي وسيحقق له ما يريده و أكثر .

 

 

تم إرسال وفد عالٍ لجمهورية مصر العربية ضم السادة اللواء عبد الباسط سعد جبارة (طيب الله ثراه)، واللواء عصام شريف، والعميد عبد الرحمن حطبة، و العقيد الرضي علي عمر، للاطلاع على تجربة الأمن المركزي و طرق التدريب و التشغيل وتقسيم القوات. كانت الزيارة ناجحةً جداً وتمت الاستفادة من تجربة الأمن المركزي

 

 

بعد تولي مولانا أحمد هارون لمنصبه اهتم للغاية بقوات الاحتياطي وكانت له مقدرة فائقة في توفير الأموال، وبدأ في تنفيذ كل المشاريع المقترحة؛ فتم تنفيذ سور الاحتياطي بطول خمسة كيلومترات في فترة زمنية وجيزة، وتم إنشاء ٢٢ قطاعاً بالولايات منتشرة في كل بقاع البلاد، و عمل انفتاحات خارجية لكل قطاع، كذلك تم تجهيز ثلاثة مهابط للطيران ببعض القطاعات، لم يكن هناك أي قطاع بالولايات من قبل، كان الاحتياطي يدار من المركز والتحرك للولايات في مأموريات، تم التوسع في استيعاب القوات لتلبية رغبات الولايات لقوات الاحتياطي المركزي التي أصبحت سمعتها على كل لسان، لما امتازوا به من رجولة وبسالة وشجاعة وثبات وإقدام في ساحات الوغى، تم تجنيد الآلاف من الأفراد من كل بقاع البلاد بتمحيص وتدقيق وبمواصفات خاصة، فتضاعف العدد حوالى تسعة أضعاف و تم تدريبهم وتأهيلهم تأهيلاً عالياً، كونت القوات الخاصة ٩٩، ١٠٠ وتم تدريبهم تدريباً متقدماً داخل وخارج البلاد، فأطلق على الاحتياطي لقب “أبو طيرة.. البِفِك الحيرة”، تغنت الحكامات بشجاعتهم وفراستهم وسيرتهم الحسنة التي سارت بها الركبان .

 

 

ولعبت قوات الإحتياطي المركزي دوراً كبيراً في تأمين المدن والقرى و الفرقان و تأمين الطرق القومية و تأمين الأطواف التجارية خاصة لولايات دارفور، وتأمين السدود و المنشآت الحكومية المهمة، كما ساهمت في الحد من انتشار النزاعات القبيلة

 

كان بناء مقر القطاعات بالولايات مُتعباً و مُرهقاً، كان السيد القائد في مأموريات و طواف متواصل للقطاعات لا يغض له طرف و لا يهدأ له بال، وكان القتال محتدماً في ولايات دارفور، كان لا يذوق الراحة أو النوم لأيام، في سباق مع الزمن لتجهيز القوات و المعسكرات و مدها بالمؤن و العتاد.

 

تم تغيير زي الاحتياطي إلى المموه (البجامة) و السادة ( لبس تلاتة ) و توفير كل المهمات في زمن قياسي.

 

 

تم بناء صالة طعام فاخرة حديثة للضباط و أخرى للأفراد مزودة بكل وسائل الراحة وتعيين طهاة على درجة عالية من الكفاءة، تقدم وجبات مجانية للقوات. وتم بناء مخابز برئاسة القيادة لتوفير الخبز للقوات، وبناء محطة وقود تجارية بالتعاون مع شركة النيل للبترول، وشراء مزرعة مجاورة للقيادة بها عدد من الأبقار الحلوب.

 

 

كما تم بناء صالة رياضية فسيحة (جونميزيم) مزودة بمعدات رياضية حديثة تعد من أكبر الصالات وأفخمها بالبلاد، وتم تعيين مدربين أكفاء مؤهلين لهم خبرات ثرة.

 

 

تم بناء ميز للضباط من طابقين به ثلاثون غرفة مجهزة بكل وسائل الراحة. وتم بناء بناية الإمداد و ورش الصيانة و مبنى الشؤون المالية .

 

 

كما تم بناء خمسة وعشرين منزلاً فاخراً للضباط وخمسة وعشرين منزلاً للأفراد، كذلك تم بناء عنابر للأفراد، وبناء مستودعات كبيرة للمؤن و المهمات.

 

تم تجهيز ميادين للتدريب مزودة بوسائل التدريب الحديثة، وبناء برج التدريب التخصصي وعمل دِروة ترابية لضرب النار .

 

تم تجهيز ميدانٍ منجَّلٍ لكرة القدم مزوَّد بمنصة رئيسية تسع المئات للاحتفالات، أيضا تم تنجيل كل ميادين القيادة تحفُّها الزهور و الورود حدائق غنَّاء في شكل جمالي بديع تسر الناظرين، وزراعة المئات من أشجار النخيل وأشجار الزينة.

 

أقيمت إحتفالات الشرطة السودانية ويوم الشرطة العربية في ٢٣ / ١٢ / ٢٠٠٤م بالإحتياطي المركزي وكانت كل القوات ترتدي الزي الجديد، كان المشهد بديعاً و الأداء رائعاً وبديعاً و مبهراً، أيقن الجميع أن الإحتياطي أصبح قوة ضاربة رادعة تسر الصديق وتغيظ العدو.

 

وتواصل التأهيل و تدريب القوات وتم إرسال (٤٥٠) من الأفراد وخمسين ضابطاً لدورة متقدمة في جمهورية مصر العربية، كذلك تم إرسال عدد من الضباط لدورة مهام خاصة في تركيا، أيضاً تم إحضار مدربين من سوريا لتأهيل مدربين ليتم إرسالهم للقطاعات بالولايات، وتوالت الدورات الداخلية الخارجية لرفع القدرات وتأهيل القوات .

 

تم دعم الإحتياطي بعدد مقدر من المركبات و الآليات والمدرعات، وبالعديد من الأسلحة المعاونة وتوفير كل المهمات.

 

خاضت قوات الإحتياطي العديد من المعارك و حققت انتصارات عديدة، تميزت بالشجاعة و البسالة و الإقدام والصمود و الثبات في النزال ومعرفة فنون القتال.

 

 

في ٢٢ / ٨ / ٢٠٠٦م نقل سعادته مساعداً للمدير العام لقوات الشرطة للعمليات وتضم الإدارات الآتية (الاحتياطي المركزي، الدفاع المدني، الحدود، الشرطة الشعبية، المنشآت ).

 

 

وظل في موقعه هذا حتى تقاعد للمعاش في ٢٩ /٣ /٢٠٠٨م بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء وجلائل الأعمال، قدم فيها عصارة فكره وتجاربه للشرطة و أفنى زهرة شبابه فيها، ترك بصماتٍ خالداتٍ وسيرةً حسنةً راسخةً في الأذهان ستكون خالدةً على مر العصور والأزمان.

 

 

السيد الفريق عمار، إن الكلمات تعجز أن توفيك قدرك ووصف مقدارك نُشهِدُ اللهَ أنك عملت بجد وإخلاص وتفانٍ وبغيرة و مهنية عالية لرفعة الشرطة و الوطن، دفعت ثمناً غالياً من صحتك و عافيتك، تكالبت عليك الأسقام و الآلام جراء ما بذلته من جهد خرافي وضغط عمل كبير أثَّر في جسدك العليل، نسأل الله أن يجزيَك عن الشرطة و الوطن خير الجزاء، ونسأل الله أن يشفيك و يعافيك من كل داءٍ؛ إنّه نعم المولى ونعم النصير.

المخلص

محمد الحسن جاد الله منصور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى