المقالات

محمد حامد جمعة يكتب… #يا_ محجوب

 

إن خرجت من صدف الحياة وتدابيرها وأقدار الأيام بخير في مسيرة عملي الصحفي فهي روح الزمالة والإخاء الودود التي طوقني بها الزميل الذي رحل هذا الصباح الاستاذ محجوب عبد الرحمن . ولا أعرف هل أعزي فيه بورت سودان أم الصحافة أم الهلال أم (رفعت) أم أستاذنا إسماعيل حسن . دهمني خبر موته صباحا فركنت للحوقلة . وبعض الدمع وكثير الحزن وعظيم الفقد . مححوب سادتي كان حالة من البهجة البسامة والنفس الطيبة المنزوعة الغل . يلقاك ضحاكا وينصرف عنك بذاك الطقس الضاج بالحيوية إن حادثك أخذ بيدك بعد ان يطفئ بطريقة لطيفه عينه اليمني وزراعه تحيط بك . يعلوك بشغب طفل وصفاءه . كل الدنيا عنده تعارف وصداقات واخلاط من المشاعر . غير السالبة .
تعرفت اليه لسنوات وسنوات . لاحظت انه من تلك الفئة التي لا تعادي احد او تحتمل المرارات . صحفي رياضي يعشق الهلال بشكل مدهش . أذكر أمتع لحظاتنا في ليالي هلال مريخ ومناكفاته والمرحوم أستاذ الأجيال أحمد محمد الحسن . كان من قلة تفك محاذير (أحمد) الوقورة الرصينة . أذكر هزه لثبات أسناذنا عبد المولى الصديق صاحب (الرجفة) الأشهر في تواريخ المحبين للكرة والهلال . وهو في _اي محجوب _ في نسخته غير الصحفية مزيج من شاب بورت سوداني قح و(ود صحافة) أصيل فجمع بين تحضر قلب المدن مع تقرب للفنون وعوالم الأنس ولزوم المواجبات فلا يغيب عن مناسبة او يضل عن لحظة مساندة . كريم معطاء إن عجر وتعثر (تصرف) كما كان له ذاك القلق المركوز بالصحفيين فلا يسعه مكان في ساعة كاملة . وحيثما حل سبقته ضحكته وخلفته اخرى .
بعض الناس مثل العطر . تجد اثرهم ولا تجيد وصفهم . هذا كان (محجوب) يلازمك فلا تنتبه الا الى انه مضى ولن يعود . وقد ذهب الى كنف رحيم حتى دون ان اعرف بالضبط من اي جهات السودان هو والى اي انتماء كان ! فقد كان من الجميع واليهم لا علامة اعرفها فيه سوى (الهلال) ونداءه الطروب (وين يا حبة ) وقد احببت هذا الرجل واشد ما ٱلمني الان ان الايام فرقت بيننا . عزلتني تصاريف ازمان وشواغل سعي فما سمعت بعلته وان رايت نعيه .
ويحي من هذه المهنة التي تقبر الناس وتقتلهم بالحركة البطيئة . فكأنها مركب في تصميم نعش . كلما توقفت مجدايفه انزلت على الشطٱن اسم عزيز .
رحم الله محجوب عبد الرحمن . اعذرني يا صديقي هزمت شح الفجيعة عندي سخاء الكلمات ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى