محمد حامد جمعة يكتب…. لماذا_تصمت الشرطة الأمن الاستخبارات؟

تسامح نيوز
. بالحقيقة أن ما يحدث _ وصلا لنداء وباء المخدرات _ قتل جذور العافية .ولا أملك لإعتبارات تتعلق بالبيئة الإجتماعية والنسيج المتداخل للسودانيين طريقة موضوعية للنقل عن ضحايا المخدرات وتحديدا المسمى (الٱيس) ؛ لا أملك سوى النقل (عنهم) الى حين تدبر وسيلة لإيصال صوت بعضهم الى الإعلام بعد أخذ التحوطات اللازمة المانعة من أذى التوصيم و(شيل الحال) فنرتكب من حيث لا ندري جرم أضافي . مع ملاحظتين خطرتين الأولى أن غالب الفئة العمرية _للاسف_ بين العشرين والثامنة عشر وأما الثانية أن نسبة البنات هي الأغلب .
غالب مباحثي التي ستتواصل تيقنت فيها أن هذه المصيبة عزلت الضحايا تماما عن أسرهم ومجتمعاتهم . واقامت مجتمعات موازية عوالمها ظلال المخدر وشبكات محكمة الإغلاق للترويج والتعاطي والإستقطاب المتدرج فيما وبشكل محير ظلت وتظل دائرة التصنيع والمنشأ مغلقة ومحظورة . فغالب من سقطوا في هذا الجب يرون الوسيط بينما يظل الفاعل الأساسي خارج نطاق التغطية
2
أخطر ما تأكدت منه أن في كل خلية تعاطي شخص (واعي) لا يتعاطى ويتصرم في ذلك . لكنه يحكم السيطرة . فهو الذي يدير ترتيبات الجلسات وهذه تمتد بين الأحياء وداخل الشقق وفي جلسات الأنس بالحدائق وكافيهات ومناطق معلومة . مع تحزيم بنسق مريب لخلايا الجامعات. والأخطر من هذا ظهوره في الأحياء الشعبية وفق شكل جرعات تتناسب وظروف تلك البيئة . مع التنبيه الى أن عملية الترويج بالأحياء يكون حافز الموزع مجانية جرعته او (ضربته) او زيادة الكمية بشكل يسير ليستخرج مصاريفه . فيما للموزع في النطاقات الأرفع عائد بالنسبة من المبيعات . لا توجد مرتبات عكس الفترة الأولى في بدايات ظهور هذه المصيبة
3
توجد مشكلة حقيقية لدى الذين يودون الإنعتاق من هذا الداء . أوضحها سيطرة الشلليات و(راس المية) على كل مجموعة . وهي سيطرة تفوق حتى قدرات الاسر والأصدقاء حال رغبتهم في إنقاذ ضحية . وقد لاحظت ان حتى من تحدثت إليهم في الدقيقة الواحد يتأرجحون بين السلبية والإيجابية وتحضر عندهم فزاعة الإرتعاب من تأثير شخص مؤثر عليهم بالتراجع عن التزامات العبور الى العلاج او التحدث الى غريب خارج دائرتهم . هناك كذلك مشكلة حقيقة وواضحة في طرق الوصول الى مراكز العلاج (يتحدثون بسؤال متكرر عن مركز اسمه الحياة ) وبالتالي أعتقد ان الضرورة ماسة لترتيب نسق إتصال ٱمن وتلك المؤسسات أقله لمن يرغبون في الوصول قبل إستفحال حالتهم .وبشكل يحفظ خصوصياتهم ويؤمن سترهم
4
المحبط والمفجع في كل ما بحثت صمت الدوائر الأمنية . فطالما أن البعض من الضحايا ومن لهم سابق اقتراب او احتكاك بذاك المجتمع وعوالم هذه المصيبة يتحدثون عن مراكز توزيع معلومة بمناطق مكشوفة بكل العاصمة . ونقاط بيع متجولة . وجهات توزع في مواقيت معلومة فمؤكد ان هناك ضبطيات حدثت _ولو بالصدفة_ وقصص ومعلومات تسربت . ناهيك عن أحصائيات تتعلق بمبلغين او مبلغ عنهم . دع عنك حالات وفيات بسبب جرعات مفرطة او بسبب تأثيرات مميتة (غالب من يموتون في هذا المجتمع يتم التنبوء بموتهم قبل ذلك من فرط وضوح نهاياتهم وأعدادهم كبيرة بشكل مخيف) . دع عنك احصائيات الجهات الصحية . الصمت الرسمي وحجب معلومات حول توقيفات وتورط جهات وتجاهل الداخلية والشرطة وأمن المجتمع بجهاز المخابرات العامة او إستخبارات الجيش مسألة محيرة ! فذات الدوافع التي تجوز إعتقال ناشط سياسي لموقفه السياسي او المخالف باعتباره ضد حكومة او نظام تستوجب اجراءات أشد تجاه جريمة أفظع تتم الان رغم وضوح مسرحها .
ما يحدث سادتي .ببساطة ان سوس المصيبة ينخر قواعد حياتكم . اخشى ان يسقط السقف على الجميع في لحظة ما لان أرضة السوس اكلت ونخرت